22 نوفمبر، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

إشكالية السلوك الإنساني

إشكالية السلوك الإنساني

في نص الشاعرة العراقية الدكتورة سجال الركابي

لا شجرة تضمّ أجنحة وزعانف

دراسة تحليلية ذرائعية مقدمة للبيت الثقافي العربي كمنشور ودراسة نقدية
أولاً- المقدمة:
الخط المذهبي للمدارس الأدبية، يأخذ بالشاعرة الدكتورة /سجال الركابي/ نحو منحى الرمزية الثقيلة, و يقيها من الغموض و الشرك السريالي، عمقها الشعري الرمزي المتزن والمترع بالدلالات الرمزية التي تحتاج الوقوف والتأمل، ولو جنست تلك القصيدة بشكل دقيق فإنها  نص فلسفي رمزي عميق بمسحة وعظية تحت نظرية الفن للمجتمع ، فالرمزية قطاف محترم شفيف ينير العقل ويترع الذهن بالتساؤلات، أما السريالية، فغموض وفوضى وقذ ف حجارة  في الظلمة، و تلك القصيدة انفلتت من  مصيدة السريالية، واتجهت نحو الرمزية  المكثفة التي تمتاز بالعمق الغامض بدرجة راقية في الدالات الإيحائية والمعاني المؤجلة (Prospective pragmatic meaningful situations) والمنزاحة نحو الرمز والخيال بوحدات وأوضاع اجتماعية براغماتية، لهذا السبب تبرز خصوصيتها بشكل واضح … …

ثانياً – البؤرة النص الثابتة :Static Core:

لا يخلو نص متجه للتكامل من الشروط النصية البنائية والجمالية، من احتوائه على ديناميكية التنصيص(textualization motion) وثباتها في الأفكار والأيديولوجيات الإنسانية وحتى في الشكل البصري، تتلمس تلك المحطة المركزية، أيديولوجية الكاتب الأدبية والفكرية, ونظرته نحو مجتمعه، مرفق برسالته الإنسانية التي يتميز بها عن غيره من الأدباء ، وأرى ذلك واضحاً في نص الدكتورة سجال الركابي, وهو بائن من العنوان (لا شجرة تضم أجنحة ولا زعانف ) فالعنوان بحد ذاته إشكالية إنسانية واضحة, فيه دروس وعبر, فهي تركز عقلانيتها حول أخلاقيات الإنسان في هذا العصر, وأنا لا أعرف تلك المرأة شخصياً, لكني تعرفت عليها فكراً وثقافةً, وتلك هي فيلة الأدب أن نعرف من خلاله رقي الناس :

ثالثاً- ديناميكية  النص :Dynamic Possibilities

ومن هنا ينطلق الغوص في محيطات النص, و ينطلق الناقد المتبصر بمجريات النص الداخلية وملاحقة حلقات الأفكار المتصلة فيما بينها بالتحليل, ويلاحق الدلالات والرموز والأفكار المتعاقبة والمكملة لبعضها ، فيسلك سلوك صياد اللؤلؤ، كلما غاص عميقاً كان صيده وفيراً ودسماً ، فعلى الناقد الذكي، ألا يقع في شرك التناقض في الأفكار في نص واحد داخلي، بل يكون التلاحق النصي يسير بين مسلكين متوازيين و بحبكتين كما يحدث في النصوص المدروسة رمزياً، الحبكة الأولى، إخبار صريح، والأخرى، دلالية مخبوءة، و كسر التوازي بين الحبكتين حتى لا يقود التقاءهما نحو التصادم الفكري، فالاستمرار بتحليل جزئيات النص يقود نحو الخروج من النص نحو صحراء العدم، وهذا شيء مناقض للواقع العلمي المادي ودخوله في ميتافيزيقيا الأشياء، اعتبارياً، فالنص شيء من تلك الأشياء، فلا شيء يفضي إلى العدم ولا شيء يخلق من العدم، وإنما ممكن أن تتغير الأشياء ، وتتحول من حالة إلى أخرى، حتى الإنسان، طيناً ثم لحماً وهذا ما وجدته في نص تلك الشاعرة الذكية التي بني نصها على مقاربة فكرية بدلالة ثلاثية تقع بين القلق والارتياح و اللا- أبالية…..

·       المدخل اللساني ::Linguistic Trend

تتحد جميع اللغات في العالم بوحدة الصوت، من حيث الأصوات المتحركة التي تقر طول وقصر دوران الصوت في الكلمة الواحدة، وبالأخرى، الأصوات الساكنة، والتي تمتاز بالثبات والسكون في داخل الكلمة، ولكن تلك الأصوات تسكن في جميع اللغات وتشكلها بشكل نسبي ومتفاوت من حيث الحركة والسكون، ولو أخذنا الأمر لسانياً، يعتبر الفونيم (phoneme) وحدة الصوت الدنيا في كل لغة  بشكل عام، وأصغر وحدة صوتية تشكل عناصر الكلمة, ويختلف الفونيم بشكل دقيق جداً، حتى في الصوت الواحد و مع نفسه أحياناً، وحين تجمع الفونيمات في تكوين صوتي واحد ينتج منها تشكيل جديد، يسمى بالمورفيم وهو عبارة عن وحدة صوتية متكاملة (morpheme)  فإذا أعطى معنى يسمى حينها بالكلمة (word),  وعند دمج تلك المورفيمات معا بنظام سيمانتيكي سياقي محدد بنظام تركيبي (Structural System) تتكون وحدة  لغوية تسمى بالسياق (syntax) وتنتج من السياق وحدة السياق السيمانتيكية، الجملة(Sentence) وهنا تتوالد اللغة وتتكون بوادر اللغة، فاذا اخذ هذا السياق نظاماً واعطي معنى يدخل ضمن النظام التركيبي (Structure or grammar) ، وهذا عبارة عن تكوين سحري يتعامل مع العقل البشري بجرعات من المنطق من رفض وقبول حتى يصل درجة الحبك اللغوي، إذا تضافرت المورفيمات فيه كسياق، وأعطت معنى منطقياً، قبله العقل وفسره تفسيراً ذرائعياً (براغماتياً)، دخل حينها في حيز اللغة الذرائعية (Discourse Language) ، حينها يتفرد الأديب بصناعة المفردات والجمل بشكل مختلف عن الإنسان العادي, وهذا التفرد صار واضحاً بنص الشاعرة الدكتورة سجال الركابي, فقد اختارت مفرداتها بدقة, ولو أسقطت واحدة منها لانهار النص, فكل مفردة  قد أخذت حيزاً وركناً رمزياً في البناء الكلي للنص من العنوان حتى آخر كلمة في النص وكما يلي :

لا شجرة تضمّ أجنحة وزعانف

هذا العنوان صار منفرداً، إشكالية تحتاج وقوفاً مطولاً بثلاث مقاربات رمزية الأولى: شجرة:

دالة رمزية فلسفية استخدمتها الشاعرة سجال الركابي رمزا حياً لمدلول الحياة برمتها، بمفهوم تحليلي يراغماتيكي، بمعان مؤجلة لا حدود لها عن النماء والاختلاف والانتشار في الشكل من أغصان وفروع وجذع وأصل وجذور وأوراق، ولو أخذنا كل جزء من تلك الشجرة بشكل منفرد، فهو إشارة رمزية لديمومة الخالق في أرضه، ويلقي ذلك كله في أحضان المملكة البشرية, وكأن الشاعرة تشير بإصبع غليظ نحو السلوك الإنساني المسوّر بالعصيان والاستعلاء والجشع وذلك واضح في المقاربة القادمة :

ثانيا : أجنحة:

دالة فلسفية أخرى وهي الحلقة الثانية في مسبحة العنوان، بوابة النص المتماسك ذهبت به الشاعرة الراكزة عميقاً خلف مفهوم الطيران في الوصف للطير، مقاربة  بقرين الخفّة في الإنسان العاصي والمتمرّد في قومه، حين يتعالى على غيره بمال أو جاه، فتنمو له أجنحة إيحائية ليطير بها بعيداً عن قومه، ويتعامل معهم من فوق شجرة الكبرياء، ولا يعلم هذا المارق أن الإنسان لا ينظر إلى الأعلى إلّا حين ينظر في عين القمر أو يدعو لله، لذلك يصبح هذا المجنّح حكراً في الاحتقار والمقت، وهذا بإختصار ما رمزت له تلك الشاعرة بكلمة واحدة في العنوان، ولك الحكم عزيزي القارئ عن حكمة الأدب والأدباء وجمال الرمزية والعمق الأدبي عندهم ، ولا يزال العقد ناقصاً حتى يأتيه الدور الثالث:
ثالثاً –  : زعانف :

وكأن الشاعرة قسمت الأرض إلى قسمين: الماء واليابسة, وتلك دلالة فلسفية وإشارة ميتافيزيقية لاستمرارية الديمومة والخلق, وما وراء الطبيعة من منظّم نظّمها بجزئين, أرض وماء, وأشارت الشاعرة الراقية لذلك الكم الفلسفي الأرسطوي بكلمة واحدة, وبدلالة لمدلولات لا حدود لها, ومفاهيم تفوق العد والإحصاء، الأجنحة تشير نحو الماء واليابسة, والزعانف تشير نحو الماء بالتحديد……

·       المدخل البصريExternal trend :

مرأى النص يدعوك ويستفزك, الشكل العربي أو البصري لمكونات النص, وهو المشهد السحري الذي يحمله النص بجنسه الأدبي الظاهر، وشكله الأنيق المتزن، فالجنس الأدبي في النص العربي مختلف تماماً عن الجنس في اللغات الأخرى ، شكلاً وصورة, وله صور مختلفة عن جميع نصوص اللغات الأخرىSpecial graph ، فلو أخذنا بصرياً شكل كل جنس لرأيناه  يلبس اردية مختلفة عن الجنس الآخر يتميز به، فالمقامة مسجوعة، والقريض معمّد بعمود أو عمودين، شطر وعجز، يشكّل بمستطيل منتظم في الأبعاد أو مستطيلين، أما الحر، هو عمود يضيق ويتسع، وتخلله جمل  بانتظام توافقي لا كسر فيه ، تحكمه انسيابية موسيقية ممكن مشاهدتها بصرياً من خلال توافق المفردات، التي اختيرت بشكل دقيق محترف، وهذا ما أراه في هذا النص الجميل مع قصره ، المضامين والأعمدة المخبوءة أُشيرَ لها بنقاط وكأن الشاعرة تقول : “كان هنا شيئاً, انتبه أيها المتلقي, واحترم أيها الناقد”.

فالرصد العيني أو البصري, هو عامل مهم  للناقد والأديب والمتلقي البسيط على حد سواء، فإذا أُهمل شكل النص البصري، خلع أردية الأناقة البصرية, وصار شكلاً عادياً لا ينتمي لجنس، أي فقد هويته الأدبية وصار هجيناً، وفقد انسيابيته ودخل حيز الإهمال في القراءة، حين يختلط عند القاريء، التسلسل في البناء الفني للمعنى والأفكار، وتضيع لديه، لنرى أهمية الشكل في هذا المشهد :
وأنا  … أكرهُ  الأحجيات

تلك النقاط البَينيّة، دالّة بصرية محذوفة تفكيكياً، مع أنها تغوص في مدلولها الإيحائي إلى أعماق المضامين المخبوءة والغير مرئية في المعنى, و بمفاهيم مؤجلة مفادها – لك يا من تخاطبني، أُثبِت ذكائي ، أنا مثقفة واعية، فلا تواصل إلا  بالمعقول و الصراحة والمواجهة في المشاكل والأمور ، ولا تهرب من شيء، فلم

أسمح بمواصلتي بطرق غير طبيعة منافقة كاذبة، تتخللها المخاتلة والأحجيات ،

أيها المقصود، قل ما عندك وخاطبني بما تريد، صراحة ولا تخف…..

وفي المشهد الثاني تتكلم النقاط أيضاً فتقول ….لنرى ونحكم :

أحلمُ … ببستان

وتلك النقاط هنا تدخل المتلقي والناقد معها في عربة قطار يسير بسكة ثابتة ونقاط ثابتة لا تقف الا في محطات معينة، وتلك النقاط دالّة براغماتيكية محذوفة, لكنها تثور على الحذف بالرؤيا, لتغوص في المضمون, لتعطي مدلولات راقية بمفاهيم مؤجلة, وكأنها تقول على لسان الشاعرة :

–         أريد العيش بهدوء بحياة حالمة ، أحلم بين ذراعي الطبيعة والسكون

ولا يضرّج أحلامي دم الفضول والازعاج والمشاكل الكفيفة، فحلّ عني ولا تزعجني بسخافاتك أيها المقصود ، تستمر الأحلام بلا نهاية مادامت النقاط لا تنتهي …..  أكتفي بهذين المثالين, ولو استمريت في شرح مقاصد الشاعرة لما تكفيني أوراق الدنيا……

·       البناء الفني في النصThe elements of the Text::

من لا يفهم الشعر، ينظر نحو القصيدة مجموعة من الكلمات، والناقد ينظرها بشر حساس ينطق ويناقش ويزعل ويغضب و حي يرزق ، يثور ويهدأ، وها أنا أعيش مع تلك القصيدة الصغيرة وأنا أراها عالماً ثائراً مرة وأخرى غاضباً وبأخرى لطيفاً وأنا اتكلم معها بتفاهم وتواصل، فقد علّمتني النظرية البراغماتية،أن لا شيء في الحياة، حتي وإن كان جماداً، يخلو من معنى وتأثير، وتلك نظرتها الميتافيزيقية في استنطاق الأشياء، كيف إذا كانت قصيدة، كتلة من الإحساس الإنساني المنتقى….وهذا السبب الذي يسحبني من تلابيبي في ذلك الحبك الشعري الجميل ،الذي وضعت في تلك الشاعرة الرهيبة سجال الركابي، تلك الكلمات بل البوابات البراغماتية المدروسة، نضّدتها بحرفنة وذوق بوحدة شعرية عجيبة، وبنظام موسيقي مختزل وجعلت كل شيء  ينطق، حتى الفراغ والنقاط والفوارز وعلامات التنقيط الأخرى، ولم تكتفي بذلك بل حمّلت كل حرف منه ما لا يطيق حمله من أحمال وعظية محكومة بالحكمة والعبر الإنسانية من العنوان حتى آخر حرف فكل حرف منها معان مؤجلة لا حدود لها….أظن أن تلك الشاعرة لا تؤمن بمحدودية الدنيا وتكتب حد الإطلاق فقد احتوت قصيدتها على(106) كلمة اضافة الى(13 عشر فراغاً منقّطاً … و2 علامة تعجّب ولم تعطي أي أدوات تنقيط أخرى وصنعت الهوائل بهذا البناء الفني الرائع…! وإليك الشكل البنائي للنص:

أيّ قلقٍ يخوض في

ترتبكُ ملامح رسمَها نزق

وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً

متاهات معادلاتٍ عسيرةٍ

وأنا  … أكرهُ  الأحجيات

لا أفقه لعبة الحيّة والدرج

ولا ملاعبة الحوار

أحلمُ … ببستان

بهجته لا تزول

ومُتّكئٍ

لا يزحزحه أفول

فضفاضة أمانييِّ

لجاجةُ وليدٍ لاستنشاقِ أُمّهِ

فكيفَ يسعهُ تقنينكَ  الممقوت

حديّة أحلامي

لا تستهويها

أهواء تذبذبات…

ولا

مغازلةَ شعاراتٍ صلعاء

رائقةٌ  …تُكدِّرها الهُنيهة

أو … محضُ تغافل
لا أراود المجاهيل
الضباب  ينحرني
تستفزني رتابة المعاني المزدوجة
لا البحران يلتقيان
ولا مِن شجرةٍ تضِمُّ  أجنحةً وزعانفَ…!
دَعني …  مُحلِّقةً … بعيداً عن قاعٍ متلابسة
نغِّم  …صهيلَ مباهاتكَ
تِاه …  معَ خيلاء خياراتكَ
كُفَّ  عُتُوَّ موجِكَ
يؤرقني
أن دمعي يشرب قلبي
أما أنتَ!!
فاحترِق … … …

تلك القصيدة الصغيرة  شكل مخروطي, كشكل شجرة قمتها القلق وجذرها الاحتراق ، وكما أراها أنا ، فهي تساوي في معانيها الرمزية مجلداً نثريأً كاملاً، وهذا هو الشعر لو أُتقن حصاده، بلاءٌ مضغوط بين حروف الكلمات، جنيٌّ في مصباح، يحتاج  براعةَ من يطلقه ليسيطر عليه….

·       الموسيقى والصور الشعريةPoetic Music ::

هي القصيدة صورة شعرية رسمت بريشة فنان مقاربة بين طرفين, الطرف الأول الشاعرة, والآخر المخاطب, من ظن نفسه فهلوياً شاطراً, وهذه صورة بالتعميم, ولو دخلنا التخصيص, فهي تخص الشخص هذا, وكل من شاكلته بأعمدتها الرمزية التالية :
أيّ قلقٍ ….

…………
وأنتَ تنسجُ ب,,,,,,,,,

………..
وأنا  … أكرهُ  الأحجيات

……………
أحلمُ … ببستان

………..

ومُتّكئٍ

ولا

مغازلةَ شعاراتٍ صلعاء

………….
الضباب  ينحرني
…………
لا البحران يلتقيان
ولا مِن شجرةٍ تضِمُّ  أجنحةً وزعانفَ…!
………
أما أنتَ!!

فاحترِق .

تلك هي الصورة الكبيرة التي رسمتها الشاعرة الرسامة الكبيرة سجال الركابي، فقد بدأتها بالقلق وأنهتها بالحريق والاحتراق, فقد أحرقت كل شيء بصورة جميلة مرتبة ..أما الصور الثانوية فهي كثيرة,اختزلتها للاقتصاد بالكلام والوقت بصورة واحدة …… أما الموسيقى فقد رافقت الكلمات, عزف منفرد بناي لراع يرعى غنيماته في وسط مرج أخضر يقابله الأفق البعيد ، ويظن هذا أن السماء مطبقة على الأرض لا محالة….كلماتها مموسقة لا كسر فيها وجملها الشعرية القصيرة والمقتضبة المكثفة، كنز من أنغام……

·       البيئة الشعريةPoetic Environment : :

لاشك بمن يعيش العراق ويجاور عشتار وسمير اميس وأميتس الميدونية و شبعاد السومرية، ويرتوي من سلسبيل دجلة والفرات ويسكن Mesopotamia  ويمر عقله بعصر الرشيد الذهبي، صدقاً يتجذّر عقله فلسفياً, وينعكس هذا التجذّر الفلسفي والتاريخ العريق كلم ودرر، فالبيئة العراقية تخلق الشعراء فهي سيدة الفن والشعر، وتلك واحدة من تلك الباسقات الفراتية, أذاقتنا أحلى الرطب, فقد مُزج شعرها بحلاوة البرحي والشويثي والسمك المسقوف والقصب والبردي حتماً، بيئة كتلك تخلق شاعراً……..ونلاحظ العمق في المعاني :
أيّ قلقٍ يخوض فيك
ترتبكُ ملامح رسمَها نزق
وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً
متاهات معادلاتٍ عسيرةٍ أيّ قلقٍ يخوض فيك
ترتبكُ ملامح رسمَها نزق
وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً

تبلغ نسبة الانزياح الرمزي المئة في تلك الأبيات الصغيرة بالحجم والكبيرة في المعنى والتوصيف، نلاحظ المقاربات الرمزية والتناسق التنضيدي بالمفردات والملاقحة بين الموسيقى والمعنى والترميز، لو تابعت تلك الكلمات المؤشرة بالشرح والتوضح لملأت صفحات وصفحات, وهذا هو الحر المتقن, يلاحق فيه المعنى أكثر من الوزن والقافية……

·       الموضوع والتجربة الإبداعية والثيمة: :Theme and Creative Experience

تتمركز الثيمة أو الموضوع حول محور الإنسان وسلوكه المتعالي, وتبدأ الحكاية بقلق الشاعرة من ذلك المخاطب الذي يحاول أن يداهن في حركته فوق ذلك المشهد الطوبائي، وسنفسر ذلك بالدوال والمدلولات والمفاهيم الذرائعية, ونبدأ بنهرها الشعري للمخاطب بقولها:
أيّ قلقٍ يخوض فيك
ترتبكُ ملامح رسمَها نزق
وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً

لمَ هذا القلق أيها الإنسان فقد تغيرت الملامح في سلوكك النزق, وتلك دلالة براغماتية( 1- قلق + 2- نزق) امتدت نتيجتها نحو مدلول في سلوك الإنسان المنحرف, حين اجتمعت الدالتان بمدلول واحد كنتيجة حتمية لسلوك الإنسان الخطّاء حين يفعل الخطأ (3- يرتبك ) وتتغير عنده (4- الملامح) فاجتماع الدالتان (1+2) بمدلول (3+4) يعطي مفهوماً سلوكيًا كنتيجة لسبب مسبوق بالفعل عند (1+2), فتكون النتيجة سلوكاً منحرفاً تشير به الشاعرة نحو شخص واحد وتعني التعميم السلوكي فيكون المفهوم ( 5- نسج + 6 بساط ) وتلك النتيجة تصفها الشاعرة بالسريالية أي الغموض والنفاق والمداهنة وقذف الحجر في الظلام ( وهو مفهوم براغماتي منحرف لهذا الشخص وما يتمثّل به بوجه العموم ….
وأنا  … أكرهُ  الأحجيات
لا أفقه لعبة الحية والدرج
ولا ملاعبة الحوار

وجاء الرد حاسماً بدالة حسية ذرائعية بذريعة التفرد بالخصوص(أنا) تلك الدالة لاتشير لمدلول متفرد أناني ، بل لشخص مسالم مبتعد عن المشاكل لا يريد أن يزج نفسه بمتاهات, وجاء ذلك بشكل تضميني بدلالة أخرى أُشيرَ لها بالنقاط (…) وتلك النقاط تعطي امتداداً للدالة (7- أنا) فهي ومن شاكلها من الناس ترفض (8- الأحجيات +9 لعبة الحية والدرج) وتلك الدالات تشير نحو المفهوم(10 – الحوار) وتلك نقلة نوعية بين اللعب باللعب الحقيقية التي فيها غالب ومغلوب مقارنةً بالحوار المضروب, وهذا مفهوم سلبي يخرج بنتيجة أن الشخص المقصود هو إنسان لا أمان منه, وأن الشاعرة حذرة جداً من ملاعبته والتحدث معه, لأنه يتفذلك في الكلام( مفهوم 11 – نفاق + 12- دجل + 13- كذب +12- رياء) وتلك المفاهيم الأربعة الأخيرة هي قوام الشر في الصراع الأدبي الدرام , وسيلتقي عنوة بجانب الخير ليكتمل الصراع بين الخير والشر, وهذا مبدأ شكسبيري حيت لا تقوم النهاية درامياً إلا بالإلتحام بين شقي الصراع, وإليكم الالتحام بظهور الشق الثاني ، جانب الخير المتمثل بالحلم:

أحلمُ … ببستان

بهجته لا تزول

ومُتّكئٍ

لا يزحزحه أفول
فضفاضة أمانييِّ
لجاجةُ وليدٍ لاستنشاقِ أُمّهِ

(13- أحلم          بستان ،بهجة لا تزول ،متكئ لا يزحزحه أفول              فضفاضة أمانيي….) تصبح تلك الدالة عقدة للنص, وبمدلول استنتاجي وكأنها تقص علينا قصتها مع الديمومة، بمفهوم حتمي  واضح، وتشير نحو حدّيّة  أحلامها البسيطة المسالمة، والتي لا تطمح من خلالها، أكثر من الراحة الدائمة في جنة أرضية بسيطة بأمان، لا تشوبها شائبة و لا يزعجها أحد، إلا هذا المخاطَب الغليظ ، الذي يحاول أن يلقي الحجر في سلسبيل مائها ويعكر صفوته…وأشبعته نهراً … ويستمر الانفراج:

حديّة أحلامي

لا تستهويها

أهواء تذبذبات…

ولا

مغازلةَ شعاراتٍ صلعاء

رائقةٌ  …تُكدِّرها الهُنيهة

أو … محضُ تغافل
لا أراود المجاهيل

(14- حدية أحلامي …..لا أراود المجاهيل) تلك الدالة تشير إلى مدلول الانفراج بعد عقد الفراق بين المتكلم والمخاطب، بأنهما لا يلتقيان أبداً ، مادامت أحلام الشاعرة المتكلمة سمحة, وتختلف تماماً عن واقع المخاطب المتعرّج والمعووج والزاخر بالمرارة والغش والخداع ،  فختمت هذا المفهوم بأنها لا تراود ولا تصافح ولا تحب ما يختزنه المجهول، بمعنى أنها تريد أن تعيش  حياة صافية نقية نظيفة….
الضباب  ينحرني
تستفزني رتابة المعاني المزدوجة
لا البحران يلتقيان
ولا مِن شجرةٍ تضِمُّ  أجنحةً وزعانفَ…!
دَعني …  مُحلِّقةً … بعيداً عن قاعٍ متلابسة

( 15- الضباب ) دالة تشير إلى العتمة والظلام, وتعطي مدلولاً بأن الشاعرة لا تطيق تلك العتمة في من تحب أو تصاحب, تؤكد ذلك المفهوم الدالة(16- رتابة المعاني المزدوجة) وتلك هي المشكلة في النفاق ووجهي المعادلة الإنسانية المتناقضة، ومدلول النفاق يحطم العرى الإنسانية ويقتل الحب في النفوس, لذلك تحسمها الشاعرة بقسوة بالدالة(17- لا البحران يلتقيان) وهي تشير إلى مدلول الفراق, والتفريق بين الأسود والأبيض في هذا العالم الهائج, ثم دقّت إسفيناً بين الخير والشر بدلالتها(18- ولا مِن شجرةٍ تضِمُّ  أجنحةً وزعانفَ…!) وبتلك الدالة الحكيمة عزلت بين الخير والشر، بإشارتها للخير بالشجرة الراكزة، التي تمتد جذورها في الأرض عميقاً، فلا تطير حتى لو نمت لها الأجنحة، ولا تغوص في البحر، حتى ولو ظهرت منها الزعانف، وتلك إشارة رمزية لنفسها بالتخصيص ،ولمن يمثلها بالتعميم، وهو مفهوم رمزي للأصالة والتمسك بالمكان والوطن…. دعني أيها المارق، سعيدة محلقة، فيما أنا فيه….

نغِّم  …صهيلَ مباهاتكَ

تِاه …  معَ خيلاء خياراتكَ

كُفَّ  عُتُوَّ موجِكَ

يؤرقني

و تأتي الدالة(19- صهيل مباهاتك) كلمات تبكي وتشير نحو مدلولها بالحزن والكآبة على شيء قد ضاع في متاهات الغلو والكبرياء والمباهاة ، واتضح المفهوم بالدالة (20- تاه مع خيلاء خيراتك), وهذا التوهان دالة توكيدية لمدلول الغرور والكبرياء، التي يملكها الإنسان،  وتسبب خسائر فادحة, ينتج عنها الندم في وقت قد ضاع، ولا نفع فيه للندم, فحسمت الشاعرة الأمر بالدالة (21- كف عتو موجك يؤرقني ) وهنا من بين دموعها، وكأني أرى شاعرة تشير بيدها نحو هذا المتغطرس، وهي تطلب منه أن يتركها إلى الأبد، فقد سبّب لها الأذى والألم والحزن ، بنتيجة الدالة فيما يلي:
أن دمعي يشرب قلبي
أما أنتَ!!

فاحترِق … … …

(22- أن دمعي يشرب قلبي …أما أنت… فاحترق…) وتأزم الموقف في هنيهة الحسم حتى قالتها الشاعرة بكبرياء، إن الدمع العزير يشرب القلب، لا يظمأ الحزن  يوماً أبداً, أيها المارق ما دام القلب موجود فسيشرب الحزن القلب إن عطش ….أما أنت فاحترق لأنك لم ترَ مني ذلاًّ أو مساومة أو ضعفا…..

·       المدخل السلوكي: Behaviorism Theory

وتفتح الرؤية البراغماتية بوابة التحليل على مصراعيها عن طريق السلوك النفسي, لكون الأدب سلوك واستفزاز لمعرفة أحاسيس الناس وإرهاصاتهم ومشاكلهم, ويثير الناقد  والمتلقي هذا الإحساس حسب المفهوم السلوكي النفسي وتطبيق تلك النظرية في التحليل بعنصريها – المحفز والاستجابة – ، يعتمد على عناصرها الأساسية بالبحث عن جميع التساؤلات، التي يرفعها الأديب في عمله الأدبي, والتي تحتاج إلى إجابة أو رد فعل فلسفي أو سياسي  …إلخ … ومن المواضيع الأخرى أو إشكالية معينة تثير جدلية أو جدليات تغطى بنقاشات مهمة ومفيدة للمتلقي والمجتمع على حد سواء, من خلال عناصرها التالية, وقد استطاعت الشاعرة سجال الركابي أن تثير فينا التساؤل بمساءلاتها الفلسفية الراقية حول إشكالية السلوك الإنساني, وسأذكر تساؤلاً واحداً كنموذج فلسفي لوعي هذه الشاعرة الراقية :

أيّ قلقٍ يخوض فيك

……….؟؟

مادام الأدب سلوك واستفزاز لمن فهمه وكتب فيه، الأديب الحقيقي يتساءل دوماً في قصائده عن مسارات الإنسان وكفاحه اليومي في أمواج الحياة المتلاطمة، والدكتورة /سجال الركابي /واحدة من هؤلاء الناس, ومن حقها أن تتساءل, فهي أديبة مقتدرة, لذلك جاء تساؤلها بقدر حجمها الأدبي الكبير, فكانت قصيدها برمّتها تساؤلاً وإشكالية في السلوك الإنساني ليتني أستطيع احتوائها, والإحاطة  بجزء ولو يسير مما تذكر تلك الشاعرة الفذة، فقد قسّمت قصيدتها  القسم الأول العنوان وهو إشكالية كبيرة في الواقع الإنساني, حاولتُ محاكاته بشكل بسيط, ولم أستطع سبر أغوار هذا العنوان:  لا شجرة تضمّ أجنحة وزعانف : وإن كانت فأي شجرة تلك من تضم أجنحة و زعانف، وإن لم تكن أنت الشجرة أيها الآدمي  :أي قلق يخوض فيك…؟: فقد وضعت الشاعرة العجيبة الإنسان بين تلك التساؤلين …فأين المفر….

·       المدخل الاستنباطي  أو التقمص الوجداني Inference and Empathy Trend :

اي الإنسان يلاحظ سلوكه المادي مباشرة، و يربطه رمزياً بحالته السيكولوجية الداخلية، أي بمشاعره وعواطفه، يصبح لسلوكه الإنساني معنى يصب بمفهوم الذات، فيتصل بالآخرين ويلاحظ سلوكهم المادي، وعلى أساس تفسيراته السابقة لسلوكه، يخرج باستنتاجات عن حالة الآخرين السيكولوجية، بمعنى آخر، إذا كان سلوكه يعكس تلك المشاعر أم لا، إذا قام شخص آخر بهذا السلوك فهو أيضاً يعكس نفس المشاعر التي شعر بها حينما قام بهذا الفعل، هذا الرأي في التقمص الوجداني ، يفترض أن الإنسان لديه معلومات من الدرجة الأولى عن نفسه، ومن الدرجة الثانية عن الناس الآخرين، ويقول أن الإنسان لديه المقدرة على فهم نفسه، عن طريق تحليل سلوكه الذاتي، ومن هذا التحليل يستطيع الإنسان أن يخرج باستنتاجات عن الآخرين تقوم على هذا الاساس، وتلك الحالة أعانتني في أن ألاحق العبر والإرهاصات الإنسانية ، منطلقة من ثقافتي وتجربتي النقدية الأدبية الذاتية ، ويكون أكثر دراية بمقارنة هذا التقمص في الحالتين، واستخراج ما لا يستطيع استخراجه الإنسان أو المتلقي العادي …. فقد حاولت استدراج الشاعرة الكبيرة سجال الركابي من خلال سلم نصها المتدرج, لأقف على أهم العبر ومسالك الحكمة في نصها  الذي فصلت كلماته جلباباً من ألق وجمال, ولو فحصنا النص من العنوان لآخر كلمة نجده شلالاً من كلم، تفحصوا معي بعضاً من مدرجات النص لتلتقي الحكمة والموعظة وجهاً لوجه:
–   شجرة تضمّ أجنحة وزعانف — لا  يمكن أن يكونها إلا إنسان متكبر جاهل

– ترتبكُ ملامح رسمَها نزق ——- الفاعل شرٌ، نزقٌ مرتبك وتلك هي سمة الشر في البشر

– وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً ——– تتلون كما تتلون الحرباء نفاقاً وخيلاء فارغة

– لا البحران يلتقيان ——————-لا يلتقي الخير والشر أبداً وإن اختلط الأسود بالابيض صار لوناً جديدًا…..

·       رابعاً- الخلفية الأخلاقية للنص  :   Moral Background

تشتهر النصوص و الأعمال الأدبية الرصينة برمتها على موضوع خاص يبنى عليه النص بشكل كامل, لكونه يثبت القوائم الأخلاقية في المجتمع وذلك هو واجب الأدب والأديب الرصين الاساسي ، والمتوجب الالتزام به وبقيم الأخلاق والمثل الإنسانية العليا، ولا يحق له التعرض لمنظومة الأخلاق العامة والأديان والأعراف والقوانين بشكل هدّام، يشترط أن ينضوي الأديب الرصين تحت خيمة المنطلق الأخلاقي ويخضع لمقومات مذهب التعويض الأدبي الأخلاقي (Doctrine of Compensation) وهذا المبدأ يفرض على الأديب القواعد والقوانين الأخلاقية في ديباجة المنظومة الأخلاقية العالمية، ولا يسمح له، في نهاية عمله الأدبي، أن يعطي نفاذاً للمجرم من العقاب أو الانزلاق من طائلة القانون مهما كانت شدة ذكائه، أو يؤيد مصطلح الجريمة الكاملة، على الأديب أن يبحث عن ثغرة ليجعل الرجحان دائماً لكفة العدالة، ولا يجوز أن يتعرض نص من النصوص، لكاتب في أقصى الشرق لعرف يحكم, ولو مجموعة صغيرة من الناس تسكن في أقصى الغرب من المعمورة ، و النقد هو الحارس الأمين لتلك التجاوزات الأدبية الهدامة ، التي تخترق بنية الأعراف والقوانين والأخلاق لعالمنا بكل طوائفه وأجناسه, ولا يعد أديباً من يخترق منظومة الأخلاق والأجناس والطائفية، وينشر العداء والفرقة  بين الناس… وما أجد أديبتنا الرائعة الدكتورة سجال الركابي إلا نموذجاً في الاتزان والتعقّل والرصانة الأدبية…….

·       خامساً- التقييم الرقمي الساند : Supporting digital analysis

ولتقوية  التحليل الذرائعي، واسناده على جدار نقدي علمي براغماتي ، على الناقد المتمكن أن يعطي برهاناً رياضياً، يختبر(test) تحليله بجمع معظم الدلالات الحسية ، والأعمدة الرمزية وتحليلها، ثم حسابها رقمياً، ليثبت رجاحتها في التعبير الأدبي ورصانتها البراغماتية, وموازنتها في العمق والرمزية مع بعضها البعض, وتحديد درجة الميل البراغماتي والنسب السردية لكل واحدة منها، بذلك يكون قد أسند آراءه النقدية رقمياً وحسابياً بأحكام  بحتة لا تقبل الشك والاحتمالات في التفسير، وتزرع اليقين لدى كل متلقٍ أو ناقد، ويتم هذا التحليل الرقمي بمنهجية،  وفق خطوات معروفة، ولغايات محددة، وتتوخى درجة الموضوعية و الحيادية فيه، وتجنب الأحكام الذاتية في هذا التحليل، و وحدات التحليل الأساسية هي :  الحرف ، والكلمة ، و العبارة ، والفقرة ، والفكرة ، والشخصية  ، والزمان  ، والمكان …

ومن ذلك يكتسب هذا المنهج البراغماتي التحليلي منهجيته العلمية، بأنه يمكِّن الباحث أو الناقد من التعمق والاندماج في صلب الموضوع، و يساعده أيضاً، على الوصول إلى إجابات مقنعة عن الأسئلة التي تثار حول النص، وذلك بفضل قدرة التحليل البراغماتي على التفسير الذي يزيل الغموض، ويظهر الغايات المقصودة من النص بوضوح، وكذلك يساعد على إظهار المعاني الدفينة والمخبوءة في النص،  ويظهر ذلك بوضوح كما  في التالي :

1-   الدالات الفلسفية

لا شجرة تضمّ أجنحة وزعانف + 5

أيّ قلقٍ يخوض فيك + 4

ترتبكُ وأنتَ تنسجُ بساطاً سرياليّاً +5

ملامح رسمَها نزق +3

متاهات معادلاتٍ عسيرةٍ +3

وأنا  … أكرهُ  الأحجيات +6

لا أفقه لعبة الحية والدرج + 5

ولا ملاعبة الحوار + 3

أحلمُ … ببستان + 5

بهجته لا تزول و مُتّكئ +  4

لا يزحزحه أفول + 3

فضفاضة أمانييِّ + 2

لجاجةُ وليدٍ لاستنشاقِ أُمّهِ + 4

فكيفَ يسعهُ تقنينكَ  الممقوت +4

حديّة أحلامي + 2

لا تستهويها + 2

أهواء تذبذبات… + 5

ولا مغازلةَ شعاراتٍ صلعاء +4

رائقةٌ  …تُكدِّرها الهُنيهة + 6

أو … محضُ تغافل + 6

لا أراود المجاهيل + 3

الضباب  ينحرني  + 2

تستفزني رتابة المعاني المزدوجة + 4

لا البحران يلتقيان + 3

ولا مِن شجرةٍ تضِمُّ  أجنحةً وزعانفَ…!+10 دَعني …  مُحلِّقةً … بعيدا عن قاعٍ متلابسة + 12

نغِّم  …صهيلَ مباهاتكَ + 6

تِاه …  معَ خيلاء خياراتكَ + 7

كُفَّ  عُتُوَّ موجِكَ يؤرقني + 4

أن دمعي يشرب قلبي + 4

أما أنتَ!! فاحترِق  … … …+ 14

مجموع الدالات الفلسفية =  150 مكون فلسفي

وعملت تلك المكونات بشكل تعبيري برغماتي وبمفاهيم مؤجلة ذرائعية لا حدود لها وبالشكل التالي :

2-   دالات العاطفة :

أكره

أحلم ، أحلامي

استنشاق

أهواء ، تستهوي

مغازلة

رائقة

محلقة

نغم

يؤرقني

دمعي

قلبي

احترق

دالات العاطفة = 14  مكون حسي عاطفي

3-   دوال الحكمة والموعظة :

شجرة

أجنحة

زعانف

قلق

بساطاَ سريالياً = 2

ملامح رسمها نزق = 3

متاهات معادلات عسيرة = 3

الأحجيات

لعبة الحية والدرج =3

ملاعبة الحوار =2

لجاجة وليد لاستنشاق أمه =4

تقنينك الممقوت =2

الضباب ينحرني = 2

رتابة المعاني المزدوجة = 3

البحران يلتقيان = 2

صهيل مباهاتك = 2

كف عتو موجك = 3

مجموع مكونات الحكمة والموعظة = 39_مكون

سادساً- حساب الميل البراغماتي لرصانة النص وشاعرية الشاعرةThe Final digital evaluation::

مجموع المكونات البراغماتية في النص =

150 فلسفي + 14 عاطفي + 39 حكمة وموعظة = 203 وحدة براغماتية

النص فلسفي بدرجة ميل مرة ونصف = 1.5

حكمة وموعظة بدرجة الخمسين = 2/5

عاطفة بدرجة الربع = 1/4

يذلك يكون النص فلسفي بدرجة حكمة وموعظة ومسحة عاطفية

أما الشاعرة فهي شاعرة فلسفية حكيمة  بدرجة الريادة ة نسبة شاعريتها  =

203 ÷ 3 = 68%

سابعاً – الخاتمة:

هذا ما أجادت به معرفتي المتواضعة وفهمي للنظرية الذرائعية، ربما أكون قد وصلت إلى فهم جزء من نص الشاعرة الكبيرة سجال الركابي, واعتذر لها بعدم إحاطتي بالنص بشكل كامل وسبر أغواره المترامية الأطراف …وأعتذر للأخوة النقاد إن أخفقت في ذلك, فإني ليس ناقدة وإنما مطبقة لنظرية البراغماتيك…..تحياتي للجميع

أحدث المقالات