18 نوفمبر، 2024 1:46 ص
Search
Close this search box.

سيدي الإمام السيستاني دام تأييدك وتسديدك ..

سيدي الإمام السيستاني دام تأييدك وتسديدك ..

اليوم صعقت بصاعقة من السماء أذهلتني وأوشكت على قتل أحلامي وأمنياتي التي كنت أرسمها منذ الصغر في هذا الوطن المثخن بالجراح الذي لا أعرف الى أين يسير؟ظاهرة لم يشهدها العراق من قبل رغم كل العواصف الهمجية التي ضربت أطنابها عبر تاريخه المؤلم,في شارع المتنبي اليوم يبيعون كتب متنوعة سعر الكتاب (205) دينار ولا أحد يشتري وبائع الكتاب يصدح بصوته عالياً بعبارة قائلاً :(تعال جاي واشتري أي كتاب يعجبك ب 250 دينار) كنت أنا ومعي شخص من وقفنا على (بسطيته ) نقلب الكتب للشراء ,عن أي ألم أتحدث لمقامكم فالجراحات كثيرة وغائرة في عمق جسدنا ,ثم جاء رجلٌ واشترى البسطية بإجماعها (شلع ) ففرحت فسألته الى أين ستأخذها ,فقال لي : سأجعل منها أكياس لتعبئة الحب والفستق ثم أبيعه على الأطفال أثناء خروجهم من المدارس فالسعر جيد جداً.

فقلت له : الا تتوقع أن يقوم الأطفال بقراءة ما موجودة في الأوراق بعد انتهائهم من أكل الحب والفستق .

فقال لي : أن أطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس فهم بعد التي واللتيا يعرفون جزءً بسيط من القراءة والكتابة بسبب سوء التعليم المتردي ,وصعوبة المعيشة التي ترهق كاهل أسرهم.

وا ويلتاه على حالي وحال من يحمل معي نفس الهم والجرح ,لا يمكن للأمة النهوض دون أن يكون لديها مثقف فهو الضمير الواعي والناهض بها ,لأنه يشكل مصدر إلهام للشعب فو يحلل ويشخص مواطن الضعف الموجودة في الجسد ,كانت الإصدارات العلمية والإنسانية عندما تصدر في الدول العظمى فأن موطنها الثاني دون تردد هو العراق وتحديداً بمكتبات بغداد العريقة المعروفة بغزارة قرائها ومن مختلف الشرائح الاجتماعية ,هذه ظاهرة خطرة جداً بل أكثر خطراً وفتكاً من الإرهاب والفساد لأنها تستهدف اللبنة الفكرية الأولى لبناء المجتمع ,فهي تحتاج لتشخيص الخلل أينما وجد

وإيجاد حلول ناجعة لها ,في تركها استفحال لها وتكون بذلك ضيفاً في بيوتنا شئنا أم أبينا ,اليوم لدينا طوابير من حملة الشهادات العليا ينتظرون الأمل يعملون في الأسواق بعناوين مختلفة تركوا علمهم وتعبهم لسهر الليالي في سنوات التحضير لنيل شهادة عليا ,ليس طعناً بأعمالهم التي يعملون بها فالكاسب حبيب الله ,ولكن الطموح يقتل عندما يزاول من لديه شهادة ماجستير أو دكتوراه بمهنة لا تمت بصلة لأي عنوان من عناوين العلم والمعرفة ,كان أبسط ممرض صحي في المراكز الصحية البسيطة لديه الإمكانية بأن يعرف أين العلة للمصاب ويعطيه الدواء المناسب لدائه,كانوا المرضى من دول الجوار يأتون للعراق لتطور الطب بفضل أطبائه الذين يشار لهم بالبنان ,أما ألان فمرضانا يذهبون لدولٍ شتى لتلقي العلاج فيها, كانت جامعاتنا ملاذً للعلم تستقطب طلبة من شتى الدول العربية يفتخرون لنيل شهادتهم من العراق ,سيدي كان يضرب بنا المثل بالقراءة والمطالعة وكانت ثقافاتنا متنوعة تحترم الرأي والرأي الآخر,أي إعصار سونامي حل علينا ليسحق الأخضر واليابس ! طاقة صبرنا بدأت تنفذ لكثر الضربات والطعنات التي تلقيناه مابين نفوسنا وأحبتنا ,ونحن ننتظر فرج ,والفرج يطول يوماً بعد يوم ,وأنت في قمة من يعرف الأشياء دون ذكر مسمياتها لأنك تقرأ مابين السطور فتجد ألماً يلف أوجاعنا وهمومنا تبحث عن من يداويها وما باليد حيلة .

أحدث المقالات