17 نوفمبر، 2024 9:44 م
Search
Close this search box.

أجيالنا على طريق الموت سائرة فإحذروا!

أجيالنا على طريق الموت سائرة فإحذروا!

يوجد أناس لهم مواقف أصيلة، سيذكرها التاريخ بأحرف من نور، وأيضاً هناك أناس لا يملكون إي موقف، وتجدهم لا يسمعون ولا يقرؤون، والكثير لا يريد أن يتحمل المسؤولية، متناسين أن مقومات النجاح، تبدأ بتحرير العقل من كل أنواع الجهل بمسمياته الزائفة.
المجتمع الذي لا يعترف بإنسانية الشخص الصادق، الطموح ذو النية الصافية النقية، الداعية الى الإستقامة والنزاهة، عليه أن يراجع نفسه، لأن انعكاسات التربية الرديئة لا تشمل الشارع فقط، بل حتى البيت والعائلة مشمولة بمصائب هذه النهج الخاطئ.
تهميش الحريات وإحباط القيم العليا، وإشاعة الابتذال، ونشر سياسات مناهضة للعدالة، والمطالبة الدائمة بالكرامة المسلوبة، والسير بطريق التطرف والعصبية، هي إرهاصات تساعد على فشل معنويات أجيالنا، وتقلل من تحملهم للمسؤوليات الملقاة على عاتقهم، لأنهم مشاريع المستقبل، ومن الضروري وضعهم على الأسس الصحيحة في صناعة القرار، بمستقبل البلد دون تعصب أو طائفية.
ما يجب الإشارة اليه الآن هو الإستقرار، وهذا يعني مجموعة متداخلة من قيم التعاون، والتسامح، والتخطيط، والتنظيم، لتحمل المسؤولية بشكل واقعي، ومعتدل، وشجاع، لنصل الى ذروة التكامل والثبات في مجتمعنا المعاصر، الذي ينادي باحترام حقوق الإنسان، والمواطنة، وحرية الرأي والمعتقد، حتى يكون العراق ملاذا آمناً، ومصدرا للعطاء والديمقراطية المستقرة، وهذا ما نبتغيه من رجال الوعي والإخلاص، والمثقفين بكل اختصاصاتهم.
إن أزمة الوعي وعدم الإخلاص، والهروب من المسؤولية، أصبحت قيماً شائعة بين أفراد المجتمع، فنجد أن الأفعال لا تطابق الأقوال، وهذه من أشد الأزمات التي تعصف بأحوالنا، فالحضارة، والحرية، والديمقراطية، والانسياق وراء التطور الزائف، والغطاء المتشدق بحقوق الإنسان، أمور كلها جعلت العراق يعيش حالة من الخوف والإرتباك، وإن الخطر الأكبر الذي يهدد بلدنا الآن، هو محاولات محو ثقافتنا الدينية والوطنية تحت ذرائع شتى، سيما وأنها ستمنح الفرصة للآخرين في تحقيق مآربهم غير المشروعة، فلات حين مندم.
الإهمال واللامبالاة هما من مخلفات الجهل والإستبداد، وكان لهما أثارٌ عميقة في تنشئة الأجيال سلبياً، وبين أزمنة نتقلب فيها ذات اليمين وذات الشمال، تستيقظ حكايات الأجداد حين تروي صراعا داميا، لا هوادة ولا استكانة فيه، متناسين بأن بضع كلمات قد تكون بلسما للجراح، حتى تقفز عبارات الحكمة الى أذهان هذه الأجيال، لتختصر الكثير من المواقف، وتعطي دروسا عظيمة بكلمات قليلة، ليوضع الساعد فوق الساعد، وليعفو الكبير عن الصغير، ولننسى الماضي الأليم، ونعيش الحاضر، ونرسم المستقبل، وليتسامح الإخوة فيما بينهم، ولينفض غبار الطائفية والعداوة، إمتثالاً لتعاليم ديننا الحنيف.
ختاماً: من أجل أن يحظى الناس برضا الخالق المعبود، ولنسير في طريق الإصلاح والفلاح، علينا أن ننشأ جيلاً واعياً ومثقفاً، وهذا لن يحدث إلا بالإخلاص والوعي، وتحمل الأعباء بنية صادقة، وصولاً الى تحقيق الطموحات، فما أجمل النجاح عندما يكون حليفنا، يوم لا ينفع فيه إلا صالح الإعمال يا سادتي.

أحدث المقالات