زار، إستقبل، تبنى، صرح، إجتمع، وضح، قدم، كلها أفعال، نرى فاعلها السيد عمار الحكيم أعزه الله، وهي افعال ليست بجديدة على القائد الفاعل، وغير مستغربة أبداً، إنما مانستغربه هو خلو الساحة السياسية من قائد فاعل بثقل الحكيم!.
فهل هيه حالة صحية؟ ام هي إنذار وناقوس خطر كبير، على المستقبل السياسي العراقي؟. تُرى هل قادة الأحزاب والتيارات السياسية، يمارسون سياسية تقشفية، وضغطا للنفقات، قبيل دخولهم الصراع الإنتخابي القادم؟. لنشهد قبلها، ثورة عارمة من الدعايات الإنتخابية التسويقية، فنجد الجميع، يستقبلون ويزورون ويصرحون ويوضحون ويقدمون!. حتى تضيق علينا الدنيا بما رحبت، فنجد الجميع يتصدر اخبار القنوات الفضائية وإعلاناتها، وتمتلئ الشوارع بالصور واللافتات.
وهل بعد مانراه ونلتمسه ونشاهده، نحن بحاجة لنسأل, لماذا يمر العراق بهذه الضروف الصعبة؟ وهل يراودنا شك بالسبب وراء هذا المخاض العسير, الذي طال علينا أمده؟. لاشك إن تخبط بعض الأحزاب بين السياسات الشرعية، والسياسات الوضعية، وحسب مايتناسب ويتوافق مع مصالحها، سبب حالة من الفوضى والإرباك، كانت أحد أهم المصادر في المشاكل المعقدة، التي يعاني منها العراق.
بعضها يُوصف بالعلمانية، وتفتخر بمباركة المرجعية لها! والبعض توصف بأنها إسلامية، وتفتخر بأنها تناصر العلمانية والإنفتاح، وتستخدم ورقة المرجعية أيضاً. والحقيقة إن المرجعية منهم براء، فلا العلمانية عملت وقدمت على إنها علمانية، تفتخر بالكفاءة والنزاهة، فتقدم شيء لوطنها، ولا الإسلامية عملت وقدمت على إنها إسلامية، تفتخر بالعدل والنزاهة، فتقدم شيء لوطنها.
والمشترك الوحيد بين تلك الأحزاب, هو إدراكها لثقل المرجعية, في الشارع العراقي, بالتالي هي شعارات يرفعها سياسيو الصدفة، والمتسلقين على الشعارات الرنانة الكاذبة، التي لاتمت للواقع بأي صلة, والضحية هو الشعب العراقي, والغريب إن الحكيم إبن المرجعية, لا يتطرق لتلك المواضيع, ويأبى أن يُقحم المرجعية في تلك الصراعات!.
والفترة السابقة والقليل من الفترة القادمة، هو المحك الحقيقي لمدى فعاليات تلك القيادات، حيث لا مكتسبات إنتخابية، ولا مصالح ضرورية، فترى الساحة تخلو للحكيم، يبني تحالفات، يصدر مشاريع، يخط سياسات، يحسم مواقف، يجلس في
البرلمان كالسيف في خاصرة المفسدين, ليخرج بقانون يحفظ حقوق التضحيات، وما لهم من إستحقاقات, لم تُدرج على جداول أعمال المعالي أو الفخامة.
وماهي إلا أشهر قليلة، حتى تشهد الساحة تزاحم منقطع النظير، والذي يسن الضرائب ويشكو من ضعف الميزانية، والتي هي فعلاً ضعيفة ومتهالكة، سيطلق التعينات، ولانستبعد توزيع سندات الأراضي الوهمية، كما هو حال ضرورتهم المُلهم والذي علمهم السحر، والذي إعتزل الساحة خوفاً على حياته المهددة، سيخرج علينا, قائداً للإصلاح في الساحات والقاعات المغلقة.
والى كل سائل يسئل، ألا يوجد غير الحكيم؟ نرجوا منه الإنتظار حتى قبل الإستحقاق الإنتخابي القادم بشهور قليلة، فهو على موعد مع عشرات القادة والمصلحين، مثال النزاهة والشرف والمدافعة عن حقوق المظلومين، إضافة لكونهم لايمتلكون بيت في منطقة الجادرية، تلك الجريمة النكراء والسُبة الكبيرة, التي تُدينها كل الشرائع والأديان السماوية.