18 ديسمبر، 2024 8:38 م

161عام ومازال العمال يحلمون بعيدهم

161عام ومازال العمال يحلمون بعيدهم

عندما ترى في الصباح الباكر العمال يتجمهرون في ساحه (المسطر) وهو مكان محتمل لإيجاد فرصة عمل بملابسهم الرثة منشغلون مع سجائرهم يتبادلون التهم مع بعضهم البعض ودخان سكائرهم المتطاير هذا يختلط مع غبار الشارع فيعمل زوبعة تتطاير في السماء , يقبعون على رصيف تآكل بفعل الجلوس الطويل كما تأكل عمر هولاء العمال هو الاخر بين الجلوس في الطرقات وبين المكوث طويلا في المسطر والصورة ابلغ من الوصف, ومعظمنا يراها يوميا ؟

فلا تقل ان اليوم عيد, وأعلم ان هولاء لا يعلمون ان اليوم هو عيدهم وحتى وان علموا ذلك فلا خير بالعيد مالم يضمد جرحا وينزل البهجة والسرور على صاحبة بل انه يحمل مزيدا من الهموم لابل انهم صاروا لا يحلمون اصلا بالعيد لان ذكراه العيد هي ايضا غير مرحب بها عند امثال هولا ء فهي تعني فتح النار على امثال هولاء اذا ما علمنا ان للعيد طقوس وعادات وتقاليد ستكون جميعها غائبة عند معظمهم ., وكذلك انهم غير مهتمون و لا يعرفون ان هنالك اكثر 146دولة في العالم تحتفل بذكرى عيد عمالها بناة بلدانها
ولسنا بصدد مشاكل العمال في هذا البلد او ذاك , لان ما في بلدنا هو اقسى مما يجرى في تلك البلدان فاذا كانت شرارة ثورة العمال انطلقت من اجل تقليص ساعات العمل فأليت الامر يكون عندنا بهذه الصورة فقط فذاك يعني ان عمال العالم يجدون عملا ما يسدون بة رمق العيش وان كان ذلك العمل متعبا او صعبا وهم بالتالي افضل حالا منا , فالعامل العراقي يخرج في عتمة الليل قبل ان تنشر الشمس خيوطها قاصدا مكان العمل علة يجد من يرشده الى عملا ما لكنة قد يجد عملا من نوع اخر يريحه كثيرا من صخب الحياة ومتطلبات الاولاد والمنزل فيجد الموت ينتظره بدون سابق انذار, فكم من العمال قتلوا في الانفجارات التي لا تميز بين مواطن واخر جائعا او متخم سنيا كان او شيعيا مسلما كان او مسيحيا او من طائفة اخرى وهنالك صورة اخرى فكم لاقى من العمال حتفهم نتيجة احتدام الصراع السياسي والاحتقان الطائفي فدفنوا احياء ولازال مصير بعضهم مجهول .؟

وليت الامر ينتهي بهذا او ذاك فلازال العاملون بين ظلم رب العمل وتعسفه وبين جهل قوانين الحكومات و الصراع الطبقي المجتمعي فعراق ما بعد التغيير قد جعل الفجوة والهوة تتسع بين طبقات المجتمع فهنالك بونا شاسعا بين طبقات المجتمع مما ادى الى اثراء طبقات معينة على حساب طبقات اخرى انعدمت فيها ابسط مقومات الحياة والغريب ان الحكومة تتحدث عن عدالة اجتماعية غائبة في الواقع حاضرة على الورق وفي منصات المؤتمرات واثناء الحديث عن منجزات هي اقرب الى الخيال منها الى الواقع .
اننا امام مشاكل جمة يعاني منها اصحاب هذا العيد فلم يعد هذا اليوم هاما للعامل العراقي والاسيوي الذي يعيش الذلة والمهانة والحرمان في دول العالم الثالث فضلا عن الاوربي والتركي الذي قمعت تظاهراته اليوم.
وعلى الرغم من وجود بعض الاحزاب التي تحمل هم هؤلاء الكادحون الا انها هي الاخرى لاتزال فقط تحلم بعيش رغيد لهولاء الكادحون رغم مطالبتها المتكررة ومنذ عشرات السنيين لتحسين وضع العمال وسن القوانيين التي تضمن الرفاهية وتحقق العدالة الاجتماعية الغائبة وتدوير عجلة المصانع المحلية التي تعطلت بفعل فاعل.؟
فهؤلاء العمال هم قوة كبيرة جدا اذا ما تم استخدامهم الاستخدام الامثل فهم جامعات ضاغطة كبيرة قادرة على فعل الشيء الكثير ان توفرت قيادة حكيمة تأخذ بيدهم نحو بر الامان , هذا اذا ما علمنا ان النظام الاشتراكي المعول علية من قبل عمال العالم يعاني العزلة من قبل الانظمة الرأسمالية الكبرى التي تسيطر على العالم مما اضعف الحركة العمالية العالمية .
ومن الظريف جدا ان تحتفل بعض الدول بهذا اليوم وهي تمارس ابشع الانتهاكات ولم تحرك بنت شفة عن مظلومية هذه الطبقة , التي لاتزال تعتبر العمال ادوات بمعزل عن انسانيتهم و لا تفعل شئيا لا جل حفظ كرامة هولاء.
كم تمنيت ان تأخذ دولتنا دروس العدالة والانسانية مع الرعية من الامام علي بن ابي طالب “ع” عندما كان يتفقد رعيته في الكوفة ووجد رجلا مسننا كبيرا يتكفف فسأل اركان حكومته التي ترافقه عن هذا الرجل مستغربا ان في حكومته رجل متسول فأرادوا الخلاص من السؤال قالوا له ياأمير” ان هذا الرجل نصرانيا لا يقوى على العمل فهو يتسول عندها قال الامام “ع ” مقولته الشهيرة
” استعملتموه حتى اذا كبر وعجز منعتموه” فكان اول من اسس لقانون التقاعد وامر صحبة بان يكون له راتب شهريا من بيت المال. فأيننا من حكومة علي” ع” ….