تواترت قوى الاستعباد العالمي منذ قرون في كل حضارات العالم ومنذ بدء الخليقة على تهجين المفاهيم وتزييف القيم لايجاد أنواع بشرية ترى الطرح الاستعبادي طرحا تحرريا . حيث تعمل تلك المنظومة الاستعلائية على تدريب أنظمة ومثقفين يوالونها على الترويج والطرح بما يتوائم مع الأعداد الهجينة أنفة الذكر , فترى على سبيل المثال احزابا تطبل لسنين لفكرة القومية وتنجح في اجتذاب جحافل من المتقبلين ثم ما ان تلبث ان تزول ولا يبقى سوى الملايين من الارامل والايتام , اذن نحن نعيش في بيئة تعد لنا مسبقا من قبل مجهول وهذا ” المجهول ” غير معروف مصدره ويهيا لنا الاجواء للتأقلم مع هذه البيئة , والمشكلة ان هكذا مؤامرات لا يمكن التنبؤ بأبعادها الا بعد مضي عقود وبعد ان يحقق المؤسس لها مبتغاه اللئيم وما اكثر تجاربنا في هذا الخصوص , ويا محلى النصر بعون الله .
فعند تقليب صفحات التاريخ نجد ان اغلب مفاهيم تحرر الانسان والغاء العبودية ابتدأت بفكرة ومورست بصبر واخذت حقها بالقوة , فعند النظر الى مصدر الحريات يقولون انه الدستور , وعندها تدرك ان لا دستور ولا قانون كفل بتقييد الحريات واجبر بالعبودية , والتي حتى الديانات السماوية بغضتها هذا ان نضرنا اليها من الناحية الدينية , اما من الناحية الفكرية ( حساب عرب )
نجد ان اغلب جحافل هذه القوى سواء اكانت سياسية ام حزبية دينية ام علمانية مؤمنة ام ملحدة , ترى الطرح الاستعبادي على انه حرية , ويا محلى ” الحرية ” من افواههم , فعندما ضحكوا علينا بشتى الطرق والتي حتى “النصابون” لا يجيدونها لا بل يأخذون دروس وعبر منهم وبالمجان ” حار ومكسب ورخيص ” , فعد كل مناسبة ومحفل وذكرى تجدونهم هائمون فوق رؤوسنا كالجوارح فوق الفريسة (كالانتخابات والمناسبات الدينية ودعاية الاعلام ) والتي صدعوا رؤوسنا بها على انهم وطنيون ومحافظون وفاهمون للوضع وقائمون عليه وكريمون في وقت الشدة , مما لا شك الى اننا ان طرحنا السؤال الذي يعادل المليون دولار في برامج المسابقات , السنا نحن من اتى بهم ؟! السنا نحن من انتخبهم ؟! أليست اصابعنا البنفسجية هي التي من صوتت لهم ؟! , وعندها نجد بأنفسنا الاجابة على اننا قوم نسعى ونطمح الى العبودية والرق , والان نتظاهر كل جمعة سابقة عن التي قبلها ننادي : ” نعم للحريات , نعم للمواطنة , نعم للوحدة , نعم للإخلاص , نعم لحياة حرة كريمة . نعم ونعم ونعم …” , فلا تنسوا ان في قانوننا وقانونهم ( القانون لا يحمي المغفلين ) .