نقلت وسائل الأعلام العربية والعالمية إضافة للمحلية زيارة السيّد الحكيم الزيارة الأخير لقارة أفريقيا ابتدأها بمصر والإلتقاء بالسيسي وإستقباله إسقبال الرؤساء وهو ليس برئيس دولة، وهذا يبعث للتساؤل في أكثر من موطن، كونه والمعروف عنه يمثل تيارهُ المعروف بتيار شهيد المحراب، ورئاسته للمجلس الأعلى الإسلامي العراقي، وباقي مكونات التيار، وزعامته التحالف الوطني طيلة الفترة المنصرمة، بعد التوافق مع المكونات أن تكون رئاسة التحالف دورياً، وهذا الأمر لم يفعله من قبله أي شخصية عراقية سابقاً .
ذهاب الحكيم لدولة مصر، إذا كان لشخصهِ فهذا خطير! وإذا كان للتحالف دون باقي الشركاء في العملية السياسية، فهذا أيضاً فيه إشكال لطائفة دون الأخرى، وإذا كان لتياره فهذا خارج القوانين، ولا ننسى أن المنصب توافقي، وليس منصباً حكومياً، يتقاضى عليه راتباً من الدولة، وإذا كان لمصلحة العراق وهذا الذي بدا عليه الخبر، من خلال الإجتماعات التي نقلتها وسائل الإعلام، وطرح تفاهمات ونقل رأي الحكومة وإتجاهها صوب ترميم العملية السياسية، والبدأ بمرحلة مهمة في قادم الأيام، والراحة البادية على محيّا الرئيس السيسي تبعث للعالم رسالة واضحة، أن الحكيم أنجز مالم ينجزه غيره.
السيّد الحكيم، طرح رؤى لم تُطرح من قبل، والأفكار الشبابية التي يتمتع بها، والثقل والإرث الحكيمي الذي يحمله، وما تدرج عليه طيلة صحبته للسيد محمد باقر الحكيم أيام المعارضة، ليس بالشيء الجديد على شخصه، ويتمتع بعقلية قل نظيرها خاصة ونحن نعيش الضروف الراهنة، سيما المستقبلية منها، لكن السنين مضت وتم توقيع إتفاقيات مع دولة مصر، دون أن نلمس موقف سياسياً أزاء مانمر به، كما حدث في الزيارة الأخيرة، وإستفادت مصر أكثر مما تضررنا نحن، والتنبيه الذي طرحه الحكيم للسيسي، بقيام العراق مساعدة مصر إثر مرورها بضرف صعب مذكراً إياهم .
الأزهر وطيلة السنوات الماضية، لم يطرح أي شيء يصب في صالح العراق، كما تم طرحه أخيراً! حيث تجلت الحكمة في شخص الحكيم، بكيفية طرح معانات العراق بطريقة العلماء، وليس بالطرق البروتوكولية المعمول بها في السياقات التي تتعامل بها الدول، لان الحكيم دمج الحالتين معاً، وإستطاع إقناع علماء الأزهر، أن العدو مشترك بيننا، ولا بد من القضاء على الإرهاب الذي يهدد كيان العراقيين، وباقي دول المنطقة سيما العربية منها، مذكراً كيف تعاني الدولة المصرية من المجاميع الإرهابية، كما حصل ويحصل في سيناء وباقي المحافظات منها .
العاهل السعودي حزم حقائبه مهرولاً لمصر مباشرةً، بعد زيارة السيّد عمار الحكيم، وهذا ما لم يعمله سابقاً! بسبب عدم مشاركة الدولة المصرية، بالتحالف العربي المزعوم ضد دولة اليمن! وهذا يقودنا الى تسأولات عدة، بضمنها التوقيت، والتقارب بين وجهات نظر السياسة العراقية المصرية معاً، مع تلاقي الأفكار وإنصبابها في بودقة واحدة، وهذا يقود الى فشل المخطط، الذي تديره السعودية ومن معها، لتخريب المنطقة العربية بتمويل الإرهاب، فهل ستفي دولة مصر بتعهداتها سيما الأزهر .
الزيارة التي قام بها العاهل السعودي سلمان، هل المقصود منها تخريب ماتم طرحه من قبل الحكيم؟ ووقوف الدولة المصرية، وإعلانها تأييد العراق، بحربه ضد الإرهاب التكفيري، بعد تذكير مصر بوقوف العراق بجانبه، وإمداده بالنفط بعد خذلانه من قبل السعودية، وتنصلها من الإتفاق الذي كان قائماً آنذاك، أم هو سباق من أجل التأييد المصري لشرعنة العدوان السعودي ضد اليمن من جانب، ومحاربة العراق للارهاب من جانب آخر، سيما أن الزيارة قد أخذت صداها في العالم، والنجاح الذي تحقق من خلال التصريحات، والتحليلات التي تم طرحها بوسائل الاعلام .
لمسنا من التصريحات التي أطلقها السيّد عمار الحكيم، ومن أصغى لها عرف ما هو المغزى، والنتائج التي ستتحقق في قادم الأيام، ولم يقل فيها جملة ألأنا، بل كانت كلماته العراق ولا سواه، والزيارة الشاملة التي بداها بمصر وانتهت بالمغرب، إنما هو رسالة عراقية لكل دول المنطقة العربية، سواء الآسيوية والأفريقية منها، وبعث برسالة واضحة المعالم بأننا قد ظُلمنا من إخواننا أكثر من أعدائنا، والثمار ستأتي بقادم الأيام .