23 ديسمبر، 2024 9:48 م

أين الثرى من الثريا !؟

أين الثرى من الثريا !؟

لا ينكر أحد أن الفرق كبير و شاسع ولا يقدر بحد معين ما بين الثرى و الثريا بما تملكان من وجوه التمايز بينهما وهذا يعود إلى الخصال و الصفات التي يتحلى بها كل منهما ، فالمعروف أن الثرى وهو التراب الندي و أما الثريا فهي في عرف أهل الاختصاص الكثيرة المال لكننا ضربنا هنا هذه الامثلة من اجل اظهار حقائق قد غابت على الكثير من العقول الانسانية بسبب فلتة من فلتات الزمان و لافتقار البشرية للقاعدة العلمية التي تصان الانفس بها و تحفظ الدماء بواسطتها لانها يقيناً ستكون على قدر كبير في التمييز بين العالم و الجاهل ، بين الحجة الدامغة و بين الحجة الضعيفة التي تفتقر للسند الصحيح ، فلو القينا الضوء على كتاب ( اساس التقديس ) للإمام و الشيخ الفخر الرازي و في المقابل نتعرض بببعض المقتبسات من كتاب شيخ الاسلام ابن تيمية ( بيان تلبيس الجهمية ) لوجدنا الفرق الشاسع بين الكتابين خاصة ونحن نعيش هذه الايام الهجمة الشرسة لتنظيم الدولة اللاسلامية (داعش) وهم قد جعلوا كل المسلمين في خانة التكفير وكأنهم لا زالوا في عصور الجاهلية حتى جاءت داعش بفتح جديد وهو الاسلام لكنه أي اسلام إنه الاسلام الصهيوني المبني على أسس التجسيم و التشبيه الواقعي لله تعالى و نسب الصفات الانسانية إليه ، ففي عودة لكتاب الامام الرازي السني الاشعري نجده في القسم الاول قد جعله للرد على المشبهة و دعاة التجسيم وكذلك لدفع شبهاتهم و دحض ادلتهم و الرد عليهم و كشف زيف بدعهم فقال في مقدمته الاولى  ( في الدلائل الدالة على أنه تعالى منزه عن الجسمية و الحس ) فكانت المقدمة الاولى تحت عنوان ( في اثبات موجود لا يشار إليه بالحس ) بينما نجد ابن تيمية في مؤلفه اعلاه يقول ( إذا كان الله موجود فلابد أن يشار إليه ) وهنا يتبين لنا حقيقة عنوان مقالتنا هذه فأين الثرى من الثريا ؟ فالشيخ الامام الرازي في مقدمته اعلاه قد فندَّ و رد بدعة حديث الشاب الامرد الذي صححه ابن تيمية بل و اجزم على صحته بما ساقه من حجج و براهين رغم تعارضه التام مع القرآن المجيد الذي يقول ( لا تدركه الابصار وهو يدرك الابصار) ، فكلام الامام الرازي يضع النقاط على الحروف ويدلي بالحقائق كما اوردها القران المجيد وهذا ما اثبته المرجع الصرخي الحسني في محاضرته العاشرة من بحثه الموسوم وقفات مع التوحيد التيمي الجسمي الاسطوري بتاريخ 14/1/2017 فقال فيها الصرخي : (( لاحظ: الرازي أتى بمقدمة لاثبات موجود لا يشار له بالحس، بعد هذا يأتي بردود المخالفين، بردود المجسمة والمشبهة، فالمشبهة والمجسمة يقولون: لا يوجد موجود لا يشار إليه بالحس، كل موجود يشار إليه بالحس ما هو الدليل على هذا؟ يقولون يوجد مقدّمات وهذه المقدّمات بديهية وضرورية، فيأتي الرازي ويقول: بأنّ هذه المقدمات التي طرحها التيمية جماعة التوحيد الأسطوري المجسمة الحشوية هي ليست مقدمات بديهية لذلك قال: فنقول: الذي يدل على أنّ هذه المقدّمات ليست بديهية ))
فكل ما يراه التيمية و يقولون به قد تلاشى أمام حجج و براهين السلف الصالح امثال الإمام الفخر الرازي و الامام احمد بن حنبل و غيرهم من اعلام الفكر الاسلامي بما تركوه لنا من آثار علمية و تراث ثر يدفع بدع الضالين و يرد خزعبلات المجسمين و يكشف زيف المشبهين .