17 نوفمبر، 2024 7:17 م
Search
Close this search box.

ماذا يريد ترمب من العبادي في واشنطن ..؟

ماذا يريد ترمب من العبادي في واشنطن ..؟

من المقرر أن يزور حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي،واشنطن في الاسبوع المقبل ،بدعوة من الرئيس ترمب (إستدعاء وليس دعوة)،لاجراء مباحثات السيناريو الامريكي ،ما بعد هزيمة داعش في معركة الموصل ،وتنفيذ الاستراتيجية الامريكية ،التي وضعها البنتاغون وقدمها لترمب ،والتي تهدف القضاء على الارهاب وداعش والتنظيمات الارهابية خلال فترة 30 يوما ،حسب طلب الرئيس ترمب ،والتغييرات والتحولات السياسية والعسكرية المرتقبة، لمنطقة الشرق الاوسط عموما والعراق خاصة،بعد الانتهاء من معركة الموصل والرقة معا، إذن زيارة العبادي تدخل في باب استلام التعليمات والتوجيهات الامريكية، والتهيؤ لتطبيق السيناريو الامريكي الترامبوي، لاسيما وإن الادارة الامريكية ،طلبت من العبادي وحكومته المشاركة في معركة الرقة ،بعد الانتهاء من معركة الموصل قريبا ، بمعنى أن هذا هو إعلان رسمي أمريكي لانضمام العراق ،الى التحالف الدولي الذي تقوده امريكا ، وكان العبادي في وقت سابق اعلن قصف تنظيم داعش في الاراضي السورية في البوكمال ، بعلم وموافقة الجانب السوري والتنسيق معه ، إذن العبادي الان أمام خيارين لاثالث لهما ، ستحدده زيارته للبيت الابيض ،فإما ينفذ كل تعليمات وقرارات الرئيس ترمب وادارته ،وفي مقدمتها حسب السيناريو الامريكي ،(حل الميليشيات ،والحشد الشعبي، والغاء قرارات بريمر كلها، وبضمنها الدستور والغاء المحاصصة الطائفية) والخروج من الاملاءات الايرانية والطلب من ايران الخروج من العراق ،وعدم التدخل في شؤونه الداخلية ، ومقابل هذا ستقوم الادارة الامريكية بإعمار العراق ،تحت شعار (النفط مقابل الاعمار)، وفي وسط هذا الغلو الامريكي لفرض الشروط التعجيزية للعبادي ، التي نشك بأنه قادر على تنفيذها دون الضغط على شركائه في التحالف الوطني والاحزاب التي ولاؤها لايران، إلا ان الادارة الامريكية ،تعمل على تهيئة الاجواءالسياسية ،التي تمهد للعبادي وتشجعه على المضي في تنفيذ ،ما تريده ادارة ترمب منه ،ومنها رعاية ودعم الرئيس ترمب لمؤتمرات كبيرة وبرعاية دولية لقادة السنة في العراق،كمؤتمر جنيف ومؤتمر انقرة الاخير ،في إشارة واضحة على دعم التوازن وتقاسم النفوذ،لمرحلة ما بعد داعش، وانهاء دور الدولة الدينية، والقضاء على الاسلام السياسي الراديكالي، بكل أشكاله ومشتقاته وتوجهاته ، والدليل على هذا حضور (قادة الحزب الاسلامي وحضورهم في المؤتمرات منهم اياد السامرائي واسامة التكريتي وسليم الجبوري واخرين )، لترويضهم وإخضاعهم للتوجهات الامريكية الجديدة،والتخلي عن اخونة المجتمع بإسم الاسلامبتغيير بوصلة وإسم الحزب ،لذلك يسعى الحزب الاسلامي في العراق ،لتغيير اسمه في الانتخابات المقبلة ، وباشر سليم الجبوري ،وأعطى أوامره لأعضاء الحزب الدخول في الانتخابات بكتل تحت أسماء أخرى ،في لعبة مكشوفة للشارع العراقي،وإشارة للتخلي عن الحزب الاسلامي (بتقية ) ،تعلمها من التحالف الوطني في انتخاباته الماضية ،والذي يتابع الشأن السياسي في العراق، يرى بوضوح الصراعات والخلافات ،التي تنذر بحرب شيعية – شيعية ،وحرب كردية –كردية، تؤججها وتريد إشعالها دول إقليمية لها مصالح إستراتيجية في العراق، وفي مقدمتها إيران ، التي تريد خلط الاوراق السياسية والعسكرية في العراق، وتأجيج الصراع القومي والطائفي ، لابقاء الاوضاع كما هي عليها لصالحها،كي لايطالها النتغيير المرتقب، اذن زيارة العبادي ننتعبرها زيارة(تاريخية )،

لانها ستضع النقاط على الحروف ، وتقرر مصير العراق والمنطقة بأكملها، ومن هنا تعد تاريخية ، خاصة بعد الانتصارات الكبيرة التي يحققها الجيش العراقي في طرد تنظيم داعش من العراق نوتصديه لداعش ،واثباته أنه القوة التي تهزم داعش وتؤهله لقيادة الحرب على الارهاب ،لمرحلة ما بعد داعش ، في المنطقة كلها وليس في العراق، والدليل الطلب من حكومة العبادي ،المشاركة في معركة الرقة القادمة ، واعلان جهاز مكافحة الارهاب هو أقوى جيش في المنطقة قادر على هزيمة داعش والقضاء عليه ، وهكذا تؤهل الادارة الامريكية ،حكومة العبادي والجيش العراقي والعملية السياسية، لمرحلة ما بعد داعش ،لضمان إنجاح الاستراتيجية الامريكية في مواجهة الارهاب،لاسيما وإن امريكا أعلنت وعلى لسان الجنرال فونتيل قائد الجيوش في الشرق الاوسط( أن أمريكا إتخذت موقفا تاريخيا لمواجهة إيران وميليشياتها والحرس الثوري ،وندعو الدول الاوروبية والعالم لاتخاذ نفس الموقف)، إذن إدارة ترمب إتخذت قرارها التاريخي في أعلان الحرب على إيران ،وحرسها الثوري وحزب الله وميليشيات الحوثي وتنظيم داعش والميليشيات العراقية ، ولابد من وقوف العالم معها ،حسب الطلب الامريكي ،لانها تعتبر إيران وميليشياتها خطرا داهما على الامن والسلم العالمي،وان ايران هي راعية الارهاب الاولى في العالم ورأس الافعى ،والداعمة لتنظيم داعش والنصرة والقاعدة ، اذن لكي نضع زيارة العبادي في سياقها وتوقيتها ،لابد من فتح كل ملفاتها ،وهذه الملفات هي ضرورة حسم معركة الموصل سريعا والتوجه لمعركة الرقة ،مع اعادة النازحين فورا والعمل على اعادة اعمار المدن التي دمرها داعش ، وعودة العلاقات العراقية –العربية،لعودة العراق الى وضعه الطبيعي ،كإجراء أولي لمساهمة الدول العربية اعمار العراق ،وإبعاده من التغول الايراني ونفوذه وسطوته واحتلاله ،هذه الملفات الشائكة التي ستواجه العبادي في زيارته للبيت الابيض،وعلى حسم خياراته ،لان الوقت ليس بصالحه ،بعد تزايد الصراعات والتسقيطات ضده من خصومه، واسقاط حكومته وإفشالها، المتربصين به من داخل التحالف الوطني ،وفي مقدمتهم نوري المالكي الذي يعمل بكل قوة للعودة الى رئاسة الوزراء ،مستغلا الحشد الشعبي في الانتخابات المقبلة كورقة ضامنة له ولكتلته ،إذن العملية السياسية برمتها أمام خيار وحيد يفرضه الرئيس ترمب وادارته ،والتنفيذ واجب على الجميع دون استثناء ، وسيكون هناك خيارين امام الاحزاب والعملية السياسية ،إما الاصطفاف مع إيران وأحزابها وميليشياتها ،

وإما الدخول في السيناريو الامريكي لضمان البقاء في السلطة ، وهي خيارات مصيرية بالنسبة للاحزاب،وعليها تغيير نهجهها الاسلاموي واسمائها الاسلاموية وتبعد عن الراديكالية الاسلاموية نهجا وفكرا ، وبهذا يجعلها بمنأى عن التغيير والملاحقة ،ناهيك عن إحالة جميع المسئولين، ورؤساء الكتل والاحزاب الفاسدين والمتهمين بالفساد، ممن أشرتهم الادارة الامريكية وتعرف كل شاردة وواردة عن فسادهم وبالاسماء والاماكن ، وإحالتهم على قضاء جديد غير مسيس ،وهذه مهمة كبيرة تصر الادارة على تنفيذها كإجراء للقضاء على الفساد الكبير الذي ينخر بالسلطة من قبل الاحزاب الذي حكمته منذ بدء الاحتلال الامريكي والى يومنا هذا ،والذي يقدر بأكثر من ألف مليار دولار ويزيد، اليوم والعراق يعيش كارثة الاحتلال الايراني وتغول داعش وتداعياته،والمهجرين بالملايين والنازحين بالملايين والمشردين بالملايين ،وافراغ المدن من أهلها ، هو في أمس الحاجة لانتشاله من وضعه الكارثي، ويتشبث باستار الكعبة لتخليصه وانقاذه من هذا الوضع الكارثي، ومستعدة أن تتحالف مع شيطين الليل لاخراجها من نار الارهاب والقتل والذبح والتهجير والنزوح،وعودة الحياة لهم بأي ثمن ، وهذ مرحلة تاريخية عصيبة ،لم يشهد لها تأريخ العراق كله ، أعتقد أن المرحلة المقبلة ، بكل تأكيد هي مرحلة عبور الازمة ، والتفرغ لاعمار وبناء العراقنبعيدا عن النفوذ الايراني، والذهاب الى دولة المواطنة وحقن الدماء،واعادة لحمة الشعب العراقي بكل اطيافه ، ولو أنها مرحلة صعبة ولكنها ليست مستحيلة،اذا توفرت الارادة الدولية لاخراج العراق من محنته وتخليصه من النفوذ الايراني واحتلاله للعراق ورعايته للارهاب بكل أشكاله ،تحقيقا لمشروعها الكوني الديني والتوسعي لاقامة الامبراطورية الفارسة ،على جماجم أبناء العراق والمنطقة ،واستخدماهم ككباش فداء لها ولمشروعها العنصري البغيض، الذي ترفضه منطقة الشرق الاوسط ،لذلك نعتبر زيارة العبادي لواشطن في هذه المرحلة بالذات ،هي فاصلة لبداية عصر جديد في المنطقة ،ينقل المنطقة كلها الى شكل آخر ،ليس لان العبادي شخصية مهمة الى هذا الحد ،ولكن لان العراق هو بوصلة الارض، وأهميته الاستراتيجية تجعله دائما هو قطب الارض ولا إستقرارفي العالم بدونه، ولهذا تكالبت عليه الدول ،وعليه إعادتها الى حجمها الطبيعي وسيفعل الآن…

أحدث المقالات