تلفظ أنفاسها الأخيرة .. داعش تضغط على جنود العراق بالعمليات الإرهابية في بغداد

تلفظ أنفاسها الأخيرة .. داعش تضغط على جنود العراق بالعمليات الإرهابية في بغداد

كتبت – نشوى الحفني :

تزايدت في الفترة الأخيرة العمليات الإرهابية التي يقوم بها تنظيم “داعش” ضد جنود الجيش والشرطة العراقيين ، فقام التنظيم الإرهابي، ليل الجمعة– السبت 28 نيسان/إبريل الماضي، بتفجير سيارة مفخخة وسط العاصمة العراقية بغداد، تحديداً في شارع “أبو نواس” في حي الكرادة وسط بغداد، نتج عنه مقتل خمسة أشخاص، بينهم مقدم وشرطيان إثنان، وإصابة 14 آخرين، مستهدفين البوابة الخلفية لدائرة مرور الرصافة، المجاورة لعدد من المنازل والمقاهي، وهو ما أدي إلى فرض القوات العراقية إجراءات أمنية مشددة في محيط الإنفجار، ومنع السيارات والمارة من دخول حي الكرادة حتى إشعار آخر.

وكان حي الكرادة قد تعرض العام الماضي إلى انفجار وصف بأنه الأشد في المنطقة منذ إحتلال العراق عام 2003، وتسبب بمقتل وإصابة نحو 600 مدني، وإنهيار وإحتراق عدد من المباني.

وقتل ضابط شرطة الثلاثاء 2 آيار/مايو الجاري، جراء إنفجارعبوة لاصقة مثبتة أسفل سيارته الخاصة، في محافظة ديالى شرقي العراق.

وفي نفس التوقيت، هاجم مسلحو التنظيم مقر الفوج الرابع في الفرقة الأولى في الجيش العراقي في منطقة الصكار التابعة لقضاء الرطبة بمحافظة الأنبار مما أدى إلى مقتل 4 جنود .

وبهذا الهجوم، الذي وقع على المقر، بلغ عدد أفراد قوات الأمن العراقية الذين قتلوا على أيدي مسلحي التنظيم أكثر من 20 شخصاً خلال الأيام القليلة الماضية.

الدماغ الإرهابي يبحث عن “مُعادل ميداني” ..

ضياء الوكيل

يقول الناطق السابق بإسم وزارة الدفاع العراقية العميد “ضياء الوكيل” لـ(كتابات)، حول تفجيرات داعش :” مثلما للنصر قيمة وإعتبار وطني وإنساني فإن لهزيمة داعش تداعيات خطيرة على السلم والأمن في المنطقة والعالم تقتضي حتماً الإنتباه والحذر. لأنه سيقوم بعمليات إرهابية ذات طابع ثأري وإنتقامي، والدماغ الارهابي لا يتورع عن إستخدام كل الأساليب الأجرامية بحثاً عن (معادل ميداني أو عملياتي) بهدف زعزعة الأمن والإستقراروتعويض خسائره المتلاحقة في كل مكان، وهذا يشكل تحدياً لمهنية وخبرة الأجهزة الأمنية مما يدعو إلى الإستنفار الأمني على أكثر من صعيد لمواجهة العمليات الإرهابية المحتملة وخاصة التي تستهدف التجمعات المدنية والأماكن السياحية كما حدث في (سان بطرس بورغ ولندن وباريس وبروكسل واسطنبول وبغداد)، أو الإعتداء على دور العبادة ذات الرمزية الدينية التي يحاول خلالها داعش تفجير خطوط التماس الديني والمذهبي كما حدث في تفجير الكنائس في طنطا والإسكندرية وقبلهما في القاهرة، ورغم أن تلك العمليات وأهدافها محكومة بالفشل بفضل وعي وتماسك ووحدة شعب مصر الأصيل، إلا أن ذلك لا يخلوا من مخاطر محدقة ومؤامرات تتربص شراً وعدواناً بالشقيقة مصر العربية”.

التنظيم يعتاش على الخلافات ..

حول إستراتيجيات مواجهة داعش في الوقت الحالي أشار “الوكيل” إلى:”إن تنظيم داعش يعتاش على الخلافات ويبحث دائماً عن بيئة متصدعة ومنقسمة لينشر سمومه وأفكاره الهدامة وعلينا تبني مسارات مستدامة إلى جانب الحل العسكري (سياسية وفكرية واقتصادية واجتماعية) وتأطيرها في مباديء جامعة تحترم حقوق وكرامة وحرية الإنسان وتشيع قيم السلام والإعتدال والتعايش المشترك وهذه من أقوى الوسائل لمواجهة الأيديولوجية المنحرفة لداعش والارهاب”.

سد الثغرات والبحث عن الخلايا النائمة ..

يقول الصحفي العراقي “هاشم الشماع” لـ(كتابات): “أنه لا شك ولا ريب أن تنظيم داعش الإرهابي كان أكثر فتكاً في المناطق التي كانت المجاميع الإرهابية تحتلها وتنظيم داعش أكثر تنظيماً من القاعدة وجماعة الزرقاوي والجبهة والنصرة وغيرها، وبذلك شكل رعباً حقيقياً في العالم، لكن هذه القدرات العسكرية والمالية بدأت تنحصر مع تقدم القوات العراقية من جيش وشرطة إتحادية وحشد شعبي وتحرير لمناطق الموصل ولَم يبقى الا القليل ، التنظيم أضره هذا التقدم على أرض الواقع ، وهناك خطٌ آخر يضغط عليه ألا وهو خط الإعلام المُظهر للحقائق ، فعمد إلى تشتيت الأنظار عنه من خلال عمليات محدودة كإستهداف عسكريين في الأنبار خلال ذهابهم في أجازة أو تفجير الكرادة الذي إستهدف مديرية المرور ، وربما يفكر أيضاً بعمليات أخرى” .

مضيفاً: “أنه رغم هذه المحاولات اليائسة منه إلا أنه لم يستطع أن يحرف الأنظار عن النقطة الرئيسيّة وهو تحرير والنصر الكامل في الموصل” .

وحول ماهو مطلوب الآن من جهاز الإستخبارات أوضح “الشماع”:” أن العمل الجاد بسد الثغرات في المحافظات والسعي للبحث عن الخلايا النائمة التي تخطط لإستهداف المناطق الآمنة، مضيفاً أنه لا خلاف أن داعش في العراق وسوريا ومصر وأوروبا وأمريكا وفِي أي مكان منهجه واحد، وتأثيره واحد وهدفه واحد هو إعلان دولة الخلافة ” الدولة الاسلامية”.

السبب في الوضع السياسي الحالي ..

يُعلق رئيس وحدة التنظيمات الإسلامية المسلحة بمركز الحركات الإسلامية والأقليات “د. مصطفي أمين” لـ(كتابات): “إن العراق تحديداً لها وضع مختلف حيث إحتلت داعش مناطق ومدن كبيرة بها، وأن لجوء داعش لإستخدام العربات المفخخة يرجع إلي سببين، أولهما: أنها تحاول تخفيف الضغط من ناحية الهجوم الذي يقوم به الجيش العراقي علي معاقلها بالموصل، موضحاً أن هذا هو أسلوب داعش عندما يزيد الضغط عليها وعلي مناطق نفوذها،  وثانيهما: أن معظم المناطق التي تقوم بتفجيرها مناطق شيعية لأنها تعتبرهم خارجين عن الإسلام ويجب قتلهم بالسلاح ، مشيراً إلي أن عدم الاستقرار الأمني والبنية الرخوة للوضع السياسي في العراق هو ما تسبب في نشاط داعش في هذه المسألة” .

منوها أمين علي ضرورة أن تسرع الحكومة العراقية بالإنتهاء من تحرير الموصل وباقي المناطق المستولية عليها داعش، وإعادة اللاجئين ، والبدء في تنمية المناطق التي تم تحريرها من تنظيم داعش ، مع القضاء علي كافة الخلايا المنبثقة للتنظيم في هذه المدن ، مؤكداً أن هذا من شأنه التخفيف من حدة العمليات الإرهابية والأراضي المستولي عليها بالعراق .

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة