18 ديسمبر، 2024 9:15 م

دبلوماسيتنا.. وتعبيد الطريق الذي فتحه الحكيم

دبلوماسيتنا.. وتعبيد الطريق الذي فتحه الحكيم

وصف السيد عمار الحكيم, بأنه شاب تسلم المسؤولية, بحكم كون عمه ووالدة الراحلين, هما من أسس المجلس الأعلى الإسلامي, ولأهمية ورمزية أسم الحكيم, في العمل السياسي الإسلامي, وثقلهم المرجعي, وتاريخهم النضالي.. صار طبيعيا أن تنتقل إليه الزعامة, رغم وجود زعامات تاريخيه في المجلس, لها سابقة في النضال والجهاد, والعمل ضمن تنظيماته.

رغم أن ظاهر الوصف السابق, يوحي بأنه تسلم المسؤولية, وكأن الموضوع أرث عائلي بحت, رغم أن هذا مؤثر لأهمية ودور عائلته, في الأوساط الشيعية.. لكن مواقف الرجل اللاحقة, ووسطيته ومقبوليته العالية, محليا وإقليميا, وما حققه من تغيرات, رافقت توليه رئاسة التحالف الوطني وأهميته في تسيير العملية السياسية.. أوضح قدرة هذا “الشاب” وإمكانية سطوع نجمه, كزعيم مستقبلي, سيكون له أثر بالغ, في الحياة السياسية في العراق.

منذ أن وعينا, فهمنا أن مصر دولة كبيرة, ولها القدح المعلى في الشأن العربي.. وهي صاحبة الثقل الأكبر في مواقفهم, وتملك الدبلوماسية الأنجح والأنشط, حتى وقعت معاهدة السلام مع إسرائيل, وما رافقها من مقاطعة لها.. عندها بدأت دول “البترودولار” الخليجية, بزعامة السعودية, تحاول أن تأخذ دور مصر, في الريادة العربية, مستفيدة من قدراتها المالية الضخمة, في شراء الذمم, وتغيير المواقف وتبديلها.

رغم تلك الأموال, لم تمتلك هذه الدول, مقومات الريادة, ولم تستطع أخذ دور مصر, لكنها نجحت في مزاحمتها, خصوصا مع الظروف الإقتصادية الصعبة, التي مرت بها, ونجحت في أن تكون محورا ثانيا, في المنطقة العربية, قبالة محور المقاومة, الذي كانت تتصدره مصر سابقا.

كانت زيارة الحكيم ,لمصر وبعدها تونس, حركة سياسية ذكية, فرغم أهمية الإنفتاح على المحيط الإقليمي, لتغيير المواقف السلبية, من النظام السياسي الجديد في العراق, إلا أنها أيضا, أعطت دعما لمصر, في إشارة لرمزية وأهمية, إستعادة الدور الريادي, المصري في المحور العربي, قبالة المحور الأخر.

هي رسالة للمحور الأخر, الذي كان سلبيا جدا, في مواقفه وتعامله مع العراق, ودعم الجماعات الإرهابية, ولو بشكل غير رسمي أو مباشر.. أن العراق يمكن أن يستغني عنهم, ويمكن أن يكون لاعبا مؤثرا في حسم, قوة محور تجاه اخر.

ظرف العراق الحالي ومعركته الكبرى, لن يتيح له أن يكون زعيما للعرب.. لكن لن يمنعه من دعم محور ضد اخر, في تحديد من سيكون هو الزعيم, وتجيير ذلك لمصلحته.

هنا يأتي دور الدبلوماسية الذكية, في تعبيد الطريق الذي فتحته زيارة الحكيم.. فأين هي دبلوماسيتنا؟!

هل وعت أهمية هذه الفرصة؟