23 ديسمبر، 2024 7:15 م

سنقتل الحسين بن علي بن ابي طالب ان عاد اليوم

سنقتل الحسين بن علي بن ابي طالب ان عاد اليوم

ظهيرة العاشر من المحرم الحرام في عام 61 للهجرة النبوية الشريفة احاطت كراديس جيش خلافة بني أمية للدولة الإسلامية بابن رسول الله الحسين بن علي بن ابي طالب مع اهل بيته واصحابه، لنتوقف قليلاً هنا وبمنظر احاطت المقاتلين وطبول الحرب القارعة بمجموعة من الرجال والنساء والأطفال ونسطح قطعة من القماش الأبيض على طاولة ونقف عندها وبين اناملنا قطعة صغيرة من الفحم ونحلل المجتمع الاسلامي العربي بحقبة خلافة بنو أمية ونخط بعض الاسئلة على بياض القماش.
اولى الاسئلة هل كان في المجتمع انذاك من حفظة القران؟، ستكون الاجابة الكثير الكثير، وكيف كانت المساجد في الولايات الاسلامية العربية في اوقات اقامة الصلاة؟، المساجد كانت عامرة بالمصلين المتدافعين لاقامة الصلاة خلف امام المسجد؟، ما وصف العادات والقيم السائدة بين طبقات المجتمع؟، سنجد في بطون الكتب انه مجتمع الكرم والشهامة والاخلاص واحترام الكبير والعطف على الصغير.
كل هذه الاجوبة وغيرها لن تجد لها تطبيق على ارض الواقع انذاك بين افراد المجتمع العربي الاسلامي وانما فقط تلقلق بها السنة العامة من الناس والطبقة الحاكمة ورعيانها، هنا عزيزي القارئ لنعود لمشهد الاحاطة وانقضاض تلك الوحوش المحيطة بالحسين عليه السلام وتقتله وتسحق صدره على رمضاء كربلاء، لننشر بعدها بالف سنة السواد ونلطم الصدر ونشق الهامات حزناً على مصاب رسول الله بقتل ولده في كربلاء، انا كمسلم عربي محب لرسول الله واهل بيته انشر السواد في المحرم والصفر والطم الصدر واشق الهامة حزناً على الحسين عليه السلام ومواساة لنبي الرحمة لكن هل هذه هي الحقيقة التي قتل من اجلها الحسين عليه السلام، بمنظوري القاصر عن الفهم والادراك لملحمة الاسلام على كثبان كربلاء ارى ان سيد الشهداء خرج بثورته الاصلاحية ليحيي الانسان من غفلة العبودية اللاهثة خلف المال و الجاه والتفوق على الاخر بشتى الطرق والاساليب غير الشريفة، خرج ابا علي عليه السلام لكي يحترم الانسان وتصان كرامته كان كبير العمر او صغير ونترك لقلقة اللسان ونعمل على تطبيقها من خلال تصرفاتنا وسلوكياتنا مع الفرد والمجتمع في وقت السلم والحرب والرخاء والضيق لنعمل على صناعة الانسان بمنظومته الانسانية والقيمية والاخلاقية لنقول بعبارة اوضح اننا ان استطعنا احياء الانسانية التي خلقها الله بانفسنا والمجتمع سيحيى الحسين عليه السلام باهدافه ومبادئة وقيمه الاخلاقية الاصلاحية الاسلامية التي تتبع وتعتمد الاسلام المحمدي الاصيل، وناتي بعدها لنحاسب الناس على اعمالهم وتصرفاتهم وسلوكهم المجتمعي، وان عاد الحسين اليوم لقتلناه بتخاذلنا او بسيوفنا او بهرولتنا خلف المال والجاه والسلطة وبعدم احترامنا للانسان وكرامته كان حاضر او خائب، ياعزيزي تحيى الامم بمنجزاتها ورجالها وقيمها وعاداتها واخلاقها لا تنهض او تحيى بتسليط السياط اللاذعة لالسن الوعاظ او الناقدين فالاصلاح ياتي من النفس لا من خارجها، إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.