22 نوفمبر، 2024 7:32 م
Search
Close this search box.

دعوة لإطلاق سراح “سارق” بريء!!

دعوة لإطلاق سراح “سارق” بريء!!

يتهمني البعض بأني أدافع عن “المجرمين” وذلك حينما كتبت مرتين داعياً الى اطلاق سراح “مجرمين” الأول طفل “سرق” أربع علب مناديل كلينس، والآخر طفل أيضاً اعتقل بتهمة المتاجرة وتهريب المشتقات النفطية لأنه كان واقفاً في الشارع وأمامه جلكان يحوي 80 لتراً فقط من البنزين لغرض بيعه وبالتالي ليسد جزءاً من متطلبات أسرته!
أقول.. نعم سأبقى أكتب عن أمثال هؤلاء المجرمين “المظاليم” لأنهم وإن سرقوا، فإن سرقاتهم بدافع الجوع أولاً، ولأن سرقاتهم ثانياً لا تساوي واحداً إلى المليار من سرقات الفاسدين الذين ما زالوا يسرحون ويمرحون أمام الأنظار، بل ويتباهون بسرقاتهم.
واليوم.. أكتب وأطالب بإطلاق سراح “سارق”، وهذه المرة رجل يبلغ من العمر 49 عاماً وهو أب لثلاث فتيات ورضيع كان سبباً في سجنه لمدة عشر سنوات!!
أقول.. السارق (ع.م.س) اعترف بسرقته قائلاً.. نعم قمت بكسر أقفال سبعة محال تجارية! ومع ذلك أدعو إلى إطلاق سراحه فوراً لأنه “بريء” أولاً ولأنه ضحية مجتمع وظروف قاسية ثانياً!!
وحينما يطلع بعضكم على اعترافات هذا السارق سيتعاطف معي ومعه وسيدعو بعد ذلك إلى اطلاق سراحه، السارق هذا اعترف قائلاً.. لقد شاهدت ملايين الدنانير في المحال التي سرقتها، لكني لم آخذ شيئاً من تلك الأموال برغم حاجتي الشديدة لها، مضيفاً.. لقد أخذت فقط علب الحليب لطفلي الرضيع الذي كان يتضور جوعاً أمامي ولم أكن أملك المال لشراء الحليب لطفلي الرضيع!!
الغريب.. أن أصحاب المحال السبعة تنازلوا عن حقهم، ومع ذلك حكمت عليه إحدى محاكم كركوك بالسجن لمدة عشر سنوات  وستة أشهر!!
السارق هذا قال في اعترافاته إن هذه هي المرة الأولى التي “أسرق” فيها، ولولا حاجتي للحليب لولدي الرضيع لما قمت بهذه السرقة التي أثمرت عن سجني لمدة عشر سنوات!!
أقول.. إذا كان أصحاب الشأن قد تنازلوا عن حقهم متعاطفين مع “السارق” حينما سمعوا قصته، فلماذا تم الحكم القاسي عليه هذا؟
ثم.. أليس “جريمة” حينما تبقى زوجة هذا الرجل وبناته الثلاث وطفله الرضيع بلا معيل؟ أليس هؤلاء سيكونون طعماً سهلاً لعصابات الفساد المنتشرة في ربوع بلادي من دون حسيب ورقيب؟!!
وإلى القاضي في محكمة كركوك في منطقة كرميان أقول سائلاً إياه.. لو  كان هذا “السارق” أحد أقاربك، أستحلفك بالله، هل كنت ستحكم عليه بالسجن عشر سنوات وستة أشهر؟؟!! أم سيخرج مثل الشعرة من العجين، كما خرج متهمون بـ(4 إرهاب) من المعتقلات، لا بل أصبح هؤلاء نواباً في البرلمان؟! أليست هذه مهزلة المهازل؟!
أليس عجيباً وغريباً أن يسجن رجل سرق علب حليب لرضيعه وتبقى حيتان الفساد تسرق وتنهب لأن هناك أحزاباً متنفذة تحميها وسارق الحليب لابنه الرضيع يقبع خلف القضبان؟
سؤال ليس بريئاً، فهل أرى حملة لإطلاق سراح “سارق بريء”؟
نقلا عن المشرق

أحدث المقالات