اصبح من الواضح الان , وبعد تصريحات السادة رئيس وزراء تركيا وقائد فيلق القدس الايراني وكذلك السفير الايراني في بغداد , التي تشير الى تدخل فاضح في الشؤون الداخلية العراقية , كل على حسب طريقته في التدخل , ان العراق قد تجرد من صفته كدولة لها تاريخها العريق , وقد خلا ايضا من رجال يمكن ان يقال عنهم انهم رجال بمعنى الكلمة , والا كيف يمكن اساسا ان يتجرأ الاخرون على المساس بالعراق وفيه من يدعي الرجولة ؟ , وكلنا يعرف بماذا يوصف الرجل الذي يسمح للاخرين بالمساس بعائلته , وبماذا يوصف السياسي الذي يسمح لسياسيي الدول الاخرى ان يمسوا من سيادة وكرامة بلده . وهل يكفي ان يتم الرد ( على استحياء ) على تلك التصريحات كما فعلت الخارجية العراقية ؟ وهل يكفي ان يكون الرد مقتصرا على جهة واحدة من الجهات التي مست كرامة وسيادة العراق دون الجهة الاخرى ؟ والواقع ان ذلك يعتبر من باب غش الحكام لشعوبهم وظلمهم لهم . وفي حديث للنبي محمد ( ص ) مامن راع يسترعيه الله رعيته , يموت يوم يموت وهو غاش لها الا حرم الله عليه رائحة الجنة , رواه مسلم . وكان الامام علي ( ع ) اذا بلغه ان بعض نوابه ظلم يقول .. اللهم اني لم امرهم ان يظلموا خلقك , او يتركوا حقك ( السياسة الشرعية في اصلاح الراعي والرعية ص 12طبعة 4 القاهرة 1969) . ومن الفلاسفة الغربيين الذين اجازوا للشعب الخروج عن طاعة الحكام اذا خرجوا عن الارادة العامة وخالفوا مباديء العقد الاجتماعي بينهم وبين شعوبهم , الفيلسوف جان جاك روسو ( ص 96 من كتابه العقد الاجتماعي ) . والمكتبة السياسية مليئة بمثل تلك المباديء
و مع ذلك , وعلى الرغم من ادعاء سياسيي العراق بانهم من دعاة المباديء الاسلامية ومن دعاة مباديء الحرية والديمقراطية والدكتاتورية والعلمانية والايمانية والرأسمالية والاشتراكية و .. و .. و , الا انهم لم يطبقوا أي مبدأ من مبادئهم , والواضح انهم لم يفقهموا ماينادون به من مباديء , و ان فهمهم لمبادئهم قائم على اساس خاطيء , واذا ارادوا الدليل فليقارنوا ماينادون به بما يفعلون
من ذلك يتضح ان سياسيي العراق في الوقت الحاضر , من هم في دفة الحكم, غير قادرين على حماية العراق وشعبه وارضه , وبالتالي يحق للشعب الخروج عليهم شرعا وقانونا.
[email protected]