ترجمة – محمد بناية :
في لقاءه مع المسؤولين بمدينة كربلاء أكد “فاتح یلدیز”، السفير التركي بالجمهورية العراقية، على دعم بلاده للحكومة في كفاحها ضد “تنظيم داعش” و”حزب العمال الكردستاني”، ووعد بمساعدة أنقرة في تنمية وتطوير “مدينة كربلاء”.
والمعروف، بحسب صحيفة “كيهان” اللندنية، أن إيران بدأت نفوذها في العراق بعد سقوط صدام حسين عام 2003، وكانت كربلاء أول وأهم مدينة عراقية بالنسبة للنظام الإيراني، لأنها تضم بين جنباتها مقابر الإئمة الأول والثالث للشيعة بخلاف بعض المزارات الشيعية الأخرى، لذا لم تدخر الحكومة الإيرانية جهداً في تثبيت وتقوية وجودها في كربلاء.
تركيا تستعد لتطوير كربلاء وتبدأ بمستشفى..

مؤخراً كشفت “وكالة آنباء الأناضول” عن لقاء سري جمع “فاتح يلديز” مع مسؤولي المدينة, حيث إلتقي “نصيف خطابي” رئيس مجلس مدينة كربلاء. فضلاً عما يُشاع عن نشاط عدد من الشركات التركية في المدينة بالإضافة إلى استعداد عدد من الشركات الأخرى للتعاون مع المسؤولين في كافة المجالات. ومن المشروعات التي طُرحت خلال اللقاء إنشاء مستشفى بطاقة استيعابية تبلغ 490 سرير، وأعرب المسؤول التركي عن أمله في تطوير التعاون بين الجانبين في قطاعات الزراعة والتعليم وغيرها من المجالات الأخرى.
إيران تشعر بالخطر على إستثماراتها الإقتصادية..
تضيف صحيفة “كيهان” معلقة: “لكن هذا الموضوع يعني بالنسبة لإيران الشعور بالخطر في القطاع الاقتصادي، إذ تنشط العشرات من الشركات الإيرانية الحكومية أو التابعة للحرس الثوري أو حتى القطاع الخاص في القطاعات العمرانية المختلفة بالمدينة أبرزها “قيادة ترميم الأضرحة المقدسة” وبالتالي ستكون الشركات التركية منافس حقيقي لهذه الشركات. في الوقت نفسه من غير المعلوم حجم الاستثمارات والمكاسب الإيرانية في كربلاء منذ سقوط “صدام حسين” وحتى الآن، لكن المؤكد أنها كانت بلا منافس حتى الآن”.
وقد أعلن “حسن پلارک” رئيس قيادة ترميم الأضرحة في 23 شباط/فبراير الماضي، أن الشركة انتهت في السنوات الست الماضية من 65% من جملة المشروعات في المدينة ومنها ترميم المقابر والمزارات الشيعية في مدن “النجف وكربلاء والكاظمية وسامراء”، بتكلفة تقريبية بلغت ألف وخمسمائة مليار دولار. والمقاول الرئيس في هذه المشروعات، طبقاً لكيهان اللندنية، هو “مقر خاتم الأنبياء”.
كربلاء.. “كعكة” إيران..
في كانون أول/ديسمبر 2007، تأسس أول بنك إيراني عراقي مشترك في كربلاء باستثمارات مبدئية 34 مليون دولار. وقد شارك البنك في ثلاث بنوك هى “الاقتصاد الجديد” بنسبة 53% من الأسهم، و”البنك الزراعي” بنسبة 20% من الأسهم، و”بنك تعاون لتنمية منطقة العراق” بنسبة 27% من الأسهم.
كذا من جملة المشروعات العملاقة التي نفذتها الجمهورية الإيرانية في “كربلاء”، يُشار إلى مشروع تطوير الاتصالات، وإنشاء فندق خمس نجوم في باب البغدادي بتكلفة 90 مليون دولار تقريباً تحت إشراف “هيئة تنفيذ قرارات الإمام”، بالإضافة إلى بناء آلاف المنازل السكنية، ومشاريع توصيل الكهرباء والمياه، والمشاريع الصحية، وبناء عشرات المساجد، وكلها جزء من اأنشطة المؤسسات الاقتصادية وشبه العسكرية للجمهورية الإيرانية في كربلاء.
هذا بخلاف سوابق النظام الإيراني في تنفيذ بعض المشروعات بكريلاء. أحد هذه المشروعات كان إنشاء “مطار كربلاء” بتكلفة 6 مليار و200 مليون دولار، وكان “عباس أميني” المدير التنفيذي السابق بالشركة الوطنية للأبنية والقائد السابق بالحرس الثوري قد توجه إلى كربلاء بصحبة مجموعة من مديري المطارات في آذار/مارس 2015 للتفاوض بشأن المشروع. لكن تم تسليم المرحلة الأولى من المشروع إلى شركة “کوپرجس” مطلع العام 2016 بتكلفة 500 مليون دولار.
كما تم تكليف الصينيين بالمرحلة الثانية من مشروع تطوير “مطار كربلاء” العام الجاري، دون أن تحصل إيران على شئ. وبلغت التكلفة المبدئية للمرحلة الثانية حوالي 5,2 مليار دولار. ويبدو أن نقص رأس المال هو سبب فشل إيران في المنافسة للقيام بمثل هذه المشروعات، في حين تكفلت الشركة الصينية بنسبة 85% من تكلفة بناء المطار، ومن المقرر تدفق الأموال على الشركة الصينية عقب افتتاح المشروع.