22 نوفمبر، 2024 11:55 م
Search
Close this search box.

هل فكرنا يوماً في معنى التزاوج؟!

هل فكرنا يوماً في معنى التزاوج؟!

الأسرة كيان إجتماعي صغير، يكون بمجموعه النظام المجتمعي، وهو ركيزة أساسية لبناء الدولة والوطن، فكلاهما لا يقومان إلا بوجود المواطن وأسرته، مرتبطين بمنظومة مبادئ، وقيم، وعادات، وتقاليد تجعل من الفرد الناشئ في الأسرة، قادراً على مواجهة الحياة، مع الإلتزام بأن هذه الأسرة، تحتاج الى جملة من العوامل، لكي تتطور بحياتها فيتقدم المجتمع بتقدمه، ولكن كيف هيأ الدين الإسلامي بأحكامه العظيمة لهذا الإنسان، كيفية إنشاء الأسرة وهل فكرنا في معنى الزواج؟
عملية الزواج كما يصفها القرآن الكريم بقوله:”خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا أليها”ومعناها(أن التزاوج يكون بين النفوس، وليس الأبدان كما هو المستفاد من كلمة (أنفسكم)، وكثير من الأزواج لا يلتفتون لهذه الحقيقة، ومن هنا ينصب إهتمامهم، في عوارض البدن من الجمال والإلتذاذ البدني وغيره، ومن المعلوم إن الذي يحقق الأُنس هو التزاوج النفسي، الذي لا ينقطع مع تقادم العمر خلافاً للتزاوج البدني)، إنها إضاءات إجتماعية للشيخ حبيب الكاظمي حول الزواج.
قال النبي محمد (صلواته تعالى عليه وعلى آله): (ما بني بناء في الإسلام أحب الى الله من التزويج)، كما قال: (من أحب سنتي فليتزوج)، فهي سر من أسرار الحياة السليمة، وناتج عملية الزواج هو تكوين أسرة سليمة، وبالتالي يتكون المجتمع السليم، كما يقول الشيخ الكاظمي:(ملفت جداً أن القرآن الكريم، جعل الغاية من الزواج السكون، والمودة، والرحمة، فكل ذلك من بركات تلاقح النفوس، خلافاً للمعاشرة والتناسل، الذي هو من عوارض الأبدان).

أشارت المرجعية الرشيدة في خطبة الجمعة، 27/ربيع الثاني/1438 للهجرة، الموافق 26/كانون الثاني /2017، الى قضية في غاية الأهمية، وهي إرتفاع نسبة الطلاق بين الأسر العراقية وبأرقام مخيفة، وستكون كارثية فيما لو سُكت عنها، لكن المرجعية وعلى لسان وكيلها الشيخ عبد المهدي الكربلائي، وجهت العوائل العراقية بضرورة الحفاظ على هذا الكيان (الأسرة)، فالطلاق مرض خطير يهدد كيان الأسرة والمجتمع معاً، وأهم أسبابه عدم اللجوء لوسائل الإصلاح، لذا نوصيكم بصلاح وإصلاح أُسركم.الإنسان الواعي الذي يعرف أهمية الأسرة ببناء المجتمع الصالح، يجعل الطلاق آخر الحلول وأشقها عليه، فالرجل القوام يختلف عن المرأة، فهو مَنْ يتحمل مسؤولية البناء، لذا وجب عليه ألا يستعجل الهدم، ففي التأني السلامة وفي العجلة الندامة، خاصة وأن العراق اليوم يمر بكثير من الإرهاصات والسلوكيات، التي كان معزولاً عنها أيام النظام البائد، فعندما تبنى الأسرة على أسس صحيحة ومتماسكة، فالمجتمع سينشئ صحيحاً متماسكاً، ويتمتع الرجل والمرأة بالقوة والمكانة والمنزلة.

دعوة خاصة للرجال:إذا كنتم تريدون الإستقرار النفسي، والطمانينة ببيوتكم وبين أسركم، فأبدؤوا بأنفسكم، ففي الزواج خير كثير ونفع عظيم، وإدركوا أن البيت هو البيئة الأكثر تأثيراً في بناء شخصية الفرد،  لكن أذكركم بشيء كبير، وله معنى عميق في نفوسنا، كان لدينا بيت صغير وبسيط، يضم خمسة أشخاص، وكانوا أكثر تواضعاً وتآلفاً، ومودة ورحمة، وببركاتهم إمتلأ العالم بالخير والسكون، بيت محاط بسياج من طاعة الباريء عز وجل، إنه بيت علي وفاطمة(عليهما السلام).

أحدث المقالات