أضحك من كل قلبي حين يتناهى الى سمعي ان هناك من يستخدم الحمية او حبوب التنحيف لتخفيض الوزن داخل الوسط الصحفي ، إذ أن تحرير نشرة أخبار عراقية دامية واحدة يكفي لإنقاص وزنك 40 كيلو وربما 50 – وانت المممنون – برغم كبة السراي التي تكفي لنفخ فيل أفريقي وباقلاء بالدهن قدوري والتي عادة ما يتم تناولها فوق الصفحتين السياسية والثقافية بشخوصها وعناوينها وكتلها واحزابها ووعودها المزيفة لعدد صحيفة الامس قبل دخول المعمعة في عدد اليوم فيما تستخدم بقية الصفحات – لمسح النوافذ واحيانا الاحذية المغبرة من كثرة التجوال سيرا على الاقدام بحثا عن سبق صحفي يستخدم بعد – تطنيشه جماهيريا وقضائيا وتنفيذيا وتشريعيا – لمائدة ونوافذ واحذية اليوم التالي – وهكذا دواليك ، نشرة عادة ما تبدأ بالعثور على جثة مجهولة الهوية مرمية على قارعة الطريق معصوبة العينين ومكبلة اليدين لعراقي مسكين حاول ان يعيش مذ خلقه الله تعالى كسائر خلقه مواطنا ينشد الامن والامان والحياة الكريمة في بلاده ولكن – هيهات فينا ومنا وحولنا و فوقنا ومن تحتنا العلة – وتنتهي بأحتراق مخيم للنازحين او انتشار الجرب والنكاف والحصبة والامراض الجلدية بينهم او قتل الفارين اليه – كما حدث بالقرب من – مخيم الهول – على الحدود السورية العراقية حين قتل اكثر من 24 نازحا واصيب 30 اخرون من اولئك الفارين من البعاج العراقية تجاه منطقة رجم الصليبي السورية حيث يقع المخيم المذكور، الذي يقطنه 18 ألف لاجئ عراقي ، مرورا بأختيار بغداد او العراق كله كأسوأ دولة او عاصمة في العالم متذيلين القائمة بكل ثقة واقتدار ” بكذا وكذا ” كالعادة مع بقاء جميع السياسيين في مناصبهم معززين مكرمين وكأن خطبا جللا لم يكن واحصائية مهينة لم تصدر !!
اليوم بدأت النشرة بخبر وفاة المربي الفاضل الدكتور عدنان الدليمي ، رحمه الله وتقديم موجز لسيرته الحافلة بالتربية والتعليم وعلى مدار خمسين عاما – ولست معنيا برأي بعض خصومه ممن طعنوا بصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وازواجه الطاهرات فمابالك بأناس كالدليمي – وثنيت بمخدارت واسط بشقيها الحبوب المخدرة والكرستال ، وثلثت بضبط كميات هائلة من الاسلحة والاعتدة في ميسان بينها صواريخ قاذفات و” 50 لغما ” ضد الأشخاص وقنابر هاون وانواع البنادق – ﻻ أدري لمن يخزن كل هذا السلاح الخفيف والثقيل والمتوسط ولماذا ؟؟؟ – سؤال انكاري بطبيعة الحال ﻻ استفهامي للعلم والاطلاع ، اما النزاعات العشائرية بمختلف انواع الاسلحة شبه اليومية فغير شووووكل !!
ومررت بل قل تمرمرت بمقتل 11 صحفيا عراقيا للفترة بين 3 ايار / 2016 وهو اليوم العالمي للصحافة ونظيره 2017 معظمهم من المصورين والمراسلين الحربيين ، اضافة الى اصابة 44 صحفيا بجروح مختلفة للفترة ذاتها ، فضلا عن وقوع 375 حالة انتهاك بحقهم ، بينها 78 حالة احتجاز واعتقال، و58 حالة اعتداء بالضرب بحسب – مرصد الحريات الصحفية – ، ناهيك عن اختطاف صحفيين وصحفيات لعل ، افراح شوقي ، في مقدمتهن ليحتل العراق بذلك المرتبة 158 في الترتيب العالمي لحرية الصحافة على وفق تصنيف منظمة “مراسلون بلا حدود” ، ياااااااحلاوة ..بالمناسبة واحدة من النشرات الصحفية العراقية عنونت وفاة الممثل المصري الكوميدي ” مظهر ابو النجا ، والذي وافاه الاجل المحتوم قبل ايام بـ ( الضحكة والنكتة العربية البريئة تفقد فارسها ..يااااحلاوة !!!).
ومع كل خبر مرهق أنقص بضعة كيلوغرامات غير قابلة للتعويض واشهدها وقعا على نفسي في نشرة اليوم هو وقوع تفجيرين انتحاريين بمجلس عزاء في الانبار ، ومصرع واصابة ثمانية شباب بسقوط صاعقة وسط ملعب لكرة القدم اثناء المباراة في البصرة !!
وبناء على ماتقدم وبما انني عنصر فاعل في منظمة (مهرولون بلا حدود ) خلف الخبزة والحقيقة لنقلها بأمانة كما افعل وزملائي ولتزييفها كما يفعلون فبإمكاني أن ادعو البدناء وعشاق النحافة حول العالم للعمل في المجال الصحفي العراقي – ثقوا ، ان مجرد الهرولة بحثا عن سبق و هربا من عيار ناري طائش أو طلق تكفي وزيادة- فما بالك بطنين من الشاي والقهوة وووووالفلافل فوق صفحات ورقية والكترونية مليئة بالجثث والدماء الزكية الطاهرة التي سفكت غدرا وعدوانا !!. اودعناكم اغاتي