انتعاش وانتشار وازدهار( الإعلام العراقي ) بعد عام ( 2003 ) لم يلقى رواجا في الكثير من أجزاء البلاد بسبب الإعمال العسكرية التي جرت في العراق الجديد , محافظة ( الانبار) ومدنها التي شهدت العديد من المعارك طيلة ( 14) عام الماضية , بات ( العمل الصحفي ) فيها شبه معدوم , و البقية القليلة الباقية من الزملاء الصحفيين باتوا يعملون بصورة سرية مما جعلهم يعيشون في واقع أشبه بالواقع ( المخابراتي ) أما الصحف المحلية العراقية والعربية لم تعد تصل إلى أيدي الصحفيين أو عامة الشعب ، لاندلاع اشتباكات مسلحة بين الحين والأخر في شوارع مدن المحافظة كافة ، واغلب تلك العمليات لم تميز بين المسلح والصحفي الذي يعمل على نقل الإحداث بهدف إيصال الحقيقة إلى الناس ويعيش الآن اغلب صحفيو( الانبار) خارج أسوار محافظتهم وإنا واحد منهم .. وبعضهم ترك العمل خوفا على حياته وحياة عائلته ، مما جعل مستواهم الاقتصادي وحبهم للعمل يتراجع ، بينما تستمر سيطرة المسلحين على اغلب أجزاء المحافظة .. لم تكن رصاصات المسلحين وحدها تستهدف وتقتل وتعتقل ( الصحفيين ) في الانبار بل كانت في السابق خلال السنوات ما بين أعوام
( 2005 – 2008 ) قوات الاحتلال تشارك المسلحين في قتل الصحفيين الإعلاميين والصحفيين واعتقالهم ومنعهم من تغطية الأخبار الساخنة في مدنهم , وعلى كل حال فان الواقع الذي يعاني منه ( صحفيو الانبار ) ولم يعد يعرف الصحفي بأنه ذلك الشخص الذي يعمل في مهنة المتاعب لكي ينور الآخرين بالحقيقة , الأوضاع في كافة مدن .. ( الانبار ) تعد بالمأساوية والمريرة , والصحفي يعيش اليوم في معتقل كبير وأصبحنا في عداد الموتى ، عملنا مقيد ولا توجد حرية في مزاولة عملنا ونحتاج لفرص عمل ولكن بحيادية لتوفير ولو جزء بسيط من متطلبات عوائلنا فنحن مجبرون على ترك العمل رغم أنوفنا , وأصبح البعض من الزملاء عاطلين اليوم عن العمل والبعض الأخر تهجر إلى خارج العراق .. وآخرين نزحوا مع عوائلهم إلى كردستان العراق والى العاصمة العراقية بغداد والى عدد من المحافظات العراقية الأخرى , وان العمل الصحفي في ( الانبار ) بات من أصعب المهن , انه يواجه تهديدات مما زاد خوفهم على حياتهم وحياة عوائلهم , وان توجه بعض المحطات الفضائية والمؤسسات الإعلامية ومع أسفي الشديد لأفكار معينة يزيد الطين بله للزملاء الأعزاء
( الصحفيين – الإعلاميين ) والانبار الآن باتت معزولة كليا بسبب الأوضاع الأمنية المضطربة ، فلا صحيفة تصدر في هذه المحافظة ولا الصحف الأخرى تصل إليها ( اليوم ) بينما انتعشت الصحافة في مدن أخرى في الشمال والجنوب , بينما نجد إعلاميو ( الانبار) المبدعين يواصلون العمل بين فضائيات المحافظات الأخرى وبأجور لا تليق بهم , وان المحافظة ( الآن ) معزولة كليا عن العالم آذ لا تصل إليها ( صحيفة واحدة ) فضلا عن ذلك انقطاع الاتصالات ووسائل التواصل بسبب العمليات العسكرية التي تجري على مدار الساعة وان كل ما يجري هنا من ظلم وقتل وتعسف لا ينقل بصورة حيادية ومنصفة في( الانبار) وتشوبه المخاوف وتجهله الكثير من وسائل الأعلام وما يصل إليها يبقى في حدود الممكن فقطومن الله التوفيق