لم يعد هناك من أدنى شك بأن معظم دول المنطقة و العالم باتت ليس تنتظر فقط وانما ترحب أيضا بسقوط نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية وتخليص الشعب الايراني و شعوب المنطقة و العالم من شرور و عدوانية مخططاته التي ألحقت و تلحق أفدح الاضرار بإيران نفسها و المنطقة، والذي يميز هذا النظام هو إنه لايهمه الضرر أو الخسائر التي تلحق بأي کان طالما کان هو سالما.
هذا النظام الذي سعى من خلال أساليب و طرق تمويهية مخادعة مشبعة بالاکاذيب الإيحاء بأنه حليف اساسي و قوي و ثابت للدول العربية و الاسلامية وإنه يٶيد القضية الفلسطينية و يدعمها بقوة، لکن الايام أثبتت بأنه أکثر نظام ألحق الاضرار بالبلدان العربية و الاسلامية بل وبالقضية الفلسطينية ذاتها، ذلك إنه لم يقدم للبلدان العربية و الاسلامية و للقضية الفلسطينية غير الانقسام و التجزأة و الخلاف و التموضع ضد البعض، لکن الغريب و الملفت للنظر إن هذا النظام وفي الوقت الذي قام بتدخلات سافرة في بلدان المنطقة وأسس أحزاب و ميليشيات عميلة تابعة له تعمل ضد شعوبها و بلدانها، فإنه وضع خطوطا حمراء أمام بلدان المنطقة بشکل خاص من أي تعاون أو إتصال أو تنسيق مع المعارضة الايرانية النشيطة المتواجدة في الساحة على الدوام و المتمثلة في المجلس الوطني لمقاومة الايرانية، لکنه في نفس الوقت سعى أيضا بکل إمکانياته من أجل ضرب المعارضة الايرانية بمختلف قواها و تياراتها وبالاخص المجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يعتبر صاحب مشروع سياسي ـ فکري طموح و ينظر إليه کبديل فعلي قائم للنظام، حيث يقوم النظام بالسعي من أجل إبعاد أو دفع أطراف أو تيارات في المعارضة الايرانية لکي تنأى بنفسها بعيدا عن هذا المجلس وهو بذلك يضرب عصفورين بحجارة واحدة.
الاطراف و التيارات الايرانية المعارضة ولاسيما من الاقليات العرقية أو غيرها، والتي تعمل لوحدها ضد النظام و تطالب بإسقاطه لکنها ترفع في نفس الوقت مطالب يمکن إعتبارها غير طبيعية بالنسبة للقضية الايرانية، ذلك إن بعض الاطراف المعارضة ولاسيما العربية منها و التي تدعو للإنفصال عن إيران، فإن هذا المطلب و مع بقاء و إستمرار النظام الحالي، يعتبر مادة دسمة لطهران کي تستغلها من أجل تأليب الشعب الايراني و کذلك إقناع دول العالم بأن هناك مٶامرة و مخطط يستهدف النيل من السيادة الايرانية، کما إنه يلحق أيضا ضرر بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية الذي يضم بين صفوفه أحزابا و منظماتا و شخصياتا سياسية من مختلف الاعراق و المذاهب و الاديان و الاطياف، وإن هکذا نهج يساهم بإطالة عمر النظام و عرقلة الجهود المبذولة من أجل إسقاطه، خصوصا وان الاهم و الاکثر إلحاحا حاليا هو إسقاط النظام مع ملاحظة إن للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية برنامج سياسي کبير من ثلاثة فصول لمرحلة مابعد إسقاط النظام وفيه يعترف بالحقوق الثقافية المشروعة للأقليات العرقية و الدينية بل وإن إعلانه لمسودة الحکم الذاتي لکردستان إيران هو بمثابة خطوة عملية واقعية لطمأنة کل من يشکك بهذا المجلس، وإن الافضل للتيارات و الجماعات الايرانية المعارضة التي تعمل لوحدها أن تنضم لهذا المجلس و تواصل نضالها من هناك في ضوء ذلك البرنامج الوطني الطموح الذي يلبي طموحات و أماني معظم أبناء الشعب الايراني.