ينطلق ( صموئيل نوح كريمر ) في استعراضه للسلوك الدنيوي – الديني عند الفرد السومري من ذات القراءات المستعجلة والخاطئة التي اعتمدها للعقيدة السومرية ، فيكتب ( وكان الشك يغلف حياة الانسان ويلازمه شبح الشعور بعدم الأمان وذلك بسبب جهله بالمصير الذي قدرته له الالهة التي لا يمكن التنبؤ باعمالها ، وإذا ما مات الانسان ، تهبط روحه العاجزة الى العالم السفلي المظلم المخيف الذي لم تكن الحياة فيه سوى انعكاس كئيب و بائس للحياة على الارض . ان المفكرين السومريين لم يقلقوا أنفسهم على الإطلاق بالمشكلة الخلقية الاساسية التي تحتل عند الفلاسفة الغربيين مكانة رفيعة ، الّا وهي مشكلة الإرادة الحرة المرهفة والمبهمة في الواقع . فالسومريون … قبلوا بوضعهم الاتكالي تماماً كما قبلوا القرار الإلهي بان الموت كان من نصيب الانسان وان الالهة وحدها هي الخالدة . وكان السومريون يعزون كل الفضل في الصفات الروحية السامية والفضائل الخلقية التي طوروها تدريجياً وبمشقة كبيرة خلال قرون عديدة ، من تجاربهم الاجتماعية والحضارية الى الالهة ، فهي خططت لذلك بهذا الأسلوب وما كان على الانسان الّا ان يخضع للأوامر الإلهية . وكان السومريون وفتاً لكتابتهم الخاصة ، يعتزون بالخير والصدق ، وكانوا بطبيعة الحال يمقتون نقائصها الشر والكذب ، عدم التقيد بالقانون والفوضى ، الظلم والاستبداد ، اقتراف الذنب والضلال ، البطش وفقدان الشعور بالعطف . وكان الملوك والامراء على الأخص يفخرون دائما بأنهم وضعوا القانون وأسسوا النظام في البلاد ، وأنهم كانوا يحمون الضعيف من القوي ، والفقير من الغني ، وبالقضاء على العنف . فالملك (( اورو كاجينا )) مثلا يسجل بفخر انه أعاد العدل والحريّة الى مواطني (( لجش )) الذين ظلوا يعانون الظلم وقتا طويلا ، وتخلص من الموظفين المتطفلين الذين كانوا يضطهدون الناس ، وأوقف الظلم والاستغلال وحمى الأرملة واليتيم . وأعلن (( اور- نامو )) مؤسس سلالة (( اور )) الثالثة بعد ذلك باقل من أربعة قرون شريعته التي تذكر في مقدمتها بعض إنجازاته الخلقية : فقد ازال قسم من الاساءات البيروقراطية السائدة ، نظم الموازيين والمقاييس لتحقيق الأمانة في السوق ، وأكد على حماية الأرملة و اليتيم و الفقير من سوء المعاملة والظلم . وأعلن (( لبت _ عشتار )) ملك (( ايسن )) بعد قرنين تقريباً شريعة جديدة يفخر فيها بانه انتخب بصورة خاصة ل (( إمارة البلاد )) من قبل الإلهين العظيمين (( آن )) و(( انليل )) من اجل تحقيق العدالة في البلاد ، والقضاء على الشكاوى ، ولدحر الأعداء والعصاة بقوة السلاح ، وتحقيق الرخاء للسومريين والاكديين . وتمتلئ تراتيل عدد كبير من الحكام السومريين بادعاءات مماثلة بالسلوك الاخلاقي الرفيع . وطبيعي ان الالهة كانت تفضل ايضاً، حسب رأي الحكماء السومريين كل ما هو اخلاقي وروحي على ما هو عكس ذلك . وكانت جميع الهة المجمع الالهي السومري الرئيسة تقريباً تمجد على انها محبة للخير والصدق والحقيقة والامانة . وفي الواقع كان الاشراف على النظام الخلقي عملاً رئيسياً لعدد من الالهة ، ونذكر على سبيل المثال الاله _ الشمس (( اوتو )). ولعبت ايضاً الهة اخرى ، وهي الالهة اللجشية المسماة (( نا نشه )) . دوراً هاماً في مجال سلوك الانسان الخلقي والروحي حتى انها وصفت في احدى تراتيلها بالآلهة التي : تعرف اليتيم ، والتي تعرف الأرملة : وتعرف ظلم الانسان للإنسان ، انها ام اليتيم ، (( نانشه)) ، التي تعرف بالارملة ، والتي تنشد العدالة لأفقر الناس ، الملكة تأخذ اللاجئ الى حجرها ، وتجد ملجئ للضعيف . وفي فقرة اخرى من هذه الترتيله تصور (( نانشه )) كحاكمة للبشر في يوم راس السنة الجديدة ، الى جانبها(( نيدابا ))، الهة الكتابة والحساب ، وزوجها (( خايا )) بالاضافة الى العديد من الشهود … ولسوء الحظ ، على الرغم مما كان يُفترض من الالهة الرئيسة كانت تتمسك في سلوكها بالمثل الاخلاقية والروحية فان الحقيقة تبقى بأنها هي التي وضعت وفقا لنظرة سومرية الى الكون ، خطط الشر والكذب والعنف والاستبداد وباختصار جميع أنماط السلوك البشري الفاسدة وغير الاخلاقية وذلك اثناء عملية خلق مقومات المدنية ، وعلى هذا لاتوجد مثلا ًبين اسماء ال (( ميات )) ، وهي القواعد والنعم التي ابتدعتها الالهة ليسير الكون بانتظام وفعالية ، القواعد التي لا تقنن (( الحقيقة )) و(( السلام )) و(( الصراع )) و(( البكاء )) و(( الخوف )) ورب سائل يسئل : لم اذن وجدت الالهة ان من الضروري ان تخطط وتخلق الاثم والشر والمعاناة وسوء الحظ التي كانت على درجة من الفساد بحيث ان احد السومريين المتشائمين وصل الى حد القول (( لم يولد لامه طفل بلا خطيئة )) ؟ . ان الحكماء السومريين كانوا ، استنتاجا لمصادرنا المتيسرة ، على استعداد ، اذا ما سئلوا هذا السؤال على الإطلاق ، للاعتراف لجهلهم في هذه الناحية ، لان إرادة الالهة ودوافعها كانت في بعض الأحيان مبهمة . وكانت الطريق الصحيح لسلوك أي (( أيوب )) سومري ( اي لأي معذب سومري ) هو الّا يناقش ولا يشكو ما يبدو بانه سوء حظ مبرر له ، بل كان عليه ان يتوسل ويبكي وينوح ويعترف بقصوره وبذنوبه التي لا مناص منها . ولكن هل كانت الالهة تستجيب له ، وهو إنسان وحيد وبشر زائل لا اثر له في الكون ، حتى لو تمرغ ويتضرع بصلاة صادرة من القلب ؟ لعل المعلمين السومريون يجيبون عن هذا السؤال بالنفي ، لان الالهة كان على ما كانوا يعتقدون ، تشبه الحكام من البشر ، وكانت مشغولة دون ريب بأعمال اكثر أهمية ، وعلى هذا كان لابد للإنسان من وسيط للتدخل من اجله كما هو الحال بالنسبة للتعامل مع الملوك ، وسيط تكون الالهة راغبة بالسماع اليه ومستعدة لمحاباته . وكنتيجة لذلك ابتكر المفكرون السومريون وطوروا فكرة وجود اله شخصي ، يشبه الى حد ما الملاك الطيب لكل شخصية مهمة ورب أسره ، ويكون كما لو كان والده الالهي الذي انجبه . وكان المعذب يكشف لإلهه الشخصي عما في قلبه بالصلاة والدعاء وكان يجد الخلاص عن طريقه . نحن نعرف كل هذا من مقالة شعرية جمعت أجزاؤها حديثًا تتعلق بموضوع معاناة الانسان وخضوعه ، وهو موضوع اشتهر في الأدب العالمي والفكر الديني بتأثير سفر (( أيوب )) في التوراة . ان هذه القصيدة السومرية لا تقارن بايّ وجه من الوجوه بقصة (( أيوب )) من حيث سعة المدى وعمق الفهم او جمال التعبير . ولكن أهميتها الاولى تكمن في حقيقة انها تمثّل اول محاولة مدونة للإنسان في معالجة مشكلة عذاب البشر القديمة ، التي مازالت مع ذلك تقلق الانسان في عصرنا هذا – فالقصيدة السومرية اقدم بأكثر من الف عام من تاريخ تأليف سفر (( أيوب )) . ان فرضيه شاعرنا الرئيسة هي انه ليس للضحية في حالات العذاب والمحنة ، مهما تراءى له من عدم وجود مبرر لها ، سوى سبيل صحيح واحد ، ذلك هو ان يمجد إلهه دوماً ويواصل البكاء في حضرته حتى يبدأ بالإصْغاء الى دعواته بشيء من العطف . وكان الاله المعني بذلك هو اله المعذب الشخصي ، اي الاله الذي كان ممثلاً للفرد وشفيعاً له في مجمع الالهة وفقاً للعقيدة السومرية السائدة ، ولكي يدلل مؤلفنا على قصده لا يعمد الى التأمل الفلسفي وبما يعمد الى الممارسة العملية ، فيعرض حالة خاصة وهي حالة رجل ، لم يذكر اسمه في الواقع ، كان غنياً وحكيماً وعادلاً، او انه كان يبدو على الأقل هكذا ، وكان منعماً عليه بنعمة الأصدقاء وذوي القربى . وفي يوماً من الأيام حل به السقم والعذاب . فهل ازدرى بالقضاء الالهي وكفر بالإله ؟ انه لم يفعل هذا مطلقاً بل توجه الى الاله خاشعاً باكياً و بالدموع وكشف عن مكنون قلبه بالصلاة والتضرع ، وسر الهه نتيجة لذلك سروراً عظيماً و أخذته الشفقة به واستجاب لصلاته وخلصه من البلية وحال عذابه الى بهجة وسرور )[1] .
ومن المؤكد ان ( كريمر ) كانت تنقصه المعرفة اللازمة بالعقائد الدينية للشعوب المعاصرة على الارض السومرية التاريخية ، حينها كان من الممكن ان يجد تفاسير اخرى للسلوكيات الدينية السومرية .
ان العالم آية فنية غاية في الجمال ، ولا يمكن ان يكون النظام البادي فيما بين الأشياء بالإجمال ، وفيما بين اجزاء كل منها بالتفصيل ، نتيجة علل اتفاقية ، ولكنه صنع عقل كامل توخى الخير ورتَّب كل شيء عن قصد . فيعرف أفلاطون الله بانه روح عاقل ، محرك ، منظم ، جميل ، خير ، عادل ، كامل[2] .
وعن أبي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي عن علي بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن علي قال : ( قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : لله عز وجل تسعة وتسعون اسما ، من دعا الله بها استجاب له ، ومن أحصاها دخل الجنة ) . قال محمد بن علي بن الحسين مؤلف الكتاب الذي أورد الحديث : ( معنى قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم إن لله تبارك وتعالى تسعة وتسعين اسما من أحصاها دخل الجنة ، إحصاؤها هو الإحاطة بها والوقوف على معانيها وليس معنى الاحصاء عدها)[3] . وهو ذات المعنى الذي ورد مضمونه في الحديث ( تخلقوا بأخلاق الله[4] ) .
وفي الكتب المقدسة نرى ان للأخلاق بعداً الهياً يسلب شهوانيةَ الانسان أدواتِها الانفعالية ، وبذلك هي فيض الهي محض : ( أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ لِكَيْ تَطُولَ أَيَّامُكَ عَلَى الأَرْضِ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ . لاَ تَقْتُلْ . لاَ تَزْنِ . لاَ تَسْرِقْ . لاَ تَشْهَدْ عَلَى قَرِيبِكَ شَهَادَةَ زُورٍ . لاَ تَشْتَهِ بَيْتَ قَرِيبِكَ . لاَ تَشْتَهِ امْرَأَةَ قَرِيبِكَ ، وَلاَ عَبْدَهُ ، وَلاَ أَمَتَهُ ، وَلاَ ثَوْرَهُ ، وَلاَ حِمَارَهُ ، وَلاَ شَيْئًا مِمَّا لِقَرِيبِكَ )[5]، ( وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون [6]) ، ( إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[7] ) ، وفي الجانب الاخر ( وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاء وَأَن تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ[8] ) .
ومنه نفهم ان لله أخلاقاً ارادها في البشرية هي من جميل فريضته، ربما تكون هي ذات الصفات والاخلاق التي آمن السومريون انها من فيض الالهة . ومن خلال هذه المقارنة يمكننا تقريب المعاني الإيجابية التي ارادتها الأقوام السالفة بنحو أفضل من التصورات الوثنية الفنتازية للمستشرقين القادمين من مناطق فكرية صنمية الرؤية .
فيما ترى الثنوية إن في الوجود خيرا وشرا وهما متضادان لا يستندان إلى مبدا واحد فهناك مبدئان مبدأ الخيرات ومبدأ الشرور. وعن أفلاطون في دفعه أن الشر عدم والعدم لا يحتاج إلى علة فياضة بل علته عدم الوجود وقد بين الصغرى بأمثلة جزئية كالقتل الذي هو شر مثلا فإن الشر ليس هو قدرة القاتل عليه فإنه كمال له ولا حدة السيف مثلا وصلاحيته للقطع فإنه كمال فيه ولا انفعال رقبة المقتول من الضربة فإنه من كمال البدن فلا يبقى للشر إلا بطلان حياة المقتول بذلك وهو أمر عدمي وعلى هذا القياس في سائر الموارد . وعن أرسطو أن الأقسام خمسة ما هو خير محض وما خيره كثير وشره قليل وما خيره وشره متساويان وما شره كثير وخيره قليل وما هو شر محض وأول الأقسام موجود كالعقول المجردة التي ليس فيها إلا الخير وكذا القسم الثاني كسائر الموجودات المادية التي فيها خير كثير بالنظر إلى النظام العام فإن في ترك إيجاده شرا كثير وأما الأقسام الثلاثة الباقية فهي غير موجودة إما ما خيره وشره متساويان فإن في إيجاده ترجيحا بلا مرجح وأما ما شره كثير وخيره قليل فإن في إيجاده ترجيح المرجوح على الراجح وأما ما هو شر محض فأمره واضح وبالجملة لم يستند بالذات إلى العلة إِلَّا الخير المحض والخير الكثير وأما الشر القليل فقد استند إليها بعرض الخير الكثير الذي يلزمه[9] . ومن ذلك ندرك ماهية الرؤية الواقعية لثنائية الخير والشر لدى مؤمني السومريين ، ونعرف انهم لم يكونوا يستشعرون التناقض الذي استشعره ( كريمر ) تجاهها .
ومن خلال ذات المنهجية يمكننا القول ان علماء السومريين رأوْا ربما الرؤية الاسلامية عند الشيعة الامامية في واقع وجود ( المعصومين الأربعة عشر ) ، من حيث ما أسلفنا من ولايتهم التكوينية وأنهم الباب الى الله الخالق ، لاعتبار ضرورة وجود الواسطة بين عالم ( الامر ) الالهي وعالم ( الخلق ) .
فقد ورد عن ابي عبد الله : ( … ان الله واحد متوحد بالوحدانية ، متفرد بأمره ، فخلق خلقاً فقدّرهم لذلك الامر ، فنحن هم … فنحن حجج الله في عباده ، وخزّانه على علمه ، والقائمون بذلك )[10]. وعن ابي جعفر : ( نحن حجة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة امر الله في عباده )[11]. وعن ابراهيم بن عبد الحميد عن ابيه عن ابي الحسن الرضا : ( قال : قلت له : جعلت فداك النبي صلى الله عليه وآله ورث علم النبيين كلهم ؟ قال لي : نعم . قلت : من لدن آدم إلى أن انتهى إلى نفسه ؟ قال : نعم . قلت : ورثهم النبوة وما كان في آبائهم من النبوة والعلم ؟ قال : ما بعث الله نبيا الا وقد كان محمد صلى الله عليه وآله اعلم منه . قال : قلت : إن عيسى بن مريم كان يحيى الموتى بإذن الله . قال : صدقت . وسليمان بن داود كان يفهم كلام الطير قال : وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يقدر على هذه المنازل . فقال : إن سليمان بن داود قال للهدهد حين فقده وشك في امره ” مالي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين ” وكانت المردة والريح والنمل والانس والجن والشياطين له طائعين وغضب عليه فقال ” لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين ” وإنما غضب عليه لأنه كان يدله على الماء فهذا وهو طير قد أعطى ما لم يعط سليمان وإنما اراده ليدله على الماء فهذا لم يعط سليمان وكانت المردة له طائعين ولم يكن يعرف الماء تحت الهواء وكانت الطير تعرفه ان الله يقول في كتابه ” ولو أن قرانا سيرت به الجبال أو قطعت به الأرض أو كلم به الموتى ” فقد ورثنا نحن هذا القرآن فعندنا ما يقطع به الجبال ويقطع به البلدان ويحيى به الموتى بإذن الله ونحن نعرف ما تحت الهواء وإن كان في كتاب الله لايات ما يراد بها امر من الأمور التي أعطاه الله الماضين النبيين والمرسلين الا وقد جعله الله ذلك كله لنا في أم الكتاب ان الله تبارك وتعالى يقول ” وما من غائبة في السماء والأرض الا في كتاب مبين ” ثم قال عز وجل ” ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا ” فنحن الذين اصطفانا الله فقد ورثنا علم هذا القرآن الذي فيه تبيان كل شئ )[12].
ومن هنا ايضاً يمكننا استيعاب المعنى العام لفكرة ( الاله الشخصي ) التي أطلقها ( كريمر ) كعنوان لمفهوم ( الشفاعة ) السومري . ولأجل فهم اكبر لحقيقة هذا المفهوم في الفكر الديني الشرق أوسطي يمكننا استعراض شيء مما كتبه العلامة ( جعفر السبحاني ) : ( اتّفق الواعون من المسلمين على أنّه لا مؤثر مستقل في الوجود غيره سبحانه ، وأنّ غيره مفتقر في الوجود والتأثير إليه سبحانه ، ولأجل ذلك صار شعار القرآن في حق الإنسان وفي حق غيره قوله : { يا أيّها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد * إن يشأ يذهبكم ويأت بخلق جديد * وما ذلك على الله بعزيز } وقوله سبحانه : { والله الغني وأنتم الفقراء } وقال سبحانه على لسان نبيّه الكريم : { ربّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير } ، فبما أنّ عالم الكون عالم إمكاني لا يملك من لدن ذاته وجوداً ولا كمالا ، بل كلّ ما يملك من وجود وكمال فقد أُفيض إليه من جانبه سبحانه فهو بحكم الإمكان موجود مفتقر في عامة شؤونه وتأثيره وعلّيته . ونظراً لتوقف تأثير كل ظاهرة كونيّة على إذنه سبحانه كما جاء في قوله تعالى : { إنّ ربكم الله الذي خلق السموات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش يدبّر الأمر ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه ذلكم الله ربكم فاعبدوه أفلا تذكرون } فانّ الآية بعدما تصف اللهَ سبحانه بأنّه خالق السماوات والأرض في ستة أيام وأنّه استوى بعد ذلك على العرش ، وأنّه يدبر أمر الخلق ، تُعلِن بأنّ كل ما في الكون من العلل الطبيعية والظواهر المادية يؤثر بعضه في البعض بإذنه سبحانه ، وأنّه ليست هناك علّة مستقلة في التأثير ، بل كل ما في الكون من العلل ، ذاته وتأثيره ، قائمان به سبحانه وبإذنه ، فالمراد من الشفيع في الآية هو الأسباب والعلل المادية وغيرها ، الواقعة في طريق وجود الأشياء وتحقّقها وإنّما سمِّيت العلة شفيعاً ، لأنّ تأثيرها يتوقف على إذنه سبحانه ، فهي ( مشفوعةً إلى إذنه سبحانه ) تؤثر وتعطي ما تعطي . وعلى ذلك تخرج الآية عن الدلالة على الشفاعة المصطلحة بين المفسّرين وعلماء الكلام ، وإنّما اخترنا هذا المعنى لوجود قرائن في نفس الآية، فانّها تبحث في صدرها عن خلق السماوات والأرض وتحديد مدّة الخلق والإيجاد بستة أيام ، ثم ترجع الآية ، وتنص على سعة قدرته على جميع ما خلق وإحاطته بهم ، وانّه بعدما خلق السماوات والأرض ، استوى على عرش القدرة وأخذ يدبّر العالم . وعند ذلك يتساءل القارئ : إذا كان هو المدبر والمؤثر فما حال سائر المدبرات والمؤثرات التي يلمسها البشر في حياته ؟ فللإجابة على هذا السؤال قال سبحانه : { ما من شفيع إلاّ من بعد إذنه } مصرِّحاً بأنّ كل تأثير وتدبير في سبب من الأسباب إنّما هو بإذنه ومشيئته ولولا إذنه ومشيئته لما قام السبب بالسببية ، ولا العلة بالعلية ، وهذه القرائن توجب حمل هذه الجملة على ما يجري في عالم الكون والوجود من التأثير والعلية ، وتفسيرها بالشفاعة التكوينية ، وأنّ كل ظاهرة مؤثرة كالشمس والقمر والنار والماء لا تؤثر إلاّ بالاستمداد من قدرته سبحانه والاعتماد على إذنه ومشيئته حتى يتم بذلك التوحيد في الخالقية والتدبير . قيام قيادة الأنبياء والأولياء والأئمة والعلماء والكتب السماوية مقام الشفيع والشفاعة في تخليص البشر من عواقب أعمالهم وآثار سيئاتهم . والفرق بين الشفاعة المصطلحة والشفاعة القيادية هو أنّ الشفاعة المصطَلحة توجب رفع العذاب عن العبد بعد استحقاقه له ، والشفاعة القيادية توجب أن لا يقع العبد في عداد العصاة حتى يستحق . والظاهر أنّ إطلاق الشفاعة على هذا القسم ليس إطلاقاً مجازياً ، بل إطلاق حقيقي . وقد شهد بذلك القرآن والأخبار ، قال سبحانه : { وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربّهم ليس لهم من دونه وليّ ولا شفيع لعلّهم يتّقون } . والضمير المجرور في { به } يرجع إلى القرآن . ولا شك أنّ ظرف شفاعة هذه الأُمور إنّما هو الحياةُ الدنيويةُ، فانّ تعاليم الأنبياء وقيادتهم الحُكمية وهداية القرآن وغيره، إنّما تتحقّق في هذه الحياة الدنيوية ، وإن كانت نتائجها تظهر في الحياة الأُخروية ، فمن عمل بالقرآن وجعله أمامه في هذه الحياة ، قاده إلى الجنّة في الحياة الأُخروية . ولأجل ذلك نرى أنّ النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يأمر الأُمة بالتمسك بالقرآن ويصفه بالشفاعة ويقول : ” فإذا التَبَست عليكم الفتنُ كقطع الليل المظلم فعليكُم بالقرآن فإنّه شافعٌ مشفَّع وماحِل مصدَّق ، ومن جَعَلَه أمامَه قاده إلى الجنّة ، ومن جعله خلفَه ساقه إلى النار ، وهو الدليل يدل على خير سبيل ، وهو كتاب فيه تفصيل وبرهان “. فإنّ قوله : ” ومن جعله أمامه ” ، تفسير لقوله : ” فإنّه شافع مشفَّع “. والحاصل : أنّ الشفاعة القيادية شفاعة بالمعنى اللغوي ، فإنّ المكلّفين بضم هداية القرآن وتوجيهات الأنبياء والأئمة إلى إرادتهم وطلباتهم ، يفوزون بالسعادة ويصلون إلى أرقى المقامات في الحياة الأُخروية ويتخلّصون عن تبعات المعاصي ولوازمها. فالمكلّف وحده لا يصل إلى هذه المقامات، ولا يتخلّص من تبعات المعاصي ، كما أنّ خطاب القرآن والأنبياء وحده ـ من دون أن يكون هناك من يسمع قولهم ويلبّي نداءهم ـ لا يؤثر ما لم ينضم إليه عمل المكلّف إلى هدايتهم، وهدايتهم إلى عمل المكلّف فعندئذ تتحقّق هذه الغاية . وحقيقة هذه الشفاعة – المصطلحة – لا تعني إلاّ أن تصل رحمتهُ سبحانه ومغفرته وفيضه إلى عباده عن طريق أوليائه وصفوةَ عباده ، وليس هذا بأمر غريب . فكما أنّ الهداية الإلهية التي هي من فيوضه سبحانه ، تصل إلى عباده في هذه الدنيا عن طريق أنبيائه وكتبه ، فهكذا تصل مغفرته سبحانه وتعالى إلى المذنبين والعصاة يوم القيامة من عباده عن ذلك الطريق . ولا يبعد في أن يصل غفرانه سبحانه إلى عباده يوم القيامة عن طريق خِيرة عباده، فإنّ الله سبحانه قد جعل دعاءهم في الحياة الدنيوية سبباً، ونصّ بذلك في بعض آياته. فنرى أنّ أبناء يعقوب لمّا عادوا خاضعين ، رجعوا إلى أبيهم ، وقالوا له : { يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين } فأجابهم يعقوب بقوله : { سوف أستغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرحيم } . ولم يقتصر الأمر على يعقوب فحسب ، بل كان النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ممّن يستجاب دعاؤه أيضاً في حق العصاة ، قال سبحانه : { ولو أنّهم إذ ظلموا أنفسهم جاءُوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توّاباً رحيماً } . وهذه الآيات ونظائرها ممّا لم نذكرها مثل قوله : { وصلّ عليهم إنّ صلاتك سكن لهم } تدل على أنّ مغفرته سبحانه قد تصل إلى عباده بتوسيط واسطة كالأنبياء ، وقد تصل بلا توسيط واسطة ، كما يفصح عنه سبحانه بقوله : { يا أيّها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبةً نصوحاً } وقوله : { واستغفروا ربّكم ثم توبوا إليه إنّ ربّي رحيم ودود } . إلى غير ذلك من الآيات التي تكشف عن أنّ توبة العبد تجلب المغفرة بلا واسطة أحد وقد تصل بتوسيط واسطة هي من أعز عباده وأفضل خليقته وبريته . وتتضح هذه الحقيقة إذا وقفنا على أنّ الدعاء بقول مطلق ـ وبخاصة دعاء الصالحين ـ من المؤثرات الواقعة في سلسلة نظام العلة والمعلول ، ولا تنحصر العلة في العلل الواقعة في إطار الحس فإنّ في الكون مؤثرات خارجة عن إحساسنا وحواسنا ، بل قد تكون بعيدة حتى عن تفكيرنا ، يقول سبحانه : { والنازعات غرقاً * والناشطات نشطاً * والسابحات سبحاً * فالسّابقات سبقاً * فالمدبرات أمراً } . فما المراد من هذه { المدبّرات أمراً } أهي مختصة بالمدبرات الطبيعية المادية ، أو المراد هو الأعم منها ؟ فقد روي عن علي ( عليه السلام ) تفسيرها بالملائكة الأقوياء ، الذين عهد الله إليهم تدبير الكون والحياة بإذنه سبحانه ، فكما أنّ هذه المدبرات يجب الإيمان بها وإن لم تعلم كيفية تدبيرها وحقيقة تأثيرها ، فكذلك الدعاء يجب الإيمان بتأثيره في جلب المغفرة ، ودفع العذاب وإن لم تعلم كيفية تأثيره . هناك مبررات لجعل الشفاعة من أسباب المغفرة ورفع العذاب، نورد بعضها على سبيل المثال : أ ـ ابتلاء الناس بالذنب والتقصير . ربما يقال : إذا كان المنقذ الوحيد للإنسان يوم القيامة هو عمله الصالح كما صُرّح به في الآيات فلماذا جعلت الشفاعة وسيلة للمغفرة وسبباً لرفع العذاب ، أوَ ليس الله بقائل : { وأمّا من آمن وعمل صالحاً فله جزاء الحسنى } ، { فأمّا من تاب وآمن وعمل صالحاً فعسى أن يكون من المفلحين } ، { ويلكم ثواب الله خير لمن آمن وعمل صالحاً } وعلى ذلك فلماذا أُدْخِلت الشفاعة في سلسلة العلل لجلب المغفرة ؟ الإجابة على هذا السؤال واضحة فالفوز بالسعادة وإن كان يعتمد على العمل أشدّ الإعتماد ، غير أن صريح الآيات الأُخر هو أنّ العمل بنفسه ما لم تنضم إليه رحمته الواسعة لا يُنقِذ الإنسان من تبعات تقصيره ، قال سبحانه : { ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك عليها من دابّة ولكن يؤخّرهم إلى أجل مسمّى } ، { ولو يؤاخذ الله الناس بما كسبوا ما ترك على ظهرها من دابّة } . ب ـ سعة رحمته لكل شيء . إنّ التدبّر في الآيات القرآنية يعطي أنّ رحمة الله سبحانه واسعة تسع كلّ الناس ، إلاّ من بلغ حداً لا يقبل التطهّر ولا الغفران . قال سبحانه حاكياً عن حملة العرش : { الذين يحملون العرش ومن حوله يسبّحون بحمد ربّهم ويؤمنون به ويستغفرون للذين آمنوا ربّنا وسعت كلّ شيء رحمة وعلماً فاغفر للّذين تابوا واتّبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم } نرى أنّ حملة العرش يدللون طلب غفرانه سبحانه للتائبين والتابعين لسبيله ، بكون رحمته واسعة وسعت كل شيء . كما نرى أنّه سبحانه يأمر نبيّه أن يواجه الناس كلّهم ـ حتى المكذّبين لرسالته ـ بقوله : { فإن كذّبوك فقل ربّكم ذو رحمة واسعة } ونرى في آية ثالثة يعد الذين يجتنبون الكبائر بالرحمة والمغفرة ويقول : { الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلاّ اللَّمَمَ إنّ ربك واسع المغفرة هو أعلم بكم } وهذه الآيات توضح مضامين الأدعية الإسلامية من قوله ( عليه السلام ) : ” يا من سبقت رحمتُه غضبَه “. كيف لا ! ونحن نرى أنّ الله سبحانه يعد القانط من رحمة الله والآيس من روحه كافراً وضالاّ ، ويقول : { ولا تيأسوا من روح الله إنّه لا ييأس من روح الله إلاّ القوم الكافرون } ، ويقول تعالى أيضاً : { ومن يقنط من رحمة ربّه إلاّ الضالّون } ، ويقول سبحانه : { قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إنّ الله يغفر الذنوب جميعاً إنّه هو الغفور الرحيم } . فإذا عرَّفَنا القرآن أنّ الله سبحانه ذو رحمة واسعة تفيض على كل شيء ، فعند ذلك لا مانع من أن تفيض رحمته وغفرانه عن طريق أنبيائه ورسله وأوليائه ، فيقبل أدعيتهم في حقّ عباده بدافع أنّه سبحانه ذو رحمة واسعة ، كما لا مانع أن يعتقد العصاة في شرائط خاصة بغفرانه سبحانه من طرق كثيرة لأجل أنّه عدّ القانط ضالا والآيس كافراً . وإجمالا : فكما يجب على المربّي الديني أن يذكّر عباد الله بعقوبته وعذابه وما أعدّ للعصاة والكفّار من سلاسل ونيران ، يجب عليه أيضاً أن يذكّرهم برحمته الواسعة ومغفرته العامة التي تشمل كل شيء ، إلاّ من بلغ من الخبث والرداءة درجة لا يقبل معها التطهير كما قال سبحانه : { إنّ الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء } . ج ـ الأصل هو السلامة . دلّت التجارب والبراهين العقلية على أنّ الأصل الأوّلي في الخليقة هو السلامة ، وأنّ المرض والانحراف أمران يعرضان على المزاج ، ويزولان بالمداواة والمعالجة ، وليس هذا الأصل مختصاً بالسلامة من حيث العيوب الجسمانية ، بل الأصل هو الطهارة من الأقذار والأدران المعنوية ، فقد خلق الإنسان على الفطرة النقيّة السليمة من الشرك والعصيان التي أشار إليها القرآن بقوله : { فطرة الله التي فطر الناس عليها } ، وقال النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : ” كُل مولود يولد على الفطرة ثم أبواه يهوّدانه أو ينصّرانه أو يمجّسانه ” . وعلى ذلكّ فلا غرو في أن تزول آثار العصيان عن الإنسان بالعلاج والمداواة الخاصة في مواقف شتى حتى تظهر الخليقة الأُولى التي فُطِر عليها . فقد جعل الله سبحانه المواقف التي يمرّ بها الإنسان بعد موته في البرزخ ويوم القيامة ، وسائل لتطهير الإنسان وتصفيته من آثار الذنوب وتبعاتها . ولا غرو في أن يكون الشفعاء المرضيون عند الله ، أطباء يعالجون أُولئك المرضى، بتصرفاتهم ونفوسهم القويّة حتى يزيلوا عنهم غبار المعصية ، ودرن الذنب حتى تعود الجوهرة الإنسانية نقيّةً صافيةً ناصعةً ، فيستحقّ الإنسان نعيمَ الآخرة ودخول الجنة إلاّ من بلغ حداً لا يقبل العلاج والتداوي ، لأجل أنّ ذاته قد انقلبت إلى ما يضاد الجوهرة الإنسانية النقية التي لا تقبل أيّةَ مداواة أو علاج ، كما لو اتّخذ لربّه شريكاً فاستحق الخلودَ في النار . فليس التوقف في البرزخ ولا في المراحل المتنوعة في يوم القيامة ولا الدخول في النار مدةً محدودة ولا شفاعة الأنبياء والأولياء في حقّهم ، إلاّ تصرّفاً تكوينياً في حقّهم حتى تعود الجوهرة الأوليّة إلى حالتها الطبيعية الأُولى وتصفو من كل شائبة تعلَّقت بها نتيجة العصيان والتمرّد )[13] .
ان الاحتمال الراجح الذي يفيد بإيمان السومريين بهذه المفاهيم الدينية كما عرضناها لا يمنع من ظهور الانحراف والتصنيم نتيجة التقديس والافراط فيه مع الزمن ، لاسيما عند غياب النبوات وازدياد الجهل تدريجياً ، ومن ثم ظهور نسخ عقائدية فاسدة وثنية في الامم السومرية المتأخرة . كما ان التعابير التي خاطب بها السومريون الوجودات المقدسة قد يصعب تفكيك معناها المراد بعد آلاف السنين من كتابتها ، كما لو استعرض باحث ما الحديث الذي أوردناه ( نحن حجة الله ، ونحن باب الله ، ونحن لسان الله ، ونحن وجه الله ، ونحن عين الله في خلقه ، ونحن ولاة امر الله في عباده ) بعد عشرة آلاف سنة مثلاً ، وهو حينها لا يتكلم العربية ولم ينمُ بين مدركاتها وموسيقاها وعمق معانيها ومرادفاتها ، وربما تكون غابت تماماً عن الواقع اللغوي البشري ، فهو حينها لن يستطيع التفريق بين وظيفة هذه المخلوقات المقدسة وبين الخالق القدوس ، كذلك كان كريمر وأشباهه يعانون مع النص الديني السومري .
[1] السومريون / ١٦٤ – ١٦٨
[2] الجمع بين رأي الحكيمين / الفارابي / تقديم وتحقيق : د. البير نصر نادر / دار المشرق المطبعة الكاثوليكية – بيروت / الطبعة الثانية / ص ١٦
[3] التوحيد / للشيخ الجليل الأقدم الصدوق أبي جعفر محمد علي بن الحسين بن بابويه القمي المتوفى سنة ٣٨١ هجرية / صححه وعلق عليه المحقق السيد هاشم الحسيني الطهراني / منشورات جماعة المدرسين في الحوزة العلمية في قم المقدسة / ص ١٩٥
[4] جامع السعادات / محمد مهدي النراقي
[5] الكتاب المقدس / سفر الخروج / الإصحاح ٢٠ / ١٢ – ١٧
[6] القران الكريم / ال عمران / ١٠٤
[7] سورة النحل / ٩٠
[8] سورة البقرة / ١٦٨ – ١٦٩
[9] بداية الحكمة / محمد حسين الطباطبائي / المرحلة الثانية عشر / الفصل الثالث
[10] الولاية التكوينية / ضياء الخباز / ص ١٧٥ عن كتاب الكافي – كتاب الحجة – باب ١١
[11] الولاية التكوينية / عن كتاب ( بصائر الدرجات ) – الجزء ٢ – الباب ٣ – الحديث ١
[12] الولاية التكوينية / عن ( بصائر الدرجات ) – الجزء ٣ – باب ١ – الحديث ٣
[13] الشفاعة في الكتاب والسنّة رسالة موجزة تبيّن مفهوم الشفاعة وحدودها وآثارها البنّاءة وشروطها وطلبها / جعفر السبحاني / منشورات مركز الأبحاث العقائدية / بتصرف
—
المدونة الشخصية :
http://freepapers1980.blogspot.com
( اوراق )
مدونة حرة .. تهدف الى تحرير العقل من قيود الاستعباد والاستغلال