18 نوفمبر، 2024 1:36 ص
Search
Close this search box.

مقامات الحريريّ دراسة لغويّة

مقامات الحريريّ دراسة لغويّة

 تُعدّ مقامات علي بن محمّد بن عثمان الحريريّ البصريّ من أعظم الكُتّاب الذين دونّوا السردّ القصصيّ بلون نثري جديد في الأدب العربيّ الذي تتقمصه شخصيّة أبي زيد السروجي في أساليب الاكتساب والحِيلة التي تمتلكها هذه الشخصية الطريفة تعبيراً رشيقاً بديعاً في كتاب مقامات الحريريّ البديعة.
  وقد خصص عبدالحسين خضر كتابه الصادر مؤخراً عن دار الشؤون الثقافيّة العامة في وزارة الثقافة العراقيّة في بغداد للحديث عن” مقامات الحريريّ دراسة لغويّة” الذي عقده من خمسة فصول موزعة على مباحث لكلّ واحد منها. وإثر التمهيد وحياة الحريري وثقافته وعصره تناول المؤلف للبُعد الدلالي للمقامة، وللغة المقامات، أعقبه بالمنحى التعليميّ لأدب المقامات.
   وعرض المؤلف في الفصل الأول للمستوى الصوتيّ، وفيه أربعة مباحث الأول حول: المستوى الصوتي، الأتباع والمزاوجة، والثاني الأتباع والمزاوجة، والثالث تخفيف الهمز، والرابع اللهجات” اللغات”.
   ثم ” المستوى الصرفيّ” عنوان الفصل الثاني من الكتاب، تضمن خمسة مباحث هي:” النسب أولاً، التصغير ثانياً، النَحْتُ ثالثاً، شواذ لغويّة ومُخالفات رابعاً، والنوادر خامساً، بينما عقد خضر الفصل الثالث من كتابه للحديث عن” المستوى التركيبيّ” تناول فيه لأربعة موضوعات تتمثل في: التقديم والتأخير، مُحاكاة أساليب الأمثال، الحذف إعادة المحذوف للسجع، وأخيراً التعدي واللزوم.
    أما عنوان الفصل الرابع من كتاب” مقامات الحريريّ دراسة لغويّة” فهو” المستوى الدلاليّ” الذي عقده المؤلف لبيان مفهوم الدلالة، ثم بأربعة مباحث فيه عن: الترادف، المُشترك اللفظيّ، التجوّز الدلاليّ، والتعريب.
   ثم ألحق فصول كتابه بمُلحقين الأول” لأسماء المقامات غير العربيّة وهي في الغالب أسماء مُدن ومواضع جاءت بصيغة النسب”، والملحق الثانيّ” لبعض المُفردات المُعربّة والدخيلة التي وردت في مقامات الحريريّ”.
    وختام فصول كتاب عبدالحسين خضر هو ” الخامس” الذي جاء عنوانه” الأساليب العامة” الذي تحدث فيه من أنّ المقامات ما هي إلاّ صور اجتماعيّة مُلتقطة من بيئات مُختلفة. وكان ذلك الالتقاط بأمانة مُتناهيّة ومن غير شكٍّ أنّ لكلّ صورة من هذه الصور ما يجَسمها من المُفردات والأساليب، حتّى أنّ الحريريّ قد لجأ إلى بعض الاستعمالات العاميّة الدارجة المنقولة من أقوال العامة وربما كان المسوغ لاستعمالها هو التظارف وإثارة المُتعة وبثّ رُوح المفاكهة لدى السامع أو المُتلقي.

 

أحدث المقالات