18 ديسمبر، 2024 10:55 م

منين هذا الكريستال .. مصنع عراقي

منين هذا الكريستال .. مصنع عراقي

لاأدري كيف حطت على لساني إنشودة الفنان رضا الخياط “منين هاي الراجمة .. مصنع عراقي”، التي أداها في حرب الثمانينات، وأنا أقرأ عنوان الخبر الذي لفت إنتباهي : ” مصانع لإنتاج الكريستال في بغداد والبصرة”، وبرغم أن بيتي المتواضع لايحتوي على قطعة كريستال واحدة، تقليد أو أصلي، لكن غمرني شعور بالسعادة، وأنا أتخيل بلادي تدخل غمار الصناعة، لتفتح أفقاً جديدة لبناء الإقتصاد الوطني، ولأني مثل كثير من العراقيين، الذين يتشبثون برأس الخيط، ويتركون ” الشليلة”، بعقدها، وتلافيفها، تركت العنان لأفكاري، أن تحلق في سماء الوطن، متحاشية كل الطائرات التي باتت تهيمن على أجوائنا طولاً وعرضاً، فيما نبرم نحن عقود صفقات أسلحة الدفاع الجوي، لكن ضد من ؟ .. ولصد من؟، في الوقت الذي نغني : ” شكراً لكل الأصدقاء !!”، تداركت حلمي، وأنا أكمل قراءة الخبر، لأكتشف أن الكريستال ليس ذاك الذي تصورته، وحفزت ذاكرتي للتمتع بألوانه وأشكاله، العادي منه والشفاف، والمذهب والمفضض، والمنحوت والمنقوش، وخططت بمخيلتي إسم بلادي أولاً في إنتاجه، حتى قبل تشيكيا وروسيا، وانما هو كريستال آخر، أو إسم جديد للمخدرات، انتشربين صفوف الشباب، على نطاق واسع، ولاسيما في الاحياء الفقيرة، يتميز بتأثيره الكبيرعلى الدماغ والجهاز العصبي، ويتكون من مادة مصنعة من الآمفتامين، التي تنشط الجهاز العصبي بقوة، وتحفز الذاكرة، جالبة الأوهام والخيالات لدى الشخص المتعاطي، لمدة ثلاثة أيام، يصاب خلالها بهلوسة شديدة، ويبقى محدقاً في نقطة معينة لساعات عدة، فضلاً على سلوك لاشعوري قد يقوم به، كالاعتداء على الناس أو الإنتحار.
وبحسب تقريرلصحيفة الغارديان البريطانية، فإن محافظة البصرة، تعد المدخل الرئيس لمرور المخدرات من إيران، ولاسيما الكريستال.
وذكر تقرير قضائي أن تزايد تعاطي المخدرات، من نوع الكريستال، حفز تجاره على إستحداث مصانع له لإنتاجه محلياً، ليكون المنتج الوحيد، غير المستورد، و” منين هذا الكريستال .. مصنع عراقي”.