17 نوفمبر، 2024 10:27 م
Search
Close this search box.

ابن الأعظمية غرق لينقذ ابن الكاظمية!

ابن الأعظمية غرق لينقذ ابن الكاظمية!

قالوا ألا تكتب شيئا عن شهيد الاعظمية عثمان العبيدي الذي كتب قصة الإيثار الرائعة على جسر الائمة يوم انهياره قبل 13 عاما ليبتلع بعضا من أبناء الكاظمية الذين كانوا يعبرون الجسر لاحياء ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم عليه السلام لينهار الجسر بعد شائعة وجود انتحاري بينهم؟!
قلت.. لقد كتب الكثير عن البطل عثمان العبيدي، ثم ماذا اكتب عنه اذا كان استاذنا الكبير ومعلمنا الشهير حسن العلوي قد اهدى احد كتبه للشهيد عثمان العبيدي مرفقا بكلماته الرائعة هذه (إلى ابن اعظمية النعمان بن ثابت إمام الساحل الشرقي عثمان بن علي العبيدي.. الى رجل انقذ سبعة ارواح من الموت غرقاً من بين الحشود التي سقطت في النهر على طريقها لأمام الساحل الغربي عند الثامنة تعانقت الروحان وهبط الجسدان تحت مياه الجسر المشترك)!!
فماذا أكتب؟ واية كلمات يمكنها ان تمنح ولو جزءا بسيطا من بطولة وشهامة عثمان العبيدي ؟
قالوا… ربما لم يسمع البعض بهذه البطولة الفذة لابن الاعظمية، ثم الم يقولوا انه في الاعادة افادة؟
قلت… حسنا عثمان العبيدي ابن التسعة عشر عاما، كان جالسا بجانب والدته في بيت صغير منزو في احد شوارع الاعظمية حينما سمع الصراخ والعويل قادما من جسر الائمة، ترك “حضن” امه لينادي على أصدقائه الماهرين في السباحة، حينما وصل جسر الائمة رأى عشرات الضحايا من نساء وأطفال سقطوا من جسر الائمة المنهار، كانت أصوات أبناء الكاظمية تناديه هو ابن الاعظمية، فهل يتخلى عن تلبية النداء، ما هي الا لحظات حتى وجد نفسه ابن الاعظمية وسط أمواج نهر دجلة التي تريد “ابتلاع” أبناء الكاظمية، رمى بنفسه وسط أمواج دجلة الهائجة، انقذ طفلا.. اوصله الى حافة النهر، انقذ الثاني فالثالث فالسابع، لم يكن ابن الاعظمية يرتاح بعد كل انقاذ ضحية، نصحه اصدقاؤه بان يرتاح قليلا بعد إنقاذه لسبعة ضحايا، لكن هيهات له الراحة وهو يسمع استغاثات أبناء الكاظمية، هل يرتاح ولو لبضع لحظات وامامه هذا المنظر المرعب لنهر يبتلع أهالي الكاظمية الواحد تلو الآخر، رمى جسده الهزيل للمرة الثامنة وسط أمواج النهر، ولم يكن يعرف انها الرمية الأخيرة له، فهذه المرة كان قد قرر انقاذ امرأة سمع استغاثتها من بعيد، المرأة لم تصدق ان أحدا جاء لينقذها، تعلقت ابنة الكاظمية برقبة ابن الاعظمية، حاول ان يتخلص من قبضة المرأة حول رقبته التي عرقلت حركته ومنعته من السباحة وهو المنهك والخائر القوى بعد إنقاذه لسبعة أرواح، بصوت ضعيف جدا أراد ان يقول للمرأة اتركي رقبتي لأتمكن من السباحة وايصالك الى حافة النهر الا ان تشبث المرأة بالحياة وأصوات الاستغاثات وصراخ الضحايا حالت دون ذلك، حينها تأسف عثمان العبيدي ابن الاعظمية لان قواه خانته ولم يستطع اكمال مهمته لإنقاذ هذه المرأة، لتبتلعهما أمواج النهر سوية.
هذه هي حكاية عثمان العبيدي وتباً لمن يقول ان هناك فرقا بين ابن تكريت مع ابن الناصرية اللذين عاشا لسنين طويلة متحابين متعاونين متآزرين الى ان جاء من يحاول زرع الفتنة والطائفية بين أبناء العراق الواحد، لكن بوعي العراقيين اجمع سيبقى الكواظمة أحبة وأعزاء مع المعاظمة، قولوا إن شاء الله.
نقلا عن المشرق

أحدث المقالات