أحداثٌ وجرائمٌ تفننَّ صُناعُهَا بأبشعِ أدواتِ الخسةِ والنذالةِ في ترويعِ شعبٍ كانَ للسلامِ سلامٌ و للمحبةِ وئامٌ , شعبٌ تجرعَ من شرايينِِ الألمِ كُلَ الآلامِ ومِنْ سينَما ألتأمرُكْ الهُوليودي كُلَ جَرائِمِ الأفلامِ , فَراحَ يَغُوصُ في بَحْرٍ مِنْ فِتَنِ المَعارِكِ والحُروبِ بِلا هَدَفٍ أو غايَةٍ سامِيَةٍ إلا المَصالِحْ النَفْعِيَةِ الضَيّقَةِ الفَرْدِيَةِ لِذلِكَ الرَئيسْ أو هذا الحِزِبْ ..؟
ثَمانِ سِنينٍ مِنَ هَتْكٍ للحُرُماتِ وَذَبْحٍ للكََراماتِ وَتَيْهٍ وَتَيْهٍ في غاباتِ الحِقْدْ الصَليبيةِ عَلى الإسْلامِ السامي وَرُوحهُ الأبيَةِ , ثَمانِ سِنينٍ مِنَ الاحْتلالِ الأمَيرِكي وَغَزْوِهِ الغاشِمْ البَغيضْ عَلى أرْضِ المُقَدَساتِ وَشَعْبِ الحَضاراتِ , فَما بَيْنَ حيتانْ الدَمِ البَشَري بَحْرٌ تَتَلاطَمُ فيهِ أَمْواجِ الفِتَنِ وَعَذَابِ الفُقْرِ وَالعَوَزِ وَالحِرْمانِ إلى شِراعِ سَفانٍ تَجِرُ بهِ رِياحُ الطائِفِيَةِ المَقيتَةِ المُحرِقَةِ الهالِكَةِ لِكُلِ حَرْثٍ وَنَسْلٍ في الأرْضِ وَالعِبادِ , فَعَلى كُلِ هذهِ الآلامِ رَسَتْ أخيراً سَفينَة العِراق على مَشْهَدٍ كانَ التلميذُ أصْبَحَ فيها أُسْتاذاً وَنُصفْ على مُعَلِمَهُ وَمُلهِمَهُ الأولْ فَكانَ أشرُ خَلَفاً لِشَرِ سَلَفاً , مَشهَدٌ وَمَعَ إطلالِ سَنَتَهُ الجَديدَة عَكَسَ كُلَ إيحاءاتِ وَصُوَرِ التَخْوينِ وَ التَشَرذُمْ وَالتَفَكُكْ الأخلاقي على مَسْرَحِ السياسيينْ , لِيَقَعَ مَرَةً أُخْرى العِراق أَسيراً بَيْنَ فَكَيّ الطائفيةِ السياسية وَالمَذْهَبية الرَجْعية ,وَكُلُ ذلِكَ تَحْتَ غِطاءٍ ديني وَشَرْعَنَةٍ تَجاوَزَتْ حتى صَلْبَ المَسيحْ وَكأننا بَيْنَ قَرْنيَّ الحادي عَشَرْ وَالسادِسْ عَشَرْ مِنْ عَصْرِ التَخَلُفْ الغَرْبي الأوروبي عَصْرُ الكَنيسَةِ وَسَطوَتِ يَدها على الهَرَمِ الطَبَقي الجَماهيري , فَلا صِناعَةَ وَتَطَوْرٌ وَلا ابْتِكارٌ وَاختِراعْ ,فَالعلمُ كَحباتِ القَمْحِ يُطْحَنُ في قُطْبِ رَحى الكَنيسةِ ليَصيرَ خُبْزاً يُشَبّعْ بهِ بُطُونَ القَساوِسَةِ وَالكُهانِ بَدَلَ أَنْ يَكونَ رَغيفاً يُشَبِّعْ مَلايينَ العاطلينَ على أرْصِفَةِ الأقْدارِ وَتلاعُبْ أدْوارِها , وَما اليَومَ ببعيدٍ ياعِراقْ, حالٌ مَأساويِ يُرْثى لَهُ وَ بيئةُ خَصْبَةً لِنموِ طُفيلياتِ المُؤامَرَةِ وَتَخْصيبِ بيوضَها مادامَ الدينْ صَوْتَ السُلْطَةِ وَسَوْطَها الدائمِ في قَمْعِ وَتَرْكيعِ الإرادَةِ الصادِقََةِ ,دينُ السياسَةِ لا سياسَةِ الدينِ وِشَرائِعهِ الحاكِمَةِ على مَبْدأِ العَدالةِ وَالتَكافُلُ الاجْتِماعي ,فَالمَرْجَعية الدينية المَفْروض وَلابدَ أنْ تَكونَ كَهفاً للمعتَصِمينْ وَكَنْزاً للمُفتَقِرينْ ,مُعادَلَةٌ طَبيعيةْ يَعْلَمها وَيَعيها جَيداً السيدْ (علي السيستاني) بأعْتِبارهِ اليَومْ عَينُ ألشيعةِ في العراقِ والمَنطَقَةِ, فَنَجِدْ سَماحَتهِ قَدْ غَلَّقَ أبوابهِ وَأوصَدَها بوَجْهِ السياسيينْ فلا داخلٍ ولا خارجٍ والسَبَبُ هو تَقصيرَهُمْ في أداءِ الواجباتِ إتجاه شَعْبِ العراقْ , وَلا ادري هَلْ الحَلْ ياسيدنا السيستاني بغلقِ الأبوابِ أمامَ وحُوشٍ كاسِرَه نَهَشَتْ وَتَنْهَشُ وَسَحَقَتْ وَتَسْحَقُ ملايينَ العراقيينْ ..!!؟
وَأنتَ تَعْلَمُ جَيداً إنَ الحلَ بسيطٌ لانَ المَفروضْ العالمْ والحاكِمْ وَالمَرجِعْ الديني يَكُونْ الحُكمَ الشرعي والتَشريعْ السَماوي عِنْدَهُ أصْعَبُ استنباطاً مِنَ الأحكامْ والقوانينَ والحلولَ الوضعيةِ ولانَ هؤلاءِ السياسيين هَمَهُمْ بُطونَهُمْ وَجاهِهِمْ وَلَيسَ إنقاذِ شَعْبٍ اكْتوَى بنارِ الحِقْدِ الدَفين ,إذنْ النتيجةُ تَتَبِعُ أَخَسَ المُقَدِمَتَينْ فَالصورةُ واضحةٌ وَهيَ طَمْسُ الهَويةِ العراقية العربية ,فَقَنواتُ الأمرِ بالمعروفِ كثيرةٌ مِنها المظاهراتْ والاعتصاماتْ والانتخاباتْ خُصوصاً إنَكُمْ أوجَبتُمْ الانتخاباتِ وَوَكلائُكُمْ وَجَهوا الناسَ لإنتِخابِ القوائمِ الكَبيرةِ بَعْدَ تَعْطيلِ الحَوزَةِ لِمُدَةِ (17) يَوماً وَهذا الأمرُ واضِحٌ جَلِيٌ للعَيانِ ,فَهَلْ يُعْقَلُ مِنَ سَماحَتَكُمْ إنَكُمْ تَسْكِتونْ على فاسِدينَ سُراقٌ لسَبَبٍ إنَكُمْ قُلْتُمْ يَوماً بأننا على مَسافَةٍ واحدةٍ مَعَ الجَميعْ !!
وَلِهذا( فَباءُ) الوَطنيُ الشَريفْ تَجِرُ( وَباءُ) السارِقُ المُجرِمُ الفاسِدُ أيضاً تَجِرُ وَهُمْ حَسَبْ فَتواكُم على مَسافةٍ واحدةٍ وَتلتزِمونَ بِما ألزمتُم بهِ أنفُسَكُم لِهذا غلَّقتم الأبوابِ ..؟
أما الصورةُ الثانية التي عَصَفت بالعراق وَنَخَرت بجسدهَ نَخرَ الغُددْ السَرطانية هي المليشياتِ وَاذرُعِها المُدَمِرة ,فَبَعدَ الانسحابْ الأميركي نَجدْ سماحة السيد( مقتده الصدر) بدلْ مِنْ أنْ يأمُرَ بتفكيكِ جَيشِ المهدي وَجناحهِ العسكري ( لواء الموعود ) وَتسليمُ السلاح للحكومةِ المركزيةِ, نُلاحظْ إنهُ أمرَ بتحويلهِ إلى جيشٍ ثَقافي وَلانَعرِفْ ماذا يقصدُ بالثقافي ,وتثقيفٌ باتجاهِ أيْ اوحملَ ثقافةُ مَنْ ,هلْ هذهِ الدولة باتجاهِ مُكونٍ مُعينْ,أمْ ثقافةٌ وتثقيفٌ باتجاهِ نفسِ المكونِ والطائفةِ ومِنْ لونٍ واحدٍ, كما صَرَّحَ بذلكَ زَعيمْ مِليشيا (عَصائبُ أهل الحق ) الشيخ قيس الخزعلي ,إذنْ لاسلاحَ بيدِ الحكومةِ لإنَ السيد (مقتده) يَعلمُ جيداً قوَةَ خُصومهِ خصوصاً المالكي إذا ماادخلَ العصائبْ في مشروعهِ السياسي فسيكونون قوةً رادعةً تُعادلُ بالميزانِ كِفةَ جيش المهدي وقاعِدَتهِ العريضة ,هذا هو الاحتلالُ الثاني للعراقِ بعدَ خروج الاحتلال الأميركي ,الأبناء مع الأبناء والإسلام ضد الإسلام وعلى العراق السلام ..!!
فيا عقلاءَ القوم يااصحابَ الطريقة الوسطى ياسيدي السيستاني ومقتده الصدر لَقدْ اتفقَ المتخصصين في دراسةِ الوضعِ العراقي سياسياً واقتصادياً واجتماعياً إنَ إفرازات المستعمرْ المحتلْ لثمانِ سنينٍ مِنْ جِثومهِ على صدرِ عراق الحسينْ قَدْ سببتْ وأنتجتْ عِلَلٌ وَمأسيٍ وأمراضٍ وثقافاتٍ لَمْ تَكُنْ معروفه في المجتمعِ العراقي البريء هذا بِغضُ النظر عن صَواريخ طائرات الاحتلال وسفنهِ ودباباتهِ وسياراتهِ المفخخة والأحزمةِ الناسفة وعبواته اللاصقة فهناك إفرازات جعلتْ من العراقي عاشقٌ للوهواسِ والعيادات ومنها..
1- أمراض خبيثة مستعصية تزامن انتشارها مع دخولِ قوات التحالف أو الصديقة كما يحلو لبعضِ الزعامات السياسية أو الدينية تسميتها ومنها الأمراض النفسية الأخطر من بين الأمراض كالاكتئابِ .
2- وبسببِ فتكِ الأسلحةِ المجربة ومنها لأولِ مرة في العراقِ فقد تولدَ هناكَ مرضٌ خطير عُرِفَ ( بثقافة الاعتداء ) فتغيرَ التعامل مع أبناءِ البلد الواحد إلى تجاوزٍ واعتداءٍ وَحُب الهيمنة .
3- نشوء جيلاً من الجينات المشوهة الفارزة للأطفال المشوهين والتي سيتوارثها العراقيين جيلاً بعدَ جيلْ بسببِ مخلفات ألاف الأطنانِ مِنَ المواد شديدة الانفجار المشبعة بالعناصرِ السامة الكيميائية التي أُلقيت بحصصٍ متساويةٍ على كُلِ بقعةٍ من بقاعِ العراق لتشمِلْ خارطة الموت البطيء كل مساحات العراق .
4- انتشار مرض الايدز بأعداد خطيرة نتيجةً لإفلاتِ المرتزقةِ أثناءَ دخولهم ارضُ العراق الطاهرة ولغيابِ الرقابة الصحية انتقلتْ جرثومة الحامل إلى المحيطين في أوساطِ عملهم .
5- وبسبب تصدير الديمقراطية المزيفة للغرب وصلت نسبة الإشعاعات الملوثة إلى نسبة لايمكن تصورها إلى أكثر من ثلاثين ألفَ مرةٍ في العديدِ مِن المناطق نتيجة استخدام أسلحة محرمة دولياً كاستخدامِ قذائف اليورانيوم المخصب والذي بسببهِ ارتفعت نسبة الإجهاض لدى الحوامل إلى ثلاثةِ أضعاف , كما ازدادت حالات الإصابة باللوكيميا بنسبة 35% وارتفعت نسبة أمراض السرطان إلى عشرةِ أضعاف عما كان عليه قبلَ الغزو ,حيث تشير التقارير إلى إنَ نسبةَ 44% من المواطنين أصيبوا بالسرطان وان أكثرَ من 40 حالة سرطان شهريا تفتِكُ بالعراقيين وقسم كبير منهم أطفال حيث يشكلون نسبة 56% من مجموع الإصابات غالبيتهم دون سن الخامسة وانَ نسبة تزيدُ على 45% من حالاتِ الوفاة المسجلة أخيراً جاءت نتيجة الإصابة بمرض السرطان حيث إن العديدَ من المرضى يصابونَ بمضاعفاتٍ مما يُسَرِعْ بوفاةِ مُعظَمَهُم في ظلِ نقصِ العلاج المناسب مما يؤكد بما لايقبل الشك إن الجريمة مقترنة بزمنِ الاحتلال ويضافُ سنوياً إلى تلك الأرقام مابين 7500 إلى 12000 حالة سرطانية جديدة حيث يقول الاختصاصيين إنَ اخطرَ النتائج ستظهرُ بعدَ 15 عاماً .
فأيَّ مستقبلٍ سيواجِههُ أبناءَ الرافدين بعدما توقعَ الخبراء إنَ معدلَ السرطان سيصلَ سنويا إلى 25 ألف حالةٍ وهذا الرقم لمْ يبلغهُ أيَّ بلدٍ في العالم سوى اليابان بعدَ جريمةِ هيروشيما وناكازاكي ,هكذا يُذْبَحُ العراقيون بصمتٍ بعدَ موت الضمير .
[email protected]