19 ديسمبر، 2024 12:23 ص

مجلس تعاون على الإثم والعدوان ، وتحالف العار العربي !..

مجلس تعاون على الإثم والعدوان ، وتحالف العار العربي !..

وأخيرا ، جُسّد العار العربي على شكل ما يسمى (التحالف العربي) بكل ما فيه من هزائم وإندحارات مزمنة وتناحر وطغيان وتخلف وسياسة حولاء وبشاعة ، إنه التحالف الذي طال إنتظاره فخذلنا لأنه غاب عن نصرة العرب في أحلك منعطفات التاريخ ، لكنه ظهر بعد أن سكتت الأصوات بموت الضمير العربي ، وهو يغدق المليارات من الدولارات ، ليغتال الطفولة في اليمن ، ويكرس الجوع والحصار والإبادة ، تحالف مأجور من قبل المرتزقة ، يقصف المدارس والمستشفيات ، ومنذ أيام تتواصل تقارير منظمة (هيومان رايتس ووتش) عن جرائم حرب ترتكبها السعودية بحق اليمن ، ودعوة هذه المنظمة لحظر بيع الأسلحة إلى السعودية ، وهذه الدعوة تبناها أيضا البرلمان البريطاني ، الذي كان الأجد به إستدعاء رئيسة وزراءه ، لأنها شاركت في القمة الأخيرة لهذا المجلس ، فمشاركتها كانت ضوءا أخضرا لمجرمي الحرب أولئك ، وهذا يجعلها بدورها مجرمة حرب أيضا ، ونفس الشي بالنسبة للرئيس الفرنسي الذي شارك في القمة السابقة ، كل ذلك والعرب والعالم ساكتون ، والسكوت دلالة الرضى ! ، ولو كانت دولة أخرى غير السعودية ، والضحية غير اليمن ، لنعقت أبواق محكمة (لاهاي) لجرائم الحرب ، ولجيّش (المجتمع الدولي) جيوشه للتدخل ، ولنبح من قادة (العالم الحر) ما نبح ، لكن الجلاد هو السعودية ، فلا يهم أن ترتكب ما ترتكب ، ما دامت محتفظة بعلاقات ودية مع (أمريكا) ! .
كانت حصة أمريكا من بيع الأسلحة لهذا التحالف – العار منذ تشكيله المشؤوم ، 20 مليار دولار ، وبريطانيا 4 مليار دولار ، وفرنسا 500 مليون دولار ، والغريب أن بريطانيا صاحبة صفقة القنابل الأنشطارية المحظورة دوليا ، كانت قد حظرت هذا النوع من السلاح عام 2010 ، لكنه ظهر وبيع لهذا التحالف عام 2015 ! .
خرست وسائل الإعلام عن التطرق لموضوع اليمن ، والقليل من القنوات الإعلامية ، تُظهر بشاعة الأعتداء على هذا البلد الطيب ، وهو يواجه الجوع والإبادة  والحصار ، حتى لم أعد أميز بين أطفال اليمن ، وأطفال بلاد المجاعة في أفريقيا ، بينما تنفق السعودية المليارات لشراء أدوات الموت لقتل أبناء جلدتهم !.
أتذكّر مقولة الفنان (عبد الحسين عبدالرضا) في مسرحيته الهادفة (باي باي عرب) ، وهو يقول : (نبي نحس أن هالمجلس ، مجلس تعاون) ، وأقول له ، يا سيدي ، أنه ليس مجلس للتعاون على البر ، أنما مجلس للتعاون على الإثم والعدوان ! ، ولو كُنّا أمةً محترمة ، لدفنّا هذا التحالف رجما بالحجارة !.