في بدايات النصف الثاني من القرن المنصرم قدم الى بغداد من المناطق الغربية غلام هاربا من طفولته البائسة . جاء هذا الغلام الذي ابتدأ تعليمه متأخرا طريدا الى بغداد فوجد فيها بيئة خصبة للترعرع مستغلا الصراعات السياسية والانقلابات المتكررة ولدوافع إجرامية وليست عقائديه ساقت الأقدار ان يعتبر رقما في اغتيال الزعيم الأوحد فكرم من قبل قادة الحزب بجعله عضوا بينهم . فشل هذا الغلام ان يكون ضابطا في بداية شبابه فإذا به بعد ان اعتلى منصة بلاد الرافدين يمنح نفسه اعتلى رتبة (مهيب) في القوات المسلحة التي لم يخدم يوما واحدا فيها ولقب نفسه بالقائد الضرورة الذي تمخضت عنه بلاد الرافدين .
وكبراءة اختراع تحسب له اكتشف هذا الغلام مبكر الة الخوف لتصطاد له كل من يقع في شباكها فسحق بالته هذه رفاقه في الحزب والدولة حاملا شعار : أقتل كل من تحوم حوله الشبهات معارضا او معترضا فصفى أسماء وقاده وزعماء جيش يحسب لهم حساب وكان من وراءه الماكر الكبير ( البكر) الذي يفتعل البراءة أحيانا لمحاولة غسل يديه وأصبحت في عهدهم (الغلام والماكر) الاغتيالات قاعدة وليست استثناء فكانت الاغتيالات حاضرة في عقولهم منذ البداية ورغم ادعائهم في بيانهم الأول ان الانقلاب في تموز( أببض) الا ان أبناء العاصمة غالبا ما يستفيقون على جثث مغدورة على قارعة الطريق لمسئولين كبار وقاده في الجيش والدولة وكأنهم يريدوا ان يخبروا الجميع بأنهم لم يأتوا للسلطة لكي يغادروها. بعدها انقلب الغلام على صاحبه لاعتقاده ان السلطة لا تقبل الشراكة ولا يتسع العراق الا لزعيم واحد ولكون العراقيون لا يستسيغون صفة الرجل الثاني فترى حكامهم يتقاتلون على مواقع لهم في صفحات التاريخ كزعماء ولكن عندما يذهب احدهم الى التاريخ نراه يذهب حاملا معه دماء رفاقه وشركائه…. يقتلهم لإرغام الشعب على مبايعة رجل واحد ولإرغام التاريخ على إعداد مقصورة خاصة للزعيم الأوحد او القائد الضرورة . ولكن بعد كل هذا في 9/نيسان/ 2003 تراهن العراقيون على القائد الضرورة اما ان يقتل دفاعا او ينتحر كرامة ولم يتوقعوا ان يروه يخرج من جحرا وهكذا الحال لأنه ….غالبا ما يخيب حكام العراق تلك الرهانات!!!!