17 نوفمبر، 2024 9:28 م
Search
Close this search box.

المالكي ومهزلة الترقيات

المالكي ومهزلة الترقيات

يحاول المالكي بكل ما اوتي من جهد وحيلة استقطاب وكسب القيادات الامنية الفاسدة من خلال الهبات والعطايا والترقيات بالجملة التي لم تعتمد المعايير القانونية والاخلاقية المطلوبة وبطريقة تدعو الى سخرية حتى من شملتهم هذه الترقيات لانهم لم يكونوا يحلمون بالوصول الى هذه الرتب الرفيعة بهذه السهولة وفي الوقت الذي يفترض فيه ان زمن هذه النماذج الهابطة والساقطة التي تمرست على الخديعة والتضليل والتي رقصت لصدام الى لحظة سقوطه المهين وطبلت وزمرت له وهو يعلق على صدورها شارات الحزب والانواط سيئة الصيت قد ولى الى غير رجعة ، بالاضافة الى ان هذه القيادات الامنية الحالية فشلت امام الشعب في محاربة الارهاب وتطويقه بسبب انعدام الاخلاص والولاء الا للنفس ولا زال الارهابيون يملكون زمام المبادرة والتوقيتات وتحويل ايام العراقيين الى ايام حزن وسـواد متى يشاؤؤن ، ونهج المالكي في منح الرتب العالية غير مبرر في الوقت الراهن وشعبنا يدفع دمه كثمن لتخبط القيادات الامنية وعجزها عن حماية الشعب والدولة وهو خطأ جسيم يضاف الى الكثير من الاخطاء التي صاحبت تشكيل المؤسسة العسكرية وهو ذات النهج الذي اختطه الديكتاتور المقبور عندما كان يخوض حروبه العبثية والتي دفعته الى اظهار حاجته الى شراء ولاء ضباط الجيش الذين حولهم الى مرتزقة يعملون لحسابه الشخصي بعيداً عن هموم الوطن والمواطن . واذا كان المالكي يعتقد ان مغازلة هؤلاء الضباط بهذه الطريقة التقليدية الساذجة سيجعلهم مخلصين في حمايته وحماية النظام الجديد فهو مُخطيء وواهم لان هؤلاء المرتزقة المتمرسين على كل فنون االنصب والاحتيال ضحكوا في السابق على من هو أكثر منه حذراً وذكاءاً وحصلوا منه على ما يريدون من منافع غير مشروعة ولكنهم تركوه وخذلوه في ساعة المحنة والامتحان وهربوا متنكرين كالجرذان الى بيوتهم ليتفرجوا على نهايته المحتومة ، ثم عادوا من جديد وبأقنعة وسلوكيات ملتوية وخادعة ليتربعوا على عرش المؤسسة العسكرية التي أهانوا شرفها في السابق وهم اليوم يعيدون ذات اللعبة مع قيادات البلاد الفتية التي  تنقصها الخبرة والاليات والضمانات والقدرات التي تمنع هؤلاء الضباط من اللعب مع كل الاطرف ومن بينها جماعات الجريمة والارهاب لجني المزيد من المكاسب والاموال مستغلة ضعف او انعدام المتابعة والمراقبة . هذه هي الحقيقة المرة التي يجب ان نعترف بها ونواجهها بالحلول العلمية الذكية وليس بمنح الرتب العسكرية العالية بشكل كاريكاتيري مضحك يذكرنا بالرتب التي منحها صدام لحسين كامل وعلي حسن المجيد وعبد حمود ، و من الطبيعي ان يكون المالكي عارفاً وعالماً بسلوك هؤلاء الضباط ولكنه يصر على تجاهل دروس التاريخ والافادة من اخطاء من سبقه من الحكام حينما يضع ثقته بأسوأ ما انتجته المؤسسة العسكرية العراقية من شخوص هزيلة بعيدة كل البعد عن الوطنية والمباديء ولا هم لها سوى اللهاث وراء المصالح الشخصية وهي ذات الوجوه والشخوص التي مارست كل انواع الدجل والكذب والتملق والنفاق مع سيدها المقبور .
[email protected]

أحدث المقالات