29 سبتمبر، 2024 7:28 ص
Search
Close this search box.

لا يوجد جندي فاشل بل يوجد قائد فاشل

لا يوجد جندي فاشل بل يوجد قائد فاشل

هذه ألمقولة لنابليون ؛ من يتذكر مقالات ألصحفي ألمصري ألراحل محمود ألسعدني في سبعينيات ألقرن ألماضي حول وضع ألأمة ألعربية بعد أتفاقيات كامب ديفيد سيئة ألصيت وقد أستخدم فيها مصطلحات هزلية مثل { سياسة ألأنبطاح} بدلا من سياسية ألأنفتاح ألتي أنتهجها ألسادات ؛وذلك بفتح أبواب مصر على مصراعيها للشركات ألأحتكارية لنهب ثروات ألشعب ألمصري وأصبحت مصر مقرا للمخابرات ألمركزية ألأمريكية وألموساد ألأسرائيلي؛ وألتي أدت ألى ثورة ألجياع في حينها.
من ينظر ألى ألمشهد ألعراقي ألسياسي ألحالي يجد أن مصطلحات جديدة يمكن أستخدامها لوصف هذا ألمشهد؛ مثل ألتهميش ألتي تستخدمه بعض ألكتل ألسياسية ؛ للطعن بحكومة ألمالكي ومن يتحالف معها ؛وبأنها تمثل مكونا واحدا من مكونات ألشعب ألعراقي وتهمش دور بقية ألمكونات ألأخرى في صنع ألقرار ؛ وهي في ألحقيقة يمكن أن يطلق عليها مصطلح { ألتشويش} ؛ لأنها تصب في خلط ألأوراق
وألتشويش على ألوضع ألسياسي ألمعقد أصلا وهدفها تحقيق أهداف سياسية أكثر من خدمة هذ ألمكون أوذاك.
أما ظاهرة أسلمة ألشارع ألتي تستخدمها مكونات أخرى لخلط ألأوراق في ألساحة ألعراقية واستخدام ألطقوس ألدينية لتحقيق أهداف سياسية ؛ هدفها ألأساسي تسيس ألدولة أسلاميا !!وسحب ألبساط من تحت أقدام ألمناوئين لها في ألعملية ألسياسية .أن أستنزاف ألميزانية بصرف ألأموال ألكثيرة لتشجيع ودعم هذه ألطقوس هدفها سياسي أكثر منه ديني ؛وهو تخدير لعقول ألبسطاء من ألناس ؛أكثر منه لخدمة أهداف نبيلة ؛ وقد أستخدمها ألمقبور صدام بحملته ألأيمانية؟!!كما
أستخدمها ألسادات وأضاف ألى ألقابه ألعديدة { ألرئيس ألمؤمن} وهذا ماتستخدمه عائلة آل سعود باستغلال ألحرمين ألشريفين في أستمرار حكمها ألمتخلف وأضافة لقب { خادم ألحرميين ألشريفين } الى ألقابهم ألعديدة.
لأحد يستطيع أن يحدد ماهي ألأهداف وألبرامج ألسياسية وألأقتصادية وألأجتماعية
للأطراف ألسياسية ألتي تحكم ألعراق بكافة أطيافها !!. ألسياسية ألوحيدة ألتي يتقنها ألسياسيون من مختلف ألمكونات هو أللعب على حبل ألطائفية وألقومية وألعشائرية وألأستقواء بالأجنبي للبقاء في ألسلطة؟!!.
من يمثل ألمكون ألسني يحاول أستعادة مافقده من سلطة وهيبة في ظل ألدولة ألعراقية ألتي تأسست في ألعشرينيات من ألقرن ألماضي ؛ويلعب على ألوتر ألطائفي ومحيطه ألعربي لأستعادة مجده ألضائع ؛ ويتناسوا بأن من سهل مهمةألأمريكان وحلفائهم في  ألعراق هم أخوتهم في هذا ألمحيط وساهموا في تدمير ألعراق في حربين دمويتين وانتهت بأحتلاله ؟!!
أما ألمكونات ألسياسية ألشيعية يريدون ألمحافظة على ما حصلوا عليه من ألمكاسب بصفتهم ألأغلبية ألعددية ويحاولوا أستمالة بعض دول ألجوار لتحقيق هذا ألهدف .
أما ألأكراد وفي ظل هذه ألفوضى ألعارمة بين ألطوائف السياسية ألعربية ؛حققوا كل أهدافهم وما كانوا يحلمون به وأن تكوين دولتهم ألمستقلة أقرب الى ألتحقيق مما يتصور ألبعض ؟!!.
لقد فشلت جميع ألمكونات ألسياسية ألمنخرطة في ألعمل ألسياسي ألعربية وألكردية في تحقيق اية مكاسب للشعب ألعراقي على كافة ألأصعدة ألسياسية وألأجتماعية وألأقتصادية ؛ ولازال ألعراقيون يعانون من ألفقر ونقص الخدمات ألأساسية؛ وبقيت ألبنية ألأساسية على حالها بكافة مرافقها ؛ وأزداد عدد أليتامى والثكالى وألأرامل ؛وبقي ألعراقيون يفتشون عن مأوى لهم في أرض ألله يبحثون عن مأوى آمن ولقمة عيش كريمة؛ وينطبق عليهم قول زوجة ماركس عندما خاطبت زوجها { لو قضيت نفس ألوقت في ألكتابة عن ألمال ؛في جمعه لعشنا عيشة كريمة هانئة}!!. وألدليل على هذا التخبط ؛هو أعلان ألحكومة بنيتها عرض بعض ألمتهمون بالأرهاب على شاشات ألتلفزيون ومن ثم ألتراجع عن هذا ألقرار بحجة أستكمال ألتحقيقات؛ أما على الطرف ألخر هو أنسحاب ألقائمة ألعراقية من ألبرلمان ثم ألتراجع عنه بحجج واهية {ومن ها ألمال حمل أجمال}.
من خلال ماتقدم يمكن تلخيص هذا ؛بأن ألخلاف ألحاصل في ألساحة ألعراقية لايصب في مصلحة ألعراقيون عموما بل يصب في مصلحة ألطغمة ألسياسية ألماسكة بأمور ألبلد ؛ حيث تحولت مواعيدهم أشبه بمواعيدعقرقوب!!فلا ألسياسيون ألسنة خدموا طائفتهم ولا ألشيعة ؛ بينما خدر الساسة ألأكراد ؛ ألشعب ألكردي بأنهم سيحققون لهم ألأستقلال وتكوين ألدولة ألكردية؟!!لقد أزداد عدد ألمهاجرون ألأكراد الى ألدول ألأوربية منذ سقوط ألنظام ألى يومنا هذا وهم يتوافدون بعشرات ألألوف أليها؛ فأين ألرفاه ألأقتصادي ألمزعوم وألمشاريع ألأستراتيجيه لكي توفر عمل لهؤلآء ألمحرومين من حياة كريمة كبقية خلق ألله؟!!وكما قال أحد رجال ألعمال ألأكراد الذي وصل بريطانيا مؤخرا ؛أذا كان هناك دكتاتور واحد في بغداد ؛ فيوجد ألآن في اقليم كردستان عشرات ألدكتاتوريات وألمافيات ألتي تمتص موارد ألأقليم لحسابها وحساب زبانيتها ؛ وربما أستفادت من حرفية مافيات ألمركز في سرقة أموال ألجياع والمهمشين وركوب ألطائرات والهروب بها من حيث أتوا.
فرئيس جمهورية ألعراق يديرألبلاد من منتجعه في ألسليمانية بالبريد ألمستعجل ؛ بينما يحج زعماء ألكتل ألسياسية الى دول ألجوار تركيا وأيران ودول مشايخ ألخليج لأخذ ألمشورة وألدعم ضد بعضهم ألبعض ألآخر وتركوا ألعراقيون يعانون ألأمرين ونختم هذه ألمقالة ببيت من ألشعر ينسب للأمام علي{ع} :
وماأسفي على ألدنيا ولكن     أسفي على أبل رعاها غير راعيها

أحدث المقالات

أحدث المقالات