22 نوفمبر، 2024 8:59 م
Search
Close this search box.

تحت انظار السيد رئيس الوزراء – مليشيات ثقافية تؤسس للخراب

تحت انظار السيد رئيس الوزراء – مليشيات ثقافية تؤسس للخراب

يندرج اتحاد الادباء في العراق في قائمة منظمات المجتمع المدني ، تلك تسمية عائمة عامة هلامية ، لان الحقيقة غير هذا ، فمنذ تاسيسه ولحد هذه اللحظة يتبنى من ترأسوه ستراتيجة حزبية او طائفية مناطقية ضقية او عرقية قومية ، ولم يتصرف الاتحاد على اساس ان الاديب العراقي هو ثروة ستراتيجة تستطيع تغيير وجهة نظر العالم  ازاء ما يحدث في بلادنا .
واسوأ ما يعتمل في نفوس القائمين على قيادة هذا الاتحاد هي روح التحاسد والتنابز والوعيد والانتقام ،وطبيعي جدا ان يتحول خلاف على جودة نص ادبي بين كاتبه ومناوئيه الى فصل عشائري ومطاردات مسلحة ، لم تنفرد هذه المرحلة بهذه الظاهرة ، بل ان قصصا كثيرة تستطيع ان تسمعها من مستشارك الثقافي تؤكد ما اسرده الان .
وبنفس الوتيرة تعمل وزارة الثقافة العراقية ، فكم من اديب عراقي دخل الى بوابة هذه الوزارة ولم يخرج ، بل لم يعثر على رفاته حتى الان!! ، فباي ثقافة سوف نواجه منتقدينا والشامتين بنا ، وباي عقلية وتثقيف سوف نبني بلدنا الذي اكلته الحروب والضغائن والتجهيل المبرمج ؟
لن اتحدث عن نفسي ،لانني استلمت تهديد اتحاد الادباء الاخير القاضي بتصفيتي الجسدية وانا على بعد 13 الف كيلومتر منهم ، حجتهم انني بعثي كتبت لصدام قصائد مديح ، وها انا اعلنها امامك ، من لديه وثيقة تؤكد مزاعمه فليقدمها ، اما انا فاستطيع ان افضحهم امامك واحدا واحدا باسمائهم المنشورة فوق مديحهم وبمراسيم جمهورية تمنحهم ما لا يستحقونه ، اعذرني عن سرد وقائع بهذا الشان فلي عودة لها ، وسوف اذكر لك اسماء ثقيلة في حكومتك وفي مكتبك الشخصي واجهزتك الامنية المقربة مرفقة بنصوصها المنشورة ايام ابي الليثين ، طبعا ولا استثني السيد رئيس اتحاد الادباء نفسه ، فلماذا يحاسبون الناس على فعل كان مجبرين عليه ، فللتاريخ اقول لم يكتب لصدام حسين الا نوعين من الكتاب ، النوع الاول هم الكتاب الميتون قبل عام 1968 ، والكتاب الذين هربوا خارج العراق وحافظوا على نزاهتهم ، اما الباقون فكلهم كتبوا ، وما كتبوه مؤرشف ومنشور ولا استثني منهم احدا ، وارجو ان لا يخرج علي احد النكرات فيقول لي انني لم انشر لصدام ، لانني سوف اقول له هذا اكيد لانك نكرة لا ينشر لك احد.
انني يا سيادة رئيس الوزراء اكتب لك في قضية فضيحة ،فبعد ان مات الكثير من زملائنا تحت وطاة المرض والفاقه والحسرات ، دون ان يتحرك اتحاد الادباء لنجدتهم باضعف الايمان ، ودون ان تحرك وزارة الثقافة التي كنت مؤتمنا على هروب مفتشها العام الى كردستان العراق نهاية تسعينيات القرن الماضي، جفنا لفقدان اعز زملائنا اللهم الا من باب الصدقة اوالهدية ، ابتكر هذا الاتحاد سياسة جديدة يستغفل بها اعضاءه ، واتعفف عن وصفهم بالمغفلين ، بل هم اعضاء مبدعون لا تسندهم مليشيا ولا دكان حزبي ولا قائمة بلا قائمة ، فسلموا امرهم للواحد القهار وسكتوا بانتظار لفتة منكم تضرب على ايادي هذه المليشيا الثقافية التي تؤسس لخراب عميق وبعيد التاثير ، وفي ادناه ارفق لجنابك كتابا صادرا من اتحاد ادباء فاضل ثامر وبتوقيع امينه العام موجها الى وزارة الثقافة لتكريم اسماء لا اعرف منها الا ثلاثة او اربعة ، ولكن الاسم الاخير في القائمة ” الشاعر محمد بديوي المعاضيدي” لم يستلم تكريمه الذي امرت به للادباء ، بل كان رد الورازة ان التكريم قد انتهى والاموال قد وزعت والكتاب المرفق ادناه هو خدعة ادارية فقط ، وانني اتساءل اذا كان في العراق اليوم احزاب شيعية واخرى سنية وغير ذلك من الاديان والطوائف والمذاهب ، فهل يؤشر هذا الكتاب على ظهور ثقافة شيعية واخرى سنية ، او ثقافة يسارية او يمينة ؟
ان الشاعر محمد بديوي المعاضيدي لمن لا يعرفه ، شاعر كبير من شعراء العراق الذين كتبت اصابعه الذهبيه نتاج اغلب مدراء المكاتب الثقافية والواجهات المزوقة بالادب ، بل انه قدم للعراق اجيالا من المثقفين العراقيين الشغوفين بحب بلدهم من خلال عمله استاذا للغة العربية وادارته لمدارس عدة في طول البلاد وعرضها ، فهل يكون جزاؤه ” الاستغفال ” ؟ ، كما ان هذا الشاعر الانسان زاهد بملبغ التكريم الذي هو احق به من غيره ، لولا مرضه الخطير الذي يتطلب مصاريفا لا طاقة له بها ، انه يا سيادة رئيس الوزراء يعاني من مرض السكري الذي بدأ يهدد ساقيه ، واصبحتا على حافة البتر دون ان يلتفت له احد من المشغولين بمسح الاكتاف ولعق المداسات ممن يسمون انفسهم ” ادباء ” وفي الحقيقة هم رؤوس طافحة بالتكفير والتجريم والضغينة .
ان الوضع الثقافي في العراق يتطلب منك ايها المؤتمن على اسم العراق صولة من صولاتك المعروفة لقطع دابر هذا الوباء الطائفي الذي يعشش في بعض النفوس المريضة التي تدير اتحاد ادباء العراق .
كلي امل ان تجد هذه الرسالة طريقها الى روحك بصفتك كاتبا واديبا وراعيا للثقافة واهلها . فكن ظهير من لا ظهير له ، انهم امانة في يديك .
الشاعر المشطوب من قوائم اتحاد الادباء العراقيين بقرار مليشاوي .
البروفيسور حاتم عبد الواحد
جامعة اونام – المكسيك

أحدث المقالات