يبهجني تسليم شؤون البلد للوطنيين المخلصين.. القح.. لا عمالة لإيران والسعودية وقطر وتركيا.. العمالة للوطن.. العراق.. وهي شرف لنا جميعا
· بعد 2003 تحقق للعراقيين مكسب إنتقاد الحكومة وتأشير ملاحظاته على أقطابها.. من دون أن يمسه سوء
أتفاءل بمجيء المرحلة التي ستحمل تطلعاتنا إلينا.. تلك التفاؤلات التي وئدت تحت طبقات من فساد وإرهاب.. مرحلة تعيد إذكاء تألق الشمعة التي إنطفأت وتبعث لألاء النجوم الآفلة، تقربنا من ذواتنا المسروقة بعداً عنا.. ذواتنا التي تناهشتها مخالب لم ترتوِ لديها شهوة المال، منذ 9 نيسان 2003 ولحد هذه اللحظة، حتى يأس الشعب من فجوة يتسرب عبرها ضوء يوقظ ضميراً بين أفئدة وعقول تحجرت عن شؤون الوطن، ولا تلين عريكتها إلا للمال والجاه والسلطة وإستذآب المخالب والأنياب الوالغة بالدم، مثل خطم أسد تشبع برائحة الموت، فلم يعد يكتفِ… لكنني متفائل بعودة الحياة الى العراق؛ كي تتفتت عقدة الفساد، التي باتت وباءً كلما تبوء نزيه منصباً لوثته، بل لا يرتقي ذي حظوة موقعه إلا بإثبات إستعداده للتواطئ مع فساد السابقين لحاقاً بهم “أنتم السابقون ونحن اللاحقون”.. فالخيانة تميت الوطنية، والفساد ثغرة تنسكب منها ثروات العراق في هباء الأرصدة الشخصية لأفراد، وشعب أغنى بقعة في العالم، يتضور فقراً وحرماناً من الخدمات وشحة بالظروف التقليدية لأبسط مقومات العيش الحضاري.
متفائل؛ لأن الفساد بلغ قمته.. حداً لا يطاق.. والمكوث على قمة جبل الفساد، تعني الإختناق بإنعدام أوكسجين الأمل؛ الذي يتطلب سرعة النزول الى السفح المقابل؛ نجاءً! فكلما إشتدت المصيبة؛ إنفرجت.
· الباجه جي
تفاءلت بالآتي، منذ 2005، عند لقائي أنا وشقيقي فاروق حداد، بالباجه جي، وكانت بنت أخيه السيدة الفاضلة إبتسام الباجه جي شاهداً على ما دار من حوار، إستهله بالقول:
– أنا متفائل.. ثمة إحباطات لكن فسحة الأمل أوسع.
قلت يومها:
– أنا متفائل أيضا
دارجا جردا من مصطلحات ملء قائمة المخيلة، التي أظن المجالسين لي ثلاثتهم.. الباجه جي وإبنة أخيه وشقيقي، إعتبروها طرفة؛ لأننا “نقدر فتضحك الأقدار” خاصة عندما إنهار البلد.. فساداً وإرهاباً.
لكن… تجدد تفاؤلي بظهور حد رياضي متغير، يقلب المعادلة العصية على البرهان؛ فهوادج الخير قافلة تسير نحو العراق ثانية،…
· خارج المتن
شقيقي فؤاد حداد، من أفراد البيشمركة، قاتل في السبعينيات، مع الملا مصطفى البرزاني، في كردستان، ولجأ الى أوربا في ما بعد؛ ليموت في هولندا العام 2013.
· عوداً للمتن
سردت على مسامع الباجه جي، تفاصيل التحقيق القضائي الذي أجريته مع الطاغية المقبور صدام حسين، لأنني حينها كنت نائب رئيس المحكمة الجنائية العليا، متفائلا بأن العراق سائر الى أن يكون إنموذجا شبيهاً بتجربتي سنغافورة وكوريا الجنوبية، إقتصادياً، بعد الحرب العالمية الثانية.
متفائل لأنني مطمئن بإن الله يشمل العراق بعنايته، وهو وحده القادر على إنتشاله من جب الإرهاب التي ألقاه أخوته فيها، مثلما فعل إخوة يوسف.
و… لا بأس بمقايضة 14 عاماً من الفساد وغياب الخدمات والإرهاب المفتعل؛ تصفية لخلافات الساسة، التي يسقطونها على الشعب، بـ “النفط مقابل النزاهة والسلام والخدمات” نسجاً على نول “النفط مقابل الغذاء والدواء” الذي أقرته الأمم المتحدة، في العام 1995؛ فتنفست جثة الشعب العراقي المحتضر حينها، ودب في أوصاله نسغ الحياة.
* جيثوم
للتفاؤل موجبات، يبنى عليها منطقياً، كي يتشكل واقع ميداني مشهود، تنفذ فيه النظريات، وإلا فهي محض خيال وسفسطة وأضغاث أحلام.. بل جيثومُ كابوسٍ يطبق على أنفاس الكرى يرديه موتاً؛ لذا أتفاءل بإحالة المفسدين الى قضاء عادل، يقتص منهم، بجرأة يتساوى فيها “الأمير والغفير” فالحق يعلو ولا يعلا عليه، يقدمون بين يدي قضاء كالذي حاكم أركان النظام السابق، ويلقى كل مفسد أو قاتل، جزاءه العادل، الذي يرضي الله وضمير الوطن ويعيد للشعب حقه المهضوم سفحا غامطاً.
يبهجني تسليم شؤون البلد للوطنيين المخلصين.. الأقحاح، لا عمالة لإيران أو السعودية وقطر وتركيا.. العمالة للوطن.. العراق، وهي شرف لنا جميعا، مثلما تورط الإعلامي صلاح المختار، خلال حلقة من برنامج “الرأي الآخر” من قناة الجزيرة، بالقول لمفكر كويتي:
– أنت عميل كويتي
فشكره:
– علقت أشرف وسام على صدري.
يجب أن نكون كلنا عملاء للعراق؛ يومها قال الكويتي للمختار:
– أنا أستطيع إبداء رأيي بالحكومة الكويتية، والعودة مطمئن إليها، من دون أن أحاسب، بل سيدعونني بإحترام؛ لمعالجة الأخطاء التي شخصتها، وتقديم العرفان لي نظيرها، في حين أنت إذا مسست حكومة صدام حسين، لن تنجو.. لا أنت ولا عائلتك ولا أقربائك من الدرجة العاشرة.
وهذا مكسب تحقق للعراقيين بعد 2003؛ نستطيع إنتقاد الحكومة، وتأشير ملاحظاتنا على أقطابها، من دون أن يمسنا سوء؛ فالعراق الآن يخلو من أي سجين رأي على الإطلاق، وهذا ما حصل معي شخصياً، إذ إصطدمت بخطط عمل نائب رئيس الجمهورية نوري المالكي، عندما كان رئيسا للوزراء، موجها إنتقادات لاذعة لإجراءاته، لكنني ما زلت أجالسه وأتواصل معه يومياً بالمهاتفة والمراسلة واللقاءات المباشرة.. شخصياً.
يوم قارن المفكر الكويتي، حرية المواطن في دولته الشقيقة، طفق الحلم في جوانحنا، ذروة التساؤل:
– هل سنبلغ هذه اليوتوبيا؟
وأعيده:
– هل بلغناها؟
مجيبا:
– سنبلغها، إذا وجدنا المعادل الأخلاقي للقانون، ننشر اللياقة الإجتماعية شعبياً، لموازنة الدستور رسمياً.. تعادل وتوازن، يعنيان التناغم التكافلي.. تعاشقاً، بفضل الله.