23 نوفمبر، 2024 12:07 ص
Search
Close this search box.

العراق (14) سنة من الحججِ الإلهية البالغة أفلا نتعظ !

العراق (14) سنة من الحججِ الإلهية البالغة أفلا نتعظ !

كل ما يجري من سننٍ إلهية وفق الحكمة والعدل الإلهي وحجته البالغة على العباد وحلمه ولطفه وفيضه, والحجج والآيات مفهومها واسع ومتعدد كونية كانت أم بشرية كالأنبياء والرسل والأولياء والصالحين والربانيين , أو ظهور الفساد بسبب ماكسبت أيدي الناس للتذكير والتحذير والتنبيه , وتقدير الله سبحانه وتعالى للمدة الزمنية من الحجج والإختبار والبلاء والتذكير راجع الى علمه بعباده ومدى تحقق الحجة الكاملة بعد تبيّن ووضوح الحق من الباطل الذي ألتبسَ عليهم بسبب جهلهم أو تصديقهم بمن اقتدوا بهم أو بسبب الذنوب وعدم التوفيق وبسبب المغالاة والتقديس الأعمى وما أُشرب في قلوبهم من حب وتسليم للدعاوى الظاهرية ! فشاء الله تعالى أن يمنح الفرصة للتبصر والبصيرة والرجوع والإعتراف بالخطأ بعد كشف الضّلال والإنحراف الذي هم فيه ! وفي بلدي العراق وعلى شعبي العراقي مرت 14 سنة كانت كافية في الحجج البالغة  علينا ؟ 14 سنة كشفت لنا بالدليل القاطع فساد وكذب ونفاق كل سياسي تحكم في البلاد والعباد بعد أن كانوا عندنا مقدسين منزهين صالحين لا نرضى بمن يظن بهم سوءاً ! 14 سنة كشفت حجم المؤامرة والمكر والغدر الذي تلعبه  أميركا ودول الإقليم وكلُ حسب من يرتبط بهم  ويواليهم من ساسة ورموز دين انتهازيين !
14 سنة كشفت لنا أن المرجعية الدينية بعلمها وحوزتها قد أخطأت أخطاء كثيرة ومكررة وأبرزها عندما شّرعت وبررت ودعمت وأيدت الساسة الفاسدين وربطت بهم مصلحة المذهب والإسلام والعباد والولاية وحساب الآخرة ! 14 سنة كاملة كشفت لنا أننا كشعب ليس سوى إلا قطع شطرنج يحركها المتنافسون كل حسب خطته ومصلحته ! 14 سنة كشفت لنا بتجلي ووضوح مسؤوليتنا بحجم الفساد الذي كسبناها بأيدينا وأصواتنا والعذاب الذي لقيناه من جزع أكبر وموت أحمر وموت أبيض وطائفية  وأرامل وجياع وأيتام , وكشفت لنا رحمة الله بنا رغم كل ذلك ولطفه وترجيه منا بالرجوع والتوبة قوله تعالى (ظَهَرَ الفَسَادُ فِي البَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) وقوله تعالى (وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) 14 سنة كشفت لنا  لا تغير إلا بتغير ما بأنفسنا خلال 14 سنة مضت قوله تعالى (نَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ) !!
14 سنة تذكرنا بسنين يوسف عليه السلام ومسلسل يوسف ليس ببعيد و الذي شاهدناه وهو حجة علينا حين شاء الله تعالى وفي الأسباب الطبيعية  أن يكشف أخطاء وجهل وعدم أهلية ونفاق وانتهازية كهنة المعبد والآلهة المزيفة والتقديس الأعمى لها وينتزع هيبتها المزيفة من قلوب الناس ويسقطها وكل من أرتبط بهم وتعلق في عباءتهم , ومن ثم الإتجاه نحو التغير وإختيار من هو أهلاً للسياسة وإدارة شؤون البلاد وإقامة العدل وإنصاف المظلوم والمساواة وتوزيع الثروات بالحق والتعايش السلمي وتفعيل مؤسسات القضاء وتوفير الأمن والأمان ! أفلا نتعظ بعد هذه السنين الطوال والحجج البالغة ؟! وهل مازلنا نصدق ونتبع ونروج لدعوة هذه السياسي الفاسد أو الرمز الفاشل أو بمشروع هذا وذاك من نفس الكتل والأحزاب الفاشلة الفاسدة المتورطة في خراب البلاد والعباد ! وهل مازلنا نلدغ ونلدغ وتمرر علينا ونخدع باستغلال تضحيات الحشد ودماء شهداء الحشد والقوات الأمنية فيجعها هؤلاء الفاسدون المترفون المتخفون في حجورهم أن يجعلوا منها دكاناً للمتاجرة وسبيلاً للانتهازية وسرقة الاصوات !! ألم يكذبوا علينا ويسرقونا من قبل باسم المذهب والطائفة والعشيرة والمرجعية !! فاذا كنا معذورين لأننا لم نجربهم بعد ولم نصدق بمن حذرنا منهم فهل بقي الآن عذراً ومبرراً !!

أحدث المقالات

أحدث المقالات