كثير من المتطلعين للاحداث المتسارعة، التي تحدث بين الحين والآخر، يصدقون كل مايقال أو يطرح على الساحة السياسية، والمُراد جَسّ نبض الشارع العَربي، الذي بدا ساكناً لا يُحَرك الا نفسه! ويُسارع الخطى ليرى النتيجة، عمّا سمعه سلفاً، كما يحدث اليوم في كل من العراق وسوريا واليمن، وكأن هذه الاحداث تم التخطيط لها مسبقاً، وما وجود الشخوص التي تُدير دفّة الحكم، سوى أدوات تطبق نظريات، وضعها دهاقنة السياسة الأمريكية والصهيونية العالمية، لإستعباد الشعوب ونهب ثرواتها، من خلال إيجاد حروب يلتهون بها، ليقتل بعضهم بعضا! كما يدور اليوم في عالمنا الحربي .
بعد إنتهاء الحرب الباردة، التي دامت فترة طويلة، إنتهت بتفكيك الإتحاد السوفياتي، والشرخ الذي طال يوغسلافيا، وإنتهت كما حصل مع السوفيات، راق الأمر لأمريكا وبريطانيا، الذيل الذي لا ينفك ويصوت على أيّ قرار أمريكي مهما كانت النتائج! كما حصل في العدوان الثلاثيني أبان دخول صدام الكويت، مع الصمت العربي المطبق لقاء أثمان دُفِعَتْ من مردودات النفط الخليجي المتدفق، الذي لا ينفك في إستدامة الإرهاب الدولي، وما يجري اليوم هو إمتداد لتلك الحروب، التي صنعتها أمريكا للوطن العربي المتفكك، صاحب الآراء المختلفة! وكما ينعتهم المثقفين بمقولة “اتفق العرب على ألاّ يتفقوا” .
يوما بعد يوم تتسارع الأحداث، فالسعودية لا ترضي بتخفيض نسبة تصدير النفط خوفا من صعود الأسعار وزعل أسيادهم “أمريكا ” وباقي الدول الإستعمارية، والإمارات بعد التطور والعمران بدأت سياستها تتراجع! بعد تدخلها باليمن إثر مشاركتها مع السعودية، بحرب المسماة بعاصفة الحزم، واليمن تأن وشعبها من قصف الطائرات اليومي، ولم تدع مكان يقطنه المدنيين مالم تقصفه بأنواع القنابل، بل ذهبت لاكثر من ذلك، فقصفت المدارس، والمستشفيات، ودور العجزة، وباقي المرافق الحياتية! مع الصمت الأممي الذي تم شراءه بمبالغ كبيرة جداً.
السياسة الخبيثة التي تصنعها أمريكا، من خلال صناعة أعداء لنا داخل مجتمعاتنا العربية، لتأتي مسرعة وتحاربهُ بداعي المساعدة، لكنها أغلقت عيونها في العراق، عندما دخلت المجاميع الإرهابية للموصل، وإستقرت وأسست دولة ما يسمي بالدولة الإسلامية في العراق والشام، وهي إشارة أن سوريا مشمولة بتلك الدولة المزعومة، وبقيت صامتة لا تحرك ساكناً طيلة تلك الفترة، ولكن بعد الإنتفاضة العراقية والسورية معاً، وما أن بدات الإنتصارات تتوالى، بدأ التحرك الأمريكي في المنطقة، لإيهام العالم بأن أمريكا ضد الإرهاب والتطرف، ودخول الجيوش الأمريكية في كلتا الدولتين لمحاربتهم !.
تدفق السلاح والعتاد والمؤن أصبح اليوم علنياً، بعد مشاهدتهِ ورصدهِ وتصويرهِ من قبل القوات العراقية الماسكة للأرض، وهم ولا كأنهم! فمن غير الممكن أن تمتلك تلك المجاميع الإرهابية لطائرات أمريكية، مع التحذير الأمريكي للطائرات العراقية بعدم الدخول على تلك المسارات المحددة لطيران التحالف المزعوم، فمن غير الممكن أن تحلق طائرات مجهولة الهوية، وتدخل تلك الخطوط، وأمريكا المسيطرة على الأجواء،ومن هذا الذي يدخل لتلك المسارات؟ ويرسل وسائل الدعم للإرهابيين بواسطة المظلات! وصل حد نزول الطائرات المروحية على الأرض، وإستبدال أشخاص بمكان أُؤلئك الإرهابيين ونقلهم من مكان لآخر .
الخليج وبالأخص السعودية، هي التي تدفع أثمان تلك الأسلحة والاعتدة وباقي المكملات اللوجستية! التي يقاتل بها الإرهابيين، إضافة للسيارات الحديثة والسريعة التنقل، ناهيك عن تزويد الإرهابيين بالطائرات المسيرة، وكشف المواقع العراقية إضافة للمعلومات، وإلا كيف لهم معرفة عديد القوات الماسكة للأرض، ومن هي النقطة الأضعف في القاطع ليتم الهجوم عليها؟ وهم مجرد مرتزقة! وإن كانوا يملكون الخبرة القتالية، لان الأدوات التي يستعملونها هي بالأصل إمكانيات دولة ذات سيادة، وتمتلك تلك الأدوات الحديثة التي لا تمتلكها سوى الدول الخمس صاحبة العضوية الدائمة وتمتلك حق النقض “الفيتو” .
إستدامة الإرهاب في المنطقة العربية، يعني تدفق السلاح وتصريفهُ من المستودعات الأمريكية، يدر الأرباح الكبيرة، لانها تبيعه ليس كما يظنه البعض، بل يتم قبض الأثمان مع التوصيل ،وبهذا تبقى المنطقة منشغلة، ليتم تمرير قرارات تصب في صالح الأعداء، والتخلص من كل ما صنعته المصانع الامريكية سابقاً كونها تمتلك أسلحة جديدة، وعليه يجب التخلص من تلك الأسلحة بكل الوسائل والممكنات، ويكون الربح من جانبين! فمن هنا يتم الصريف، ومن جانب آخر إشغال المنطقة بحروب داخلية، بين أطياف الشعب الواحد، ومساعدة بعض المرتزقة! ولو يعرف العالم كم تستورد السعودية من سلاح وكم هي الاثمان التي دُفِعَتْ لشاب الرأس .