في الحقيقة يليق بالمقاتل العراقي أن يكون مغروراً .. بل أن الغرور استحقاق له ..ونحن هنا لانتلمس للغرور معنى ايجابيا ، بل ان ذلك المعنى متجسدا به، فليس من مقاتل على وجه الأرض يحقق كل هذه الانتصارات في زمن قصير لا يتجاوز الستة اشهر، فهو ما أن يخرج منتصراً شامخاً من معركة، حتى يسعى لإنتصار في معركة أخرى، فصارت حياته كرنفالا من إنتصارات متتالية. المقاتل العراقي في الجيش وجهاز مكافحة الإرهاب والحشد الشعبي والشرطة الاتحادية والقوات الساندة الأخرى، أصبح أكثر بهاءً وهو يقاتل أعتى قوى الإرهاب، ويطهر أرض العراق من دنسهم شبراً شبراً.
أنه المقاتل الفذ الذي إنتصر في جرف النصر، وبيجي وديالى وصلاح الدين، والرمادي والفلوجة وحديثة والخالدية والبغدادي، والكرمة وحمام العليل وتلعفر والشرقاط، وكل الجانب الأيسر وأحيائه الستين، وعشرات الأحياء من الجانب الأيمن، ومطار الموصل ومعسكر الغزلاني وجامعة الموصل، والملعب الرياضي ومحطة الكهرباء وسجن بادوش والمجمع الحكومي ، ومناطق أخرى بدأ يحررها متى شاء، ويطرد منها جرذان داعش متى شاء، وها هو يسطر البطولات يوماً بعد يوم، ويلفت إليه أنظار العالم، بحيث أصبح الخبر الأول في الصحافة العالمية عندما بدأت عمليات تحرير الرمادي، وهو الخبر الأول عند إقتحامه الفلوجة معقل الإرهاب، وما زال متصدراً الصفحات الأولى عندما خطا نحو الموصل وحرر جانبها الأيسر، ونال إعجاب العالم عندما إنقض كالصقر على الجانب الأيمن مطارداً فلول داعش أينما وجدت، انها المعركة الكبرى التي يخوضها المقاتل العراقي ضد إرهاب داعش والقوى الظلامية التي تسانده وتدعمه وتموله، وتحاول تلك القوى أن تمد له شريان الحياة ليبقى فترة أطول .. لم يشفع كل ذلك لعناصر داعش الذين يتساقطون يومياً كأوراق صفراء، ورقاب حان قطافها لخلاص العراق من الفكر التدميري الذي يحمله التنظيم الإجرامي، وكذلك خلاص العالم الذي يقف لأول مرة موحداً لدعم العراق في معركته المصيرية..
العراق بعد داعش ..عراق خير وبهاء وتنمية، وعراق وحدة المكونات، والناس والمواطنين المطلوب منهم أن يشمروا عن سواعدهم لبناء البلاد. العراق نبع البطولات وهو الفارس الذي يتعلم من كبواته وعثراته ليواصل المضي قدماً نحو أفق طالما كان محط أنظار العراقيين، وهو بناء بلد آمن مستقر، يعيش فيه الناس في رفاهية وسعادة، بعيداً عن المآسي والهموم والأحزان التي توارثناها نتيجة جرائم النظام البائد، والتي إستكملها التنظيم الإجرامي داعش وكأنه ينفذ وصيته، “أن دمروا العراق. وأسيلوا دم العراقيين”. غرور مقاتلنا يليق به، وهو ليس كباقي الغرور، بل لانه مع أهل الحق ضد أهل الباطل، ان الباطل كان زهوقا.. لذلك فهو محفوف بعناية من الله وحفظه ولطفه وتوفيقه.