الرئيس الامريكي دونالد ترامب يتميز بالتسرع وغياب التشاور فقد كشف عجزه، خصوصا بعد أن أراد إقفال الأراضي الأمريكية أمام مواطني دول مسلمة، فتلقى الصفعة من القضاء الذي ألغى مرسومه وقد اتهم البيت الأبيض الديمقراطيين، لإعاقة تمرير اختيارات الرئيس لأسباب سياسية، و اعتبر قرار منع الدخول المؤقت لمواطنى الدول السبع هو حماية البلاد فقط. ،مما وجد نفسه في موقف هش امام ناخبيه الذين دعموه باتوا يكتشفون أكثر فأكثر نقاط ضعفه مع كل مشكلة تواجهه”. أن إجراءات ترامب ضد رعايا دول عربية وإسلامية لم تراع حجم المصالح الأميركية في المنطقة، وهو ما ساعدت إلى استثماره موسكو لجذب رعايا الدول المعنية إليها، ما يساعد على استقطاب المستثمرين والسياح، خاصة من الدول العربية الثرية.
كما يرى العديد من النواب والدبلوماسيين في مجالسهم الخاصة كم يتجنب الرئيس المحادثات المعمقة والدخول في تفاصيل مقترحاته ومما يصعب القول اليوم ما إذا كان الرئيس دونالد ترامب الحديث العهد بالسياسة ان يكون قادرا على تغيير أسلوبه في الحكم . ليس هذا فقط بل فقد أثارت تغريداته التي تضمنت أخطاء إملائية رصدها بعض متابعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر“، عاصفة من السخرية في الولايات المتحدة ،
وامام النكسة التي مني بها من الكونغرس الجمهوري بغالبيته ، كان لا بد له من الاعتراف بها. وقال بلهجة ليست لهجته المعروفة إنه أصيب بـ”خيبة أمل”، بعد ان كان على وشك النجاح”،ويقصد مشروعه لإصلاح النظام الصحي الذي يعدّ اقتراحه التشريعي الأساسي، الذي عمل ترامب كثيرا على “تسويق” ذلك مشروعه قبل الانتخابات ، إلا أنه تجنب الدخول في نقاشات حول مضمونه.لذا كان من المفترض أن يقطع وبشكل لافت ترامب توجيه أي انتقاد إلى النواب الجمهوريين الذين رفضوا تأييد مشروعه ، رافضا الكلام عن خيانة.
وتسديد الحسابات قد يأتي في وقت لاحق عندما ينجلي غبار المعركة. مع سنوات أوباما على أبواب الكونغرس، مع أن حزبه الجمهوري هو الذي يمسك بمفاتيحه. رغم كل هذا الفشل إلا انه في احتفاله بيومه المائة في منصبه خلال تجمع لمؤيديه في مدينة هاريسبرغ عاصمة ولاية بنسلفانيا اعتبر ترامب ان الأيام المئة الأولى في منصبه مثمرة جدا” وقال ان هناك معارك كبرى آتية وانه لن يسمح للدول الأخرى بالاستفادة من ثروات اميركا، وتعهد بالانتصار في كل المعارك الاتية مؤكدا إنه سيفي بالوعود التي قطعها على نفسه أمام الشعب الأميركي، أثناء الدعاية الانتخابية.
كان أبرز ما تعهد به ترامب هو تحقيق سياسة مختلفة عن السابقين له والوصول بالولايات المتحدة إلى مستوى لم تصل له من قبل، ذلك من خلال دعم البنية التحتية والاهتمام بالشأن الداخلي بشكل أكبر، هذا بالإضافة إلى عدم إهدار الميزانية في الحروب أو العمليات العسكرية في اتجاه لتحقيق حالة من السلام، وهذا ما لم ينفذه به ترامب وقام بتخصيص جزء كبير من اهتمامه نحو الاحتكاكات العسكرية بين الدول .
وقد علقت صحيفة الإندبندنت البريطانية : ” أن إدارة الرئيس الأمريكى دونالد ترامب تعرضت للكثير من التخبط والتقلب خلال مسارها غير المتوقع إلى السلطة .. مشيرة إلى أن ترامب غيير رأيه عدة مرات حول إلغاء برنامج أوباما كير للرعاية الصحية وملاحقة خصومه السياسيين من دون سبب .. متسائلة هل ما إذا كان يتوجب على ترامب انفاق 500 مليار دولار لترحيل الملايين من الناس.. مضيفة أنه فى الواقع من الصعب جدا الاستمرار على هذا النهج.
وتابعت الصحيفة أنه رغم كل الصعاب، فإنه لا يبدو أن ترامب سيتخلى عن أحد وعوده الانتخابية من أنه سوف “يجفف المستنقع” وسيقضى على كل أثر للفساد السياسى فى واشنطن، والذى كان شعاره الكبير لحملته ، وهو ما أعجب الملايين من الأمريكيين ..ولسبب ما، كانوا يعتقدون حقا أن ملياردير مانهاتن مع ميوله لإدارة الأعمال يمكن أن يساعد على تطهير الساحة السياسية فى البلاد.” ولكن يظهر بعد هذا كله ان الادارة الامريكية الحالية تبحث عن ما هو خاطئ لتقوم به، بعد كل هذا الفشل وأنها تعانى من التقلب والتخبط، ولعل هذه الأخطاء قد تؤدى إلى نهاية إدارة ترامب .وخاصة ان الرئيس الأمريكى حاليا يواجه حوالى أربعة عشر دعوى قضائية ضده ، كما تقول صحيفة وأن أوامره تنسف من قبل القضاء ..كما يسقط مساعديه واحدا بعد الأخر واتهام البعض الاخر بالتعامل القذر مع بلد يعتقد حزب ترامب نفسه – الحزب الجمهورى – بأنه هو “العدو الجيوسياسى رقم واحد” للولايات المتحدة كما تقول صحيفة الإندبندنت البريطانية. ولكن بالكاد للشعب الامريكي التعامل مع الكثير من الأكاذيب قبل أن يبدأوا فى فقدان الصبر – والمستنقع يمكن أن يصبح موحلا أكثر حتى تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي.