19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

تتداول الشعوب في حواراتها اليومية الامثال الشعبية والتي تتواجد فيها الحكمة والقراءة للواقع المعاش من خلال سلاسة وبساطة المفردات المكونة لهذا المثل او ذاك والتي لا تخلو من طرفة تعكس هيئة راسخة في نقد الحياة بمجمل تفرعاتها وتصوير شبه سينمائي لحادثة او حالة مرت بابطال المثل الشعبي مما يدلل على ان الشعوب تدلي بدلوها النقدي التاريخي وارشفة لظروف مرت بها بكل الامها واحزانها وافراحها وانقلابتها ورغم ان هذه الحوادث او القصص قد ذهبت اثارها المادية الا ان اثارها المعنوية وتحصيل الحكمة ما زال ماثلا من خلال تلك الامثال والتي اصبحت اداة بيد الحكماء وسادة القوم وارباب المنابر التقويمية لتاخذ مداها الواسع باتجاه حتى البسطاء من الناس وحتى ذوي الاعمار المبكرة ليشيع استخدامها كالنار في الهشيم.
واهل العراق لهم مع الامثال ارتباط لصيق فلو تحدثت مع احدهم ببضعة كلمات فيندر ان تجده لا يستخدم الامثال في ايصال فكرته وبما ان العراقي وحسب الدراسات الاجتماعية اكثر البلدان استهلاكا للاحاديث لما مر به من الام وويلات هي امتداد طبيعي لحالات الظلم والتعسف لمن حكموه بالحديد والنار فلذلك ادمن الحديث اينما حل كنوع من التفريغ الجناني بواسطة هذا اللسان الذي ابدع غاية الابداع في تكوين وانشاء امثال اقل ما يقال عنها انها قرآن يصلح لكل الازمان .
في الحقيقة من خلال هذه المقدمة لست بوضع استعرض به الامثلة الشعبية او دراستها ولكنني اخذت منها ما يهمني في توصيل فكرة ما والتي ستعرفونها في قابل المقالة .
لدى اهلنا في العراق وفي الجنوب بالتحديد وفي العمارة كنقطة انطلاق اولى لمثل شعبي هو في غاية الحكمة والانطباق الفعلي لما يشهده العراق منذ السقوط ولهذا اليوم والسقوط هنا ليس لصدام .. فصدام قد سقط منذ انتحاله الانتصارات والانجازات لاناس قد غيبتهم مؤامراته الخسيسة .. صدام نكرة ولا يمكن ان نقحمه بما سقط من العراق ابان الاجتياح الامريكي فالذي سقط في العراق هو المفاهيم والاعتبارات التي كانت ماخوذة نظريا عن العراقي والعراقي السياسي بالذات والذي بدوره راح يقسمها بالتساوي العادل بين هذا المكون وذاك ليصبح الجميع الا من ارتضى الله في خبط عشواء… فيا اخوة الايمان المثل الشعبي يقول .. ((مثل صكر بيت افيلح)) وقصة هذا المثل تقول ان هناك بيت من الناس لديهم صقر جارح لا تاخذه بالنقر لومة لائم شديد مع كل ما يصادفه من حيوانات لينقض عليها بشيمة الغيارى معلقا اياها بمنقاره الذي هو احد من السيف الذي صافح كف عنتر عشيق عبلة ومن هذه الحيوانات التي كان يصطادها الافاعي السامة وحتى افعى الاناكوندا التي اتى بها الامريكان ورموها في الناصرية اذن هكذا صقر يستحق الاحترام والتبجيل لقوته وشراسته لكن المصيبة والطامة الكبرى انه كان يصطادها ليرمي بها على اهله فهو بدل ان يصطاد طيور الحباري او البط المهاجر او غيرها من الحيوانات المحلل لحمها لينتفع بها اهله ومربيه ينقدهم كل يوم بافعى لتفتح المصاعب والمصائب والعصائب على مصراعيها على بيت افيلح المغلوب على امرهم والذي بدوا بلا حول او قوة امام هذا الصقر الخبيث اللئيم .
والسؤال الذي يطرح نفسه بالارض ويلصقها لصقا كم لدينا امس واليوم من امثال صقر بيت افيلح الذي تفننوا في الايغال بقذف الحمم الافعوانية على بلدهم فمنذ السقوط ولا ينفك حال العراق يبكي من خيانة ابناءه فهنا ميليشيات تعمل للاجنبي وهنا من يدعي المقاومة وهو في حقيقته يقاوم الشعب ويتمادى في التقتيل والترهيب لكل ما طالته يده الأثيمة وهنا من يعمل معك في النهار ويدعي انه معك وكما يقول المثل الشعبي ((وياك للوحة)) أي التابوت أي للموت وفي الليل يتحول الى كوبرا تطبق فكيها على رقبتك الرقيقة المتواضعة .
ومن خلال الافرازات السياسية لتجربة الديمقراطية المشوهة والمحاصصة البغيضة والشراكة الوطنية عفوا استدرك القول الشراسة والعمالة التي تسمي نفسها الوطنية والتعامل مع الاحداث بروح وضع العصا في العجل … وما نراه ونسمعه كل يوم والذي هو عين الحقيقة حسب ما ارى والذي يصفه البعض من الصقور بانه اسقاط سياسي والذي نراه ونسمعه هو تواجد اكثر نواب ووزراء وسياسي العراق في دائرة التامر والخيانة الوطنية الكبرى وحتى من عامة الشعب ممن اعتلى دورا انسانيا وهو في حقيقته دورا شيطانيا فمن خلال هؤلاء انتشرت في ازقة وحواري العراق البريئة قوافل الموت الزؤام قوافل عبدت طريقا للفناء حتى باتت ارض الغري والكرخ ومحمد السكران تنوء باستيعابهم لان من وثقنا بهم من جعلناهم سادة علينا تفننوا بتعذيبنا وسفك دمائنا ولكنهم مع العدو الحقيقي تراهم حمل وديع كل يوم وهم في ضيافة خليفة بن حمد وهو خليفة الشيطان ومراهق تركيا اردوغان ونجاد صبي ايران وعبدالله محرف القرأن واخرون بلا هوية او عنوان . وهل ننسى المجرم الدايني واليوم يطل علينا الصقر الكبير الهاشمي والذي بات التلوث يطال كل ما مر به وها هو اليوم يلوث كردستان من خلال تواجده فيها ومن خلال موقف الساسة الاكراد في الانحياز الواضح والجلي للهاشمي ليدخلوا بالتبعية في خانة صقر بيت افيلح فيرموا الافاعي السامة على اهلهم .
وفي نهاية المطاف قام بيت افيلح في القضاء على صقرهم الخائن وتصفيته جسديا ورميه على اهله الحقيقين وهم الافاعي .. اذن الم يحن الوقت با نرمي صقورنا القاتلة والمتواجدة بقوة بين ظهرانينا في اتون اللهب وان نكون شجعانا ولو لمرة واحدة ونلغي من قاموسنا عبارة عفى الله عما سلف ولياخذ كل ذي حق حقه والسبب ان هذا الصقر تعود اطياد الافاعي السامة واعتادت عيناه ان لا تبصر سطحا غير سطح اهله فلذلك يجب ان يقول اهل العقد والربط قولتهم وان لا ينسوا قوله تعالى (( قفوهم انهم مسؤولون))
ورحم الله ابو المثل حينما قال ((مثل صكر بيت افيلح يصيد حيايه ويشمرها على اهله)) .