“مسجدي” .. سفيراً في بغداد للإجهاز على ما تبقى من العراق

“مسجدي” .. سفيراً في بغداد للإجهاز على ما تبقى من العراق

قاربت المعركة ضد تنظيم “داعش” على الانتهاء، مع تقارب عربي أميركي يحاول احتواء العراق من جديد، الأمر الذي أزعج من يسيطر على الأوضاع في بلاد الرافدين ويتحكم في مقدراتها من طهران.

إخضاع وسيطرة..

فلم يفت على تعيين سفير جديد لطهران في بغداد، وهو “إيرج مسجدي” قادماً من الحرس الثوري الإيراني، سوى أيام قلائل، حتى طالب خلال لقائه وزير الخارجية العراقي “إبراهيم الجعفري” الذي جلس في حضرة السفير الإيراني وكأنه موظف لديه، بضرورة إعادة العمل باتفاقية الجزائر الموقعة عام 1975 والتي ألغاها الرئيس العراقي الراحل “صدام حسين”!

طلبات وصفها مراقبون عربيون بالاستفزازية تؤكد نية إيران بالتمادي في ابتزازها للعراق لضمان استمرار إخضاعه والسيطرة عليه، بل والتوسع في التغلغل في مفاصله بعدما قاربت حرب “داعش” على الانتهاء.

قاسم سليماني

سفير بدرجة وزير مخابرات..

إيران أرسلت للعراق هذه المرة سفيراً فوق العادة.. فهو كبير مستشاري “قاسم سليماني” قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني وأحد أهم العناصر العسكرية في إيران، بل شغل منصب رئيس الأركان السابق لمقر “رمضان” في الحرس الثوري، والذي كانت مهمته تنظيم شؤون الأحزاب الشيعية والكردية المتحالفة مع إيران خلال فترة الحرب العراقية الإيرانية من عام 1980 حتى 1988.

رتبة عسكرية نافذة..

“مسجدي” الحاصل على لقب “لواء” العسكري، ينضم إلى قائمة إيرانية من السفراء المنتمين إلى الحرس الثوري، فقد عينت إيران قبله سفيرين لها في بغداد من الحرس الثوري – أهم تشكيل عسكري تعتمد عليه طهران -، بداية من “حسن كاظمي قمي” وهو ضابط في فيلق القدس واستمر سفيراً في بغداد لأكثر من 6 سنوات، ثم جاء بعده القائد العام للقوات البحرية في فيلق القدس ومسؤول القسم الاقتصادي فيه “حسن دانايي فر” سفيراً لطهران في بغداد لمدة 6 سنوات أخرى.

واليوم جاء “مسجدي” أحد أهم وأقدم المستشارين العسكريين في الحرس الثوري، بل إنه من أول قيادات فيلق القدس، ويختلف عن من سبقه بأن “دانايي” قضى معظم حياته كمهندس مدني، فيما كانت أغلب مهام مسجدي استخباراتية بالدرجة الأولى !

توحيد الفصائل الشيعية لتنفيذ مرحلة ما بعد داعش..

لقد بينت تقارير أميركية ومراكز بحثية في واشنطن أن اختيار “مسجدي” في 2017 سفيراً لإيران في بغداد، سيعجل من فرض طهران كامل نفوذها على الفصائل الشيعية والمتعاونة معها في العراق وتجميعها في كيان واحد لتصعيد الخطوات ضد أي محاولات عربية بدعم أميركي لإعادة العراق إلى مرجعية سنية !

مهمة مسجدي الأساسية هي تحويل الكيانات الشيعية في العراق إلى عناصر قوة على الأرض في العراق وتمكينها من السيطرة على الانتخابات المقبلة وكذلك التأثير على السياسة العراقية في مرحلة ما بعد داعش.

بعد “الرايات السود” حان وقت الإخضاع الكامل واستغلال الحشد الشعبي..

يقول مراقبون إن تعيين “مسجدي” سلط الضوء مرة أخرى على أن من يتحكم في قرارات اختيارات السفراء في طهران هو الحرس الثوري وليست وزارة الخارجية هناك، خاصة في الدول التي تسيطر عليها إيران وتتحكم في مقدراتها كخطوة لفرض مزيد من الإجراءات المتحكمة في مرحلة الإخضاع الكامل والتي ترى إيران أنها قاربت على النهاية في العراق بعد تفكيك أي نوع من المقاومة السنية مع ظهور “الرايات السود” لداعش وتشكيل الحشد الشعبي !

مراحل الهيمنة الفارسية كما يحددها الحرس الثوري..

مدخل إيران دائماً هو الدعم الكامل لأي دولة إسلامية أو جناح أو فصيل يحارب أو يعادي إسرائيل أو الإمبريالية، وهو ما صرح به علانية “مسجدي” لوكالة “مهر” الإيرانية، بل قال إن الدبلوماسية الإيرانية تعتمد 3 مستويات، أولها الرسمية، ثم التنظيمية المسلحة وشعبية، ما يعني الحفاظ على روابط قوية مع الجماعات المسلحة والأحزاب من أجل التأثير على الأحداث المحلية والرأي العام في البلد المستهدف لحين السيطرة عليه وإخضاعه للهيمنة “الفارسية” !

دعم مالي واستخباراتي لتفويت الفرصة على العرب السنة..

“معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى”، قال إن إيران ما بعد داعش ستعزز من دعمها المالي والاستخباراتي التوجيهي للفصائل والميليشيات لإكمال السيطرة على ما تبقى من العراق على الأرض وتفويت أي فرصة لوجود عربي سني.. ويبدو أن الأمور ستسير في هذا الاتجاه مع وجود مسجدي في العراق إن لم تجد إيران من يعرقلها !

الجعفري يستقبل مسجدي

مطالبات وافق عليها “المالكي” في السابق..

على جانب آخر، كشف مراقبون للشأن العراقي أن أول طلبات “مسجدي” للعراق حتى تكون العلاقات طيبة بين البلدين – على حد قوله – هي قضية تجفيف الأهوار وترسيم الحدود واتفاقية الجزائر عام 1975 التي وقعتها طهران وبغداد ومنحت إيران حقوقاً في شط العرب قبل أن يلغيها “صدام حسين” عام 1980 مع اندلاع الحرب بين البلدين.

اللافت في الأمر أن رئيس الوزراء العراقي السابق “نوري المالكي” قد دعا إلى العودة إلى “اتفاقية الجزائر” خلال توليه الحكومة، إلا أن الرئيس “جلال طالباني” رفض على الفور هذا المطلب.

تريليون دولار تبتز بها طهران بغداد..

مسجدي دعا العراق أيضاً إلى تنفيذ القرار الدولي رقم 598 المتعلق بإنهاء الحرب بين البلدين، إذ تطالب طهران بتريليون دولار كتعويضات، وهي المطالب تأتي في وقت تدرك فيه إيران جيداً أن العراق المدمر اقتصادياً والمنهك عسكرياً واجتماعياً، والذي يعيش أسوأ مراحله التاريخية، غير قادر على دفع أية تعويضات، ما يعنى مزيداً من الابتزاز والسيطرة على مقدرات العراق وفرض الإملاءات لأعوام وعقود.

كلمة النهاية.. مع معركة الموصل وانفصال الأكراد.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة