19 ديسمبر، 2024 1:53 ص

تبخر العراق بين محكمة بغداد ومحكمة كوردستان

تبخر العراق بين محكمة بغداد ومحكمة كوردستان

يبدو للمتابع أن العراق سوف يتبخر بكل مفاصله بحيث لا يبقى منه حتى الأطلال بسبب التناحرات والسجالات والصفقات السياسية ، لا افهم كيف نتأكد من وجود قضاء في العراق وكل محكمة تقول كلمتها في موضوعا ما ، ولكن لا بد من وجود محكمة كبيرة يكون لها القرار الأخير ويكون للوطن قضاء واحد تكون كلمته هي الكلمة الأخيرة لكل العراق من جنوبه إلى شماله ، لكن وكما هو معلوم أن القضاء أصبح بيد الساسة وليس هناك قانون يحكم هؤلاء القضاة والقضاة كلهم يعملون ويصرحون ويحكمون حسب رغبات الساسة ، بعبارة أخرى ما فائدة أن يكون رجل قضاء على رأس القضاء بل الأحرى بهم أن يكون سياسي على رأس الهرم القانوني، وعليه لابد من إلغاء معهد القضاء العالي وتسريح القضاة وتغير القانون وفقا للتوافقات السياسية وحصر القضاء في الجنح البسيطة التي تحل المشاكل بين أبناء الوطن الواحد في أمور بسيطة مثل الصكوك بلا رصيد والمشاجرات والشجار العائلي والطلاق وغيرها ، لا افهم كيف للأكراد الذين يتكلمون بالقانون والدستور والمادة 140 التي جعلت مضاجعهم مقلقة وكل سياسي كردي لا بد أن يتطرق للقانون حتى لو كان السؤال عن الأدب والفن وهم بنفس الوقت يرفضون قرار اكبر محكمة عراقية وهل الرفض أو القبول مرهون بالصفقات السياسية ، نحن نعلم أن الكورد من خيرة صيادي المياه العكرة وما تمسكهم بالهاشمي جاء من فراغ أو لعيون الهاشمي ومن لف لفه بل إنهم يبحثون عن أي طريقة لابتزاز الحكومة المركزية من خلال خلق المشاكل وتهويلها وتكبيرها وتصغير ما يعتقدون انه كبيرا بضرره عليهم ، لكن عتبنا على الساسة العرب الذي يصغون لهم وكل قائمة أو تيار يحاول استرضاء الأكراد على حساب الشعب العراقي وبالذات عرب العراق وهم الأغلبية وهذا ما سمعته من احد ساسة الأكراد حين قال لي بعظمة لسانه ” نخشى أن يتفق ساسة العرب ضدنا فلو حصل هذا الاتفاق لخسرنا كل شيء” قول هذا السياسي الكوردي يوضح لنا كيف إنهم يتعاملون معنا وفقا بنظرية فرق تسد وهم يعلمون لو اتفقنا على صيغة واحدة لخسر الأكراد كل مكسب حصلوا عليه وليس العكس فهم الآن يختلقون المشاكل ويصرحون ويطعنون وفي آخر المطاف يحصلون على ما يريدون ونحن الشاكرون ، لو كان الكورد فعلا حريصين على القانون لقالوا كلمتهم بشان محكمة الهاشمي لا أن يقفوا ضد السيد المالكي ويلوحون له أن الهاشمي في ضيافتنا وهم بهذا القول يعني أنهم يقولون للسيد المالكي ( طز بالقانون ).
سيبقى الأكراد هكذا وسيبقى الطموح والطمع يأكلهم بل ينخر كل مفاصل العقل الكوردي وهم يتعاملون حتى مع المجرمين وفقا بنظرية الربح والخسارة ولا يهم إن كان هذا المجرم أو ذاك توغل بالدم العراقي وهنا نعود لمفارقة بسيطة وهي كيف يبكون على جرائم حلبجة وهم يساندون مجرم لا يقل خطورة لو شاء القدر وأصبح بسلطة شبيهة بسلطة صدام ، إنها غرائب وعجائب العقول السياسية الكردية والتي تبحث عن مصالح لا عن قيم والتزامات أدبية وأخلاقية مع فائق احترامنا للشعب الكوردي وسيبقى ساسة العرب يدفعون التنازلات تلو التنازلات لرجل الجبل دون أن يجدوا صيغة موحدة توقف المارد الكوردي وتذكره كيف كان وكيف اصب الآن .
[email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات