ضيق الأفق الذي يخيّم على وزارة الخارجية العراقية , والأفق الأشد ضيقاً لدى السيد ابراهيم ” الأشيقر ” الجعفري , هو أحد العوامل المساعدة والفعالة الذي يشجع تركيا على التمادي والإيغال في انتهاك السيادة الجوية العراقية , مهما كان لها من مسوّغاتٍ او مبرراتٍ في ذلك .!
كان يتوجّب على الجعفري أن يطير الى انقرة فور انتهاء الغارة الجوية الاولى على قواعد ” ب . ك . ك ” في جبل سنجار للتباحث بشتى السبل لوقف هذا العدوان , وقبل ذلك كان على رئيس الوزراء العبادي التباحث مع حكومته وقيادة احزاب السلطة حول كيفية إقناع والزام تركيا لوقف غاراتها , وبموازاة ذلك ايضاً , كان على رئيس الوزراء الأتصال بالأمريكان وحثّهم لوضع حدٍّ للتدخل التركي , مقابل ما يطلبه الأمريكان من العراق ! , ومن ثَمَّ ارسال وفد دبلوماسي – عسكري للتفاوض مع الأتراك بهذا الشأن .
وبسبب قُصر النظر السياسي لدى الخارجية العراقية , فكان بأمكان العراق أن يطلب من تركيا ومن السيد مسعود البرزاني < اذا ما وافق ! > لإعطائه إحداثيات المواقع العسكرية التي يتواجد فيها مقاتلو ب.ك.ك , لتقوم طائرات عراقية مقاتلة بتوجيه ضربات جوية على تلك القواعد , وليس في ذلك من الصعوبة أن تقوم طائرة او اثنتان من ال F 16 العراقية بالإغارة على مواقع هؤلاء , وخصوصاً أنّ توجيه مثل هذه الضربات الجوية اكثر سهولة ودقّة من توجيه مثيلاتها في معركة الموصل المكتظّة بالسكان .!
وثُمَّ ايضاً , لماذا لا يطلب العراق من تركيا بممارسسة ضغوطها على قيادة الأقليم وخصوصاً الحزب الديمقراطي الكردستاني , كي تقوم البيشمركة بالإحاطة الواسعة لجبل سنجار وممارسة القصف المدفعي المكثّف والمستمر على اولئك المقاتلين , مما يسهلّ القيام بشن هجوم برّي صاعق عليهم , وسيّما أنّ الحكومة التركية تمتلك من وسائل الضغط على البرزاني بما يفوق ما تمتلكه حكومة السي حيدرالعبادي .!
ونذهب الى اكثر من ذلك , لنتساءل عمّا لا يحتاج الى اجوبةٍ , فلماذا لا تقوم وزارة الدفاع العراقية بأرسال طائرات الأستطلاع الجوي لتصوير مواقع وقواعد مقاتلي ” حزب العمال الكردستاني – التركي ” في جبل سنجار , وثمّ ” كما اشرنا اعلاه ” لتنقضّ بضعة مقاتلات عراقية قليلة العدد سواءً ال F 16 او غيرها وتقصف مواقعهم عن بكرة ابيها وأمها , ولا سيما أنّ هؤلاء المقاتلين لا يمتلكون من اسلحة ووسائل الدفاع الجوي المتطورة ,
ومثل هذه الخطوات وسواها سوف تحرج الأتراك أمام المجتمع الدولي جّراء تدخلها وتجاوزها على السيادة والاجواء العراقية .
وبهذا الشأن ايضا , فربما تقتضي الضرورة لإستحصال موافقة الفريق ” انور حمه امين ” قائد القوة الجوية العراقية , قبل التفكير بمثل هذه الأجراءات العسكرية .!
ما طرحناه في اعلاه , لا يقتصر على الوسائل العسكرية , بل أنّ عواملاً اخرى تلعب دورها قبل او بموازاة ذلك كالأقتصاد والاستيراد , وحركة الطائرات المدنية بين البلدين , بالأضافة الى الأساليب والسبل الدبلوماسية الأخرى المرتبطة بالعلاقات الدولية .
I�l�