ح٢
تحية طيبة؛
عزيزي لم أكن أتخيل هَذَا المقدار من الحساسية التي كنت تتمتع بها، كما أتصوّر ليس من اللائق أن نتفق علَى موعد وعندما احظر إلى مكان الإتفاق لا أجدك، واجد رسالة بدلاً عنك! ماهذا المشهد البائس الذي أردت أن تمثله من خلال حركتكَ هَذَه؟!
بصراحة أجدك حالم أكثر من الممكن، تحاول خلق أدوار تمثيليّة لنفسك لتكون بها البطل مَع شخصياتك!
ومن ثُم أنك تُحاول أن تدخّل نفسك في صراع تظنه أنه مَعِي وأنا أدير ذَلِك الصّراع معك، وبالحقيقة لا صراع ولا خطوط دفاعية كما تصورت وَلا هم يحزنون، انت تخيلت ذَلِك وصنعت منه دراما، ولا شأن لي بما تصنع.
انتَ تكلّمت في رسالتك لي عن امور بعضُها قَرِيب جداً مَن الواقع، وسواء كانت تحليلاتك قريبة او بعيدة من الحقيقة ذَلِك شأن يعنيني أنا فقط بالدرجة الأساس ولا يعنيك، ثُم لا داع أن تجهد نفسك في كشف ما أعانيه او ما لا أعانيه، ما شأنك انتَ بذلك؟.
رجاءاً عزيزي لا احب هَذَه الطريقة في التعامل مَعِي ولا الأسلوب التمثيلي الذي قمت به، وَلا كل هَذَه الانفعالات تجاهي، لأن صياغة الوضع الحياتي هو أمر ضمن خصوصياتي وَلا أحب التدخّل بهذه الخصوصيات الحرجة، وأنت تعرف ذَلِك،
أنا لا أحب أن اكتب كثيراً، مثل رسالتك التي تركتها لي على الطاولة وأظن أن الموقف كله كان فاقداً للذوق في التعامل مَعِي ولم أكن أتمنى ان يصدّر هَذَا الموقف منك.
تخلى عَن أفكارك في متابعتي بشكلٍ شخصي وأتمنى لك أن تكون أكثر جدّية في تعاملك مع الأمور المختلفة وتحتفظ بقدر وَاسِع مَن الواقعيّة في حياتك، بعيداً عَن المزيد من الاحتمالات الّتي تلاحق بها الآخرين، هكذا سيكون أفضل لك وأهدأ بالا لنخاعك ألشوكي!
بالمناسبة كَانت رسالتك جَمِيلَة في التعبير والرشاقة واختيار الكلمات عجبتني كنص واسائتني كمضمون، كما أن موقفك أدهشني أكثر، طبعاً أشكرك علَى الكلمات الجميلة الّتي تضمنتها رسالتك النقدية.
واتركك تحت حريّة تصرفك وموقفك هذا، وأنت حر بكل تأكيد في صياغة قراراتك الّتي تراها مُناسبة.
حياة سعيدة…..
اناهيد