لو أعطينا لكل مسلم بيانات أستبيان تطلب منه تعريف ماهو السني وماهو ألشيعي فأنه سوف لايجد فروقات كبيرة بينهما وألدليل على ذلك بالرجوع ألى أركان ألدين وهي: ألشهادتان ؛ألصوم ؛ألصلاة ؛ ألزكاة وألحج ؛ وهذه ألأركان لاتختلف عليها كل ألمذاهب بدون أستثناء .
أما أصول ألدين فهي :ألتوحيد ؛ألنبوة وألميعاد ؛ يضيف أليها ألشيعة ألأمامة وهذه يختلف عليها ألمراجع ألدينية لدى ألشيعة ومن يقرأ فتاوي ألخميني وألخوئي ؛يجد أنهم لايعتقدون أنها من ضروريات ألدين ولكنها من ضروريات ألمذهب ؛ أما ألأمام محمد باقر ألصدر فقد أجاب على هذا ألسؤال؛ بقوله أنها لاتخرج ألذي لا يعتقد بالأمامة من ألدين وأنها من ضرورات ألمذهب فقط وأضاف أن ماجاء به ألشيخ ألمفيد في بحار ألأنوار ليس صحيحا بأنها تخرجه من ألملة ؛ وهناك ألعديد من أئمة ألشيعة وعلى رأسهم ألمغفور له ألسيد محمد حسين فضل يؤكد مأفتى به ألخوئي وألخميني وألأمام ألصدر.
أما مصادر ألتشريع فهي ألقرآن ؛ألسنة ؛ ألأ جماع وألقياس لدى ألمسلمين ألسنة؛ يتفق معهم ألمسلمين ألشيعة في مصادر ألتشريع ألثلاثة ألأولى وبدلا من ألقياس يؤمنون بالعقل بأنه ألمصدر ألرابع في ألتشريع.
مما تقدم فليس هناك فروقات كبيرة ومن يرجع ألى ألكتب ألتي صدرت منذ ألقرن ألرابع ألهجري ألى يومنا هذا تبحث في مصادر ألأختلاف بين ألطوائف ألأسلامية وهي قليلة بينما أهملوا مصادر ألألتقاء وهي كثيرة؛وقد سفكت دماء كثيرة بدون وجه حق ولا زالت تسفك الى يومنا هذا بسبب هذه ألأختلافات في فهم هذا ألنص أو ذاك أو ألأجتهاد به.
يذكر ألدكتور ألفاضل علي ألوردي في كتابه وعاظ ألسلاطين ؛أنه عندما كان يدرس في أمريكا في أربعينات ألقرن ألماضي ؛أنه عندما يتم أي لقاء بين ألعراقيين أو العرب فأن أول موضوع على طاولة ألبحث ؛ من هو أحق بالخلافة ألأمام علي أو ألخليفة أبوبكر ؛وفي أحد ألمرات أحتدم ألنقاش الى منتصف أليل ؛ وهنا تدخل أمريكي ليعرف سبب هذا ألنقاش ؛ فسألني من هو رئيس ألجمهورية ألحالي ومن هو ألمنافس له من بينهما ؛ فأجبته أنهما قد ماتا منذ أكثر من ألف سنة ؛ وهنا نهض غاضبا ؛ أنني لم أرى في حياتي أحمق منكم تتنازعون على رجال توفوا منذ مئات ألسنين ؟!!لقد أرسلتكم بلادكم للدراسة وألعودة لخدمة شعوبكم بدلا من هذا ألنقاش ألذي لايسمن ولايغني من جوع.
وأليكم بعض ألنفحات من أئمة ألمسلمين بهذا ألصدد؛دخل ألأمام ألصادق ألى مسجد ألرسول{ص} فوجد أحد تلامذته يفتي في ألناس ؛ وعندما خرج ألناس ؛سأله بم تفتي يابا بشار ؛فأجابه أفتي لأهل ألسنة بمذاهبهم وأفتي لموالي أهل ألبيت بمذهبك يأبن رسول ألله فقال له أمسك على ذلك يأبا بشار!!. أما ألأمام ألشافعي فيقول { مذهبي صحيح يحتمل ألخطأ ومذهب غيري خطأ يحتمل ألصحة} وعندما سأل ألامام علي في معركة ألجمل من أحد جنوده ؛فأجابه { أنك لملبوس عليك ؛ ألحق لايعرف بالرجال ؛أعرف ألحق تعرف أهله} من هذا يتضح أن أتباع رجال ألدين بدون تفكير وألأنقياد ألأعمى سيلحق ألأذى بالنسيج ألأجتماعي للدول ألأ سلامية ويحولها الى شيع وأحزاب متنافرة متناحرة ألى يوم ألقيامة؛ لقد حدد ألقرآن ألمجيد مسؤولية ألفرد عن أفعاله وأعماله{وكل نفس بما كسبت رهينة} وفي مكان آخر جاء { ولا تزر وازرة وزر أخرى ؛ثم ألى ربكم مرجعكم فينبئكم فيما كنتم فيه تختلفون}.
أن ألأتهامات ألمتبادلة وألتكفير التي يطلقها ألمتطرفون والجهلاء وألمتخلفون من رجال ألدين من ألطرفين وألتزام ألبسطاء والرعاع بها ؛تعتبر بمثابة أعلان حرب ونحن نعرف كم من ملايين ألأرواح ألبريئة ألتي أزهقت عبر ألعصور .
أن ألسؤال ألكبير ألذي نواجهه بقوة ؛مذا نفعل لتصيح ألمسار ؟!! أن ألأسس ألذي بنيت به ألمجتمعات ألأسلامية كانت غير سليمة ومن ألصعب تصحيحها بفترة قصير ة أنها تحتاج الى دهور ؛لأن ألتخريب ضرب بجذوره عميقا في نفسية ألمسلم ومن ألصعب أصلاحه لأنتشار ألأمية وألجهل في عالمنا وأيمانه بالخرافات وألخزعبلات ولجوئه ألى قبور ألأولياء والصالحين لحل مشاكله واعتماده على السحرة وألدجالين في تسير مسار حياته وشؤونه ألحياتيه والعائلية ,ولكن ألأمل موجود ويمكن ألمضي قدما في مسار ألتصحيح أذا أستطعنا أن نلجأ للوسائل ألتالية: ألأعتماد على برامج تربوية جديدة لتعليم ألأطفال من رياضة ألأطفال ألى ألجامعات مستفيدين من تجارب من سبقنا في هذا المجال وتتلخص بتغذية عقول أطفالنا واجيالنا ألمستقبلية على ألتخلي عن ألعقلية ألطائفية وألعرقية وألمناطقية ونشر روح ألتسامح وألتأخي بين ألناس بمختلف أديانهم؛ بدلا من نشر روح الكراهية كما نشهده في عالم أليوم ورحلة ألألف ميل تبدأ بخطوة ولا يتم ذلك بالتمنيات ولكن بسن قوانين تجرم من ينشر روح ألحقد وألكراهية بين ألناس:
نبدأ بالتعليم وتطويره على أساس حذف كل ألجمل والمفردات ألتي تحث على الفرقة وألطائفية وألتميز ألديني وتعاقب مؤوسات ألدولة ألعامة وألخاصة ألمختلفة ألمرئية والمسموعة وألمكتوبة ألتي تحث على ألكراهية وألفرقة بين أبناء ألشعب ألواحد بأقصى ألعقوبات ويصار ألى أغلاقها ومنعها من بث سمومها بين ألناس؛ويجب أن لآتختلف في عقوبتها عن عقوبة مرتكبي ألعنصرية والفاشية.
رجال ألدين ؛يعتبر بعض رجال ألدين من مختلف ألأ ديان وألطوائف من مصادر ألجريمة ألمنظمة في حق ألأنسانية عبر ألعصور وقد كلفت ألبشرية مئات ألملايين من ألبشر ألأبرياء ؛ يجب تأهيلهم على أساس ألمبادئ ألأنسانية التي جاءت بها شرعة ألسماء وألقوانين ألوضعية ويعاقب من يخالف ذلك بأقصى ألعقوبات كما جاء في ألحديث ألنبوي ألشريف { من أمن ألعقوبة أساء ألأدب} .
ألسياسيون وألحكام : لقد لعب هؤلاء بالتعاون مع وعاظ ألسلاطين دورا لايختلف عن ألأمراض ألوبائية وألكوارث ألطبيعية في تأجيج ألحروب بين ألشعوب أما على أساس عرقي أوديني كما قرأناه في كتب ألتاريخ وما عايشناه في حياتنا ومادامت ألشعوب قد بدأت بألأنتفاض على جلاديها ؛ فيجب أن توضع ظوابط صارمة على من يتقلد مناصب عامة لمنع وصول ألقتلة ومرضى ألنفوس والحاقدين من ألوصول ألى مواقع تؤهلهم للتسلط على مقدرات ألناس وأستعبادهم وجر ألشعوب ألى مقتلها وعذابها؛ ويجب أن تكون ألعقوبة تلآئم ألجريمة لكي يكونوا عبرة لمن أعتبر ولكي لاتتكرر ألمأساة.
أن أصدار فتاوي ألقتل التي أصبحت موضة في أيامنا هذه لكل من هب ودب ؛ فيجب معاقبة من يفتي بذلك بنفس ألطريقة ألتي قتل فيها ألضحايا وكما جاء في ألقرآن ألمجيد { ولكم في ألحياة قصاص يأولي ألألباب} كما فعل أحد ألسلاطين في ماضي ألزمان عندما حصلت مجاعه واخذ ألناس يموتون بسبب ألجوع؛ أصدر فرمانا أن من يموت جاره جوعا يقتل؛ عندها هرع ألناس يتفقدون جيرانهم وقضي على ألمجاعة في مهدها ؛ ونتمنى أن نرى أولئك ألذين يفجرون ألناس بالمفخحات بناء على مايسمى بالمفتي ألشرعي للجماعات ألأرهابية أن يوضع بسيارة مفخخة ليتذوق طعم ضحاياه ألأبرياء.
أننا نعيش تحت سماء واحدة ونمشي على أرض واحدة والخيرات ألموجودة عليها وفي باطنها تكفينا جميعا أن نعيش عليها نحن والأجيال ألتي تلينا ؛كما جاء في ألقرآن ألكريم { والأرض وضعها للأنام} فلماذا لانتنعم بها بدلا من هذا ألأحتراب ألطائفي والديني وألعرقي ألذي أهلك ألحرث والنسل؛وكما لاحظنا في بداية ألمقالة أننا جميعا بمختلف طوائفنا نلتقي مع بعضنا بأكثر من تسعون بالمائة ونختلف بالجزء أليسير وكما جاء في ألحديث النبوي ؛ص؛ { في أختلاف أمتي رحمة} ونترك رجال ألسوء المستفدين من ألأحتراب بين مكونات الشعوب ألأسلامية ؛ولا نهيئ لهم ألفرصة بأستخدامنا كدمى بيد هذا ألطرف أوذاك ؛أما كفانا بكاءا وعويلا على ضحاينا ألأبرياء منذ بدأ الخليقة ألى يومنا ؛أنتبهوا الى أين نحن ذاهبون وأتقوا ألله بشعوبنا ألمضطهدة.وبما أننا جميعا سنترك هذا العالم لمن يأتي من بعدنا فلماذا لانستغل هذه ألمساحة ألمتاحة لنا في نشر ألحب والوئام بين مكونات شعوبنا دون تفريق أوتميز بين عربي أو أعجمي وبين أبيض وملون وبين شيعي وسني وبين مسلم وبقية ألأديان ألسماوية وألوضعية؛ونذكركم بقول ألشاعر:
نزلنا هاهنا ثم أرتحالوا كذا ألدنيا نزول وأرتحال
أردنا أن نقيم بها ولكن مقام ألمرء في ألدنيا محال
[email protected]