السياسونَري هو الذي يجلس على كرسي المسؤولية بصفته مليونير أو بليونير , وهذا هو مؤهله الأساسي الذي يجعله في منصبه السياسي.
فما يجري في العالم القوى أن فريق الحكم الذي يتولى المسؤولية في أقوى دولة مؤلف من عدد من البليونيرية والمليونرية , فالرئيس بليونير وما حوله مثله أو أقل بقليل , فالعالم يتجه نحو الحكم الصريح بواسطة ذوي المال الوفير.
والحقيقة أن الشركات الكبرى هي التي تتحكم بمصير العالم ولكن من خلف الستار , أما اليوم فأن العالم يعيش في عصر الحكم المباشر لأصحاب الشركات ورؤوس الأموال الكبرى.
ومن المعروف أن خمسين شخصا في الدنيا يحتكرون نسبة كبيرة جدا من الثروة , ويملك الواحد منهم ما بين الخمسة عشر والسبعة والثمانين بليون.
وهناك المئات من البليونرية الذين يملكون دون ذلك من البلايين , ومئات الآلاف من المليونرية الذين تجاوزت ثروتهم عشرات الملايين.
ومعظم البشر يعيش في واقع الفقر المدقع , الذي قد يصل فيه مورد الشخص الواحد أقل من دولار واحد يوميا.
فالدنيا تتركز فيها الأموال بنسبة قليلة جدا من الناس , وهي التي تتحكم بمصير الكثرة البشرية السائدة , المرهونة بالحاجات والويلات والصراعات والتداعيات المروعة.
ومن المعلوم أن البشرية محكومة بإرادة الأفراد , فلا يوجد في الواقع ما نسميه إرادة عامة أو إنسانية ذات تأثيرات فاعلة في الحياة , وإنما الكثرة تكون مرهونة بإرادة فردية ما , في شؤون الحياة المختلفة كالسياسية والعسكرية والإعتتقادية والإبتكارية.
ففي القرن الحادي والعشرين , هناك إمبراطوريات فردية تتحكم بالسلوك البشري وبمصيره , كإمبراطورية الفيس بوك وجوجل ومايكروسوفت وغيرها الكثير , إضافة لشركات الأسلحة التي تخلق أسواقا لبضائعها في بقاع الدنيا , التي تجد فيها مالا وخصوصا الدول النفطية.
وفي هذه الإنتقالة البليونورية الجديدة التي أخذت تزعزع أركان العالم , فأن الدنيا تتجه نحو محطات غير مسبوقة وذات نتائج ربما غير محمودة , فالذي قد يحصل أن السياسونَرية ستتنامى ثرواتهم على حساب الآخرين المرهونين بالعوز والحرمان , وهذا يعني أن الثروات ستزداد تمركزا عند القلة القليلة , وبسبب ذلك ستزدحم الدنيا بالفقراء والمعوزين الأشقياء المبتلين بالوجيع.
وسيجد الأثرياء مسوغات للنيل منهم وتوصيفهم بما يشاؤونه من المسميات , التي تبرر القضاء عليهم وإلقائهم في جحيمات الفناء اليومي , كما يحصل في مجتمعات عديدة في العالم , حيث يتصارع الناس وهناك مَن يستثمر في الصراعات , وينهب الثروات بمهارات إستلابية فائقة الإستحواذ.
فالعالم يمضي نحو زيادة عدد البليونرية والمليونرية والفلسوية أو الدولاروية أي الذين لا يملكون فلسا أو قرشا ويتضورون من الحرمان والشقاء المرير.
وهذا معناه أن الحروب الشرسة ستستعر لتوظيف الفقراء والمساكين في مشاريع الموت الفتاكة الأهداف والتطلعات.
فهل ستنجو مجتمعات الدول النفطية من هذا السعير , وقد تولى المسؤولية فيها فلسونرية فأصبحوا سياسونرية؟!!