17 نوفمبر، 2024 9:30 م
Search
Close this search box.

لن تبنوا دولة حتى لو طلع المهدي

لن تبنوا دولة حتى لو طلع المهدي

للتذكير .. سقطت نينوى بيد الدواعش عندما كان يوجد فيها (ثلث) الجيش والقوات الأمنية العراقية مجتمعة ، بسبب سياسات خاطئة دخيلة مشبوهة مبنية على الأنتقام والمغالاة وتركيع المقابل .. ومع الأسف فأن المغالاة في العراق (الجديد) هي الحاكم الناهي بكل تصرفات الرعاة والرعية على حد سواء .. وكلنا شاهدنا كيف وصلت المغالاة حتى الى الرياضة ، عندما كتب أحد العراقيين في الفيسبوك مسّي رسول الله .. استغفر الله وأتوب اليه .

الآن .. وبعد عمليات التحرير ، بدأت الكثير من الأصوات تتصاعد من أجل وضع حد لبعض تشكيلات الحشد الشعبي وما تفعله من انتهاكات في تلكيف وفي الموصل وفي الدوز وفي غيرها .. ويرى المراقب المنصف أن الموضوع وكأنه تم استبدال رايات الدواعش التي اجبرت الجميع على رفعها برايات أخرى مخالفة ، لكنه نفس الأجبار على رفعها سواء شاء من شاء أم أبى من أبى .. ومع الأسف أن الكثير من القوى الشيعية تستخدم رموز المسلمين واسماء آل البيت الأطهار لا من أجل التسامح والمحبة والأخوة كما هو ديدنهم عليهم السلام .. ولكن من أجل الضغط السياسي والأيديولوجي وضمن نفس المبدأ الذي هو مبدأ التركيع .. وكأن درس الموصل كان بعيدا منذ قرون ونسيناه بسرعة لكي نعيد نفس الطاسة ونفس الحمام .

ومن المؤسف أن تشكيلات الحشد الشعبي لم تستطع أن تطلق على نفسها أي تسمية (وطنية) .. كلواء العراق مثلا .. أو لواء الفرات .. او فوج دجلة أوغيرها .. وكان التقصّد والأمعان في الضغط السياسي والمذهبي واضحا جدا من خلال تسميات تشكيلاتها التي يعرفها الجميع .. الوقت لم يفت ، وقرب تحرير نينوى .. كل نينوى .. يستوجب اعادة الحسابات بسرعة وبأخلاص وبصدق .. وإلا .. خذوها نصيحة صادقة .. ستعود الكرّة مرارا ومرارا .

قد يرى البعض أنكم أيها الطيف السياسي العراقي (نوّاب ومسؤولين تنفيذيين) تتقصدون اتباع مبدأ فرق تسد .. وهو المبدأ الذي كان وما زال أقصر طريق لتفريق قوة الخصوم الكبيرة الى قوى صغيرة متناثرة متناحرة لكي تسودوا وتستمروا لما أنتم فيه بعد أن كشف الجميع زيفكم واصراركم على تهديم اركان دولة المؤسسات والأصرار على عدم اعادة بنائها وابقاء العراق تحت مناخ سياسي يبيح السرقة والفساد والمحسوبية والتخندق المذهبي والعشائري والقومي ، والأرتماء في احضان الأجنبي .. ويقول لكم هذا البعض وبصدق انكم لن تستطيعوا ان تبنوا دولة حتى لوطلع المهدي المنتظر .. فبناء الدولة يعني زوالكم أنتم وعائلاتكم وملياراتكم التي سرقتوها من هذا البلد الغني الفقير ، وهو أقصر طريق للجحيم الذي ينتظركم .. فهل ستستمرون في اتباع طريقكم الوحيد المؤدي الى الجحيم ؟؟ .. أم أنه مازال فيكم من أولي لب لكي ينصحكم ويصحح سياساتكم ويضع دروس التاريخ القريبة المحزنة أمام أنظاركم ليل نهار ، لكي تكونوا عراقيين لمرة واحدة في حياتكم .

أحدث المقالات