سأمت الطماطة المشوية التي يجلبها الجنود من العلوة المجاورة . فهي وحدها التي كانت حاضرة في طبق وجباتنا الثلاث لمدة اسبوعين ، ذلك لأن رز القصعة عفن جدا ممكن أن تتقبله حيوانات المزابل فقط .
غامرت بعبور سياج مستشفى الزبير العسكري وسرت الى المدينة محتاطا من رجال الانضباط وطائرات التحالف التي كانت تبحث عنا وتترك السيد الرئيس .
طفت اسواق الزبير كلها بحثا عن مطعم واحد فلم اجد ، حيث كانت كلها مغلقة بلااستثناء الفاخر منها والمتواضع .
في طريق الخيبة وانا اسأل السماء : لماذ فعلت بي هكذا ؟ ، وجدت استجابتها الفورية تنتظرني قرب حمام شعبي .
فثمة جنود متجمعون حول بائع افترش الارض وامامه (جوله) واواني طعام .
ضاعفت من حركة ساقيّ. اكلت المسافة بخطوات سريعة قبل ان يزداد عدد الزبائن ، وحين وصلت الى هدفي ، وجدت الرجل يبيع على الجنود خبزا وطماطة مقلية فقط.
اكلت (المقسوم) من باب تغيير الشوي بالقلي ،ثم استمتعت بشرب الشاي على انغام أغنية ياساري بينا للمعالي . وعدت بعدها الى قفصي العسكري مليئا بالطماطة.
