17 نوفمبر، 2024 9:33 م
Search
Close this search box.

الجيل السياسي الجديد..(9) الولاء السياسي..بين المبدأ والمصلحة

الجيل السياسي الجديد..(9) الولاء السياسي..بين المبدأ والمصلحة

في ظل عمليتنا السياسية،نرى كيف أن العديد من الجهات السياسية الفاعلة محتضنة لآلاف العاملين في صفوفها بدء من المنتظمين العاديين حتى القيادات العليا، فهل أن جميع المنتظمين في هذه الاحزاب مؤمنين ومطبقين لمشاريع الجهات التي ينتمون اليها، أم أن هنالك سمات أخرى تعبر عن طبيعة الولاء السياسي لدى هؤلاء..؟
نحن نرى أن هؤلاء ينقسمون الى ثلاثة أصناف، الصنف الاول هو الرصيد الحقيقي لهذه الجهات وهم الذين يشعرون بأن انتماءهم لجهتهم عقائدي أو أخلاقي ملزم لهم بأن يسيروا وفق المشروع الذي تتبناه جهتهم،فتراهم يروجون باستمرار لمشروعهم ويدافعون عنه بقوة ويفندون كل الاشاعات التي تطاله، هؤلاء على استعداد دائم لتقديم كل ماتحتاجه منهم جهتهم السياسية حتى وان كان العطاء دون مقابل،بل أن بعضهم قد يقدم مايفوق طاقاته وامكاناته، نعم هؤلاء هم الكنز الثمين الاولى بالرعاية والاهتمام لمن أراد أن يؤسس لعمل سياسي مؤسساتي نموذجي.
اما الصنف الثاني فيمثله المحبون وهؤلاء أقل درجة في الولاء السياسي من الصنف الاول، فهم يفضلون جهتهم على غيرها ولكن ارتباطهم شكليا فقط ولايؤثر الا في مرحلة الانتخابات حينما يدلون بأصواتهم لصالح الجهة التي ينتمون اليها، ولايدافعون عن مشروعهم ولايروجون له ولاعلاقة لهم بأي شائعة تطال جهتهم أو مشروعها ومبادراتها، ومن الممكن عند أي خلاف بسيط او اعتراض على آلية عمل داخلية تراهم يغادرون جهتهم بكل سهولة لان ارتباطهم كان سطحيا ولم يصل الى درجة الولاء الحقيقي.
أما الصنف الثالث فهذا هو الاشد فتكا وخطورة على جميع الجهات، وهو من يمثله الانتهازيون وأصحاب المشاريع الشخصية او ادوات ظل لجهات اخرى تحاول التجسس ومعرفة أخبار وحركات وسرائر الجهة التي يعملون ضمن حلقاتها، وهؤلاء موجودون بدء من أضعف الى أقوى حلقة قيادية داخل الاحزاب والتيارات، ويقف ضمن صفوف هذا الصنف العاطلون عن العمل الذين يبحثون عن فرصة عمل من خلال الانتماء لاي جهة توفر لهم فرصة وظيفية في دوائر الدولة أو ضمن مفاصل الجهة نفسها، أو الذين يكون دافع انتظامهم هو الحصول على موقع مهم في مؤسسات الدولة، علاقة هؤلاء مع الجهة التي ينتمون اليها وقتية، فمتى ماتحققت المصلحة او انتفى مجال تحقيقها تراهم يغادرون بكل سهولة بل قد تراهم يكشرون عن أنيابهم تجاه جهتهم الام حينما يرتمون في أحضان جهات أخرى توفر لهم مايبحثون عنه..!
هذه الاصناف الثلاثة موجودة في جميع الجهات السياسية سواء كانت صالحة أو فاسدة، ولذا على كل القائمين على قيادة الاحزاب والتيارات أن ينتبهوا ويتفحصوا باستمرار عن الولاء السياسي لمنتظميهم فالمساواة بين الجميع في الحقوق والواجبات مع مايحمله من ظلم للصنف الاول ثم الثاني،كذلك فانه مؤشر خطير يهدد كيان الجهة السياسية ويقودها نحو مستقبل قد يصل في مرحلة ما الى أن تصبح كامل زمام الامور بيد الصنف الثالث وهنا تحل الكارثة ويقرأ على مشروعها السلام..!

أحدث المقالات