19 ديسمبر، 2024 12:27 ص

ثلاثة مؤشرات صاعقة لطهران

ثلاثة مؤشرات صاعقة لطهران

لم تکن هناك فترة و مرحلة ذهبية شهدها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ تأسيسه و حقق خلالها مکاسب کبيرة کما هو الحال مع ماحصل عليه في عهد الرئيس الامريکي السابق باراك أوباما، وقد کان إنتهاء عهد هذا الرئيس بمثابة نهاية تلك المرحلة الذهبية و إسدال الستار عليها للأبد، ويمکن ملاحظة حالة الوجوم و الحذر و الترقب الذي تشوبه عدم الراحة من جراء إنتهاء هذه المرحلة و مجئ الرئيس الجديد الذي أعرب عن رفضه للإتفاق النووي و قال بأنه سيلغيه.
على هامش إنقضاء مرحلة أوباما، کان هنالك ثلاثة تطورات بالغة الاهمية حدثت کان لکل واحدة منها تأثير واضح على نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، وهذه التطورات تتجلى في ثلاثة مسائل رئيسية هي:
ـ النجاح الکبير الذي حققته المقاومة الايرانية في نقل 3000 من أعضائها المتواجدين في مخيم ليبرتي في العراق ممن کانت حياتهم على الدوام معرضة لخطر الابادة.
ـ وفاة رفسنجاني الذي کان بمثابة صمام أمان النظام و وسيلته من أجلل درء الاخطار الخارجية عنه والاهم من ذلك إنه کان مصدر حفظ توازن و تعادل النظام.
ـ إجتماع الاستانة و تهميش دور طهران مع صعود إستثنائي للدورين الروسي و الترکي على حسابه.
هذه التطورات الثلاثة التي جرت في خضم مجئ الرئيس الجديد ترامب و الذي کام يبدو يثير الکثير من الذعر و الخوف و الترقب في طهران، يبدو إنها بصورة و أخرى تٶثر بقوة على مسار الاوضاع في داخل إيران، خصوصا وإنه وخلال الاسبوع الماضي حدث تطوران مهمان يمکن إعتبارهما خطيرين بالنسبة لطهران وهما قيام 23 سياسيا أمريکيا بارزا بإرسال رسالة للرئيس اللامريکي ترامب تم تسليمه أياها باليد و فيها طالبوا بإجراء تغيير في السياسة الامريکية المتبعة حيال إيران و البدء بفتح حوار مع المقاومة الايرانية، و التطور الآخر هو ماقد صرح به وزير الخارجية الامريکي السابق جون کيري في حفل تنصيب ترامب من إنه يفتخر بنقل 3000 عضو من منظمة مجاهدي خلق في مخيم ليبرتي في العراق سالمين الى ألبانيا، وقد کان لهذين التطورين أصداء واسعة النطاق في وسائل الاعلام الايرانية مما يثبت و يٶکد مدى إنزعاج و إنزجار النظام من ذلك و خوفه منه.
هذه المٶشرات الثلاثة التي يمکن إعتبارها صاعقة بالنسبة لطهران لو تمعنا فيها لوجدنا إنها قد جرت في وقت يواجه هذا النظام مرحلة حساسة جدا و يزداد ضعفا و تراخيا و تراجعا و إنکسارا على أکثر من صعيد، ومثلما کان عهد أوباما بمثابة العهد و الفترة الذهبية له فإن عهد ترامب سيکون الفترة المظلمة التي لن تنتهي إلا وقد قضي أمره.