18 ديسمبر، 2024 8:34 م

في الصميم استعباد العقل ؟!

في الصميم استعباد العقل ؟!

تواترت قوى الاستعباد العالمي منذ قرون في كل حضارات العالم ومنذ بدء الخليقة على تهجين المفاهيم وتزييف القيم لايجاد أنواع بشرية ترى الطرح الاستعبادي طرحا تحرريا . حيث تعمل تلك المنظومة الاستعلائية على تدريب أنظمة ومثقفين يوالونها على الترويج والطرح بما يتوائم مع الأعداد الهجينة أنفة الذكر , فترى على سبيل المثال احزابا تطبل لسنين لفكرة القومية وتنجح في اجتذاب جحافل من المتقبلين ثم ما ان تلبث ان تزول ولا يبقى سوى الملايين من الارامل والايتام , اذن نحن نعيش في بيئة تعد لنا مسبقا من قبل مجهول وهذا ” المجهول ” غير معروف مصدره ويهيا لنا الاجواء للتأقلم مع هذه البيئة , والمشكلة ان هكذا مؤامرات لا يمكن التنبؤ بأبعادها الا بعد مضي عقود وبعد ان يحقق المؤسس لها مبتغاه اللئيم وما اكثر تجاربنا في هذا الخصوص , ويا محلى النصر بعون الله .
فعند تقليب صفحات التاريخ نجد ان اغلب مفاهيم تحرر الانسان والغاء العبودية ابتدأت بفكرة ومورست بصبر واخذت حقها بالقوة , فعند النظر الى مصدر الحريات يقولون انه الدستور , وعندها تدرك ان لا دستور ولا قانون كفل بتقييد الحريات واجبر بالعبودية , والتي حتى الديانات السماوية بغضتها هذا ان نضرنا اليها من الناحية الدينية , اما من الناحية الفكرية ( حساب عرب )

نجد ان اغلب جحافل هذه القوى سواء اكانت سياسية ام حزبية دينية ام علمانية مؤمنة ام ملحدة , ترى الطرح الاستعبادي على انه حرية , ويا محلى ” الحرية ” من افواههم , فعندما ضحكوا علينا بشتى الطرق والتي حتى “النصابون” لا يجيدونها لا بل يأخذون دروس وعبر منهم وبالمجان ” حار ومكسب ورخيص ” , فعد كل مناسبة ومحفل وذكرى تجدونهم هائمون فوق رؤوسنا كالجوارح فوق الفريسة (كالانتخابات والمناسبات الدينية ودعاية الاعلام ) والتي صدعوا رؤوسنا بها على انهم وطنيون ومحافظون وفاهمون للوضع وقائمون عليه وكريمون في وقت الشدة , مما لا شك الى اننا ان طرحنا السؤال الذي يعادل المليون دولار في برامج المسابقات , السنا نحن من اتى بهم ؟! السنا نحن من انتخبهم ؟! أليست اصابعنا البنفسجية هي التي من صوتت لهم ؟! , وعندها نجد بأنفسنا الاجابة على اننا قوم نسعى ونطمح الى العبودية والرق , والان نتظاهر كل جمعة سابقة عن التي قبلها ننادي : ” نعم للحريات , نعم للمواطنة , نعم للوحدة , نعم للإخلاص , نعم لحياة حرة كريمة . نعم ونعم ونعم …” , فلا تنسوا ان في قانوننا وقانونهم ( القانون لا يحمي المغفلين ) .