في هجوم غير مسبوق ينتظر ان يصعد من حدة الازمة االسياسية التي يشهدها العراق فقد دعا نائب رئيس الوزراء والقيادي في القائمة العراقية صالح المطلك، الى تغيير رئيس الحكومة نوري المالكي، معتبرا بقاءه في رئاسة الحكومة يساوي تقسيم العراق وسيجر العراق إلى كارثة.
وقال المطلك في بيان صحافي اليوم إنه “أصبح واضحا لدينا معادلة مفادها أن بقاء المالكي يساوي تقسيم العراق وسيجر العراق إلى كارثة ، لذلك بدأنا نخشى من هذا الموضوع خشية كبيرة ونطالب باستبداله”.
وأكد المطلك “امتلاكه معلومات تشير إلى أن إيران، ومنذ اندلاع الأزمة السياسية، دخلت على الخط وبدأت تضغط باتجاه إبقاء المالكي على رأس الحكومة”، متسائلا “هل ستتصرف الكتل السياسية بإرادة وطنية تجاه ذلك، أم تخضع للأجندة الخارجية؟ هذا الذي سيؤشر إلى أين ستسير الأمور”، بحسب تعبيره.
وحذر المطلك من “تأثيرات بقاء المالكي على الدورة الانتخابية المقبلة، مشيرا إلى أنه “كرس العامل السلطوي وعامل الانفراد وعامل الدكتاتورية عند الشخص، رغم أن أساس الديموقراطية هو التداول السلمي للسلطة”. وأضاف أن “بقاء المالكي بهذا المكان لن يهيئ لانتخابات نزيهة في الدورة المقبلة، وربما تكون هناك سيطرة على مفوضية الانتخابات وعلى صناديق الانتخابات في ظل غياب الرقابة الدولية، فسوف يكرس حكما ربما يستمر لسنين طويلة قادمة، وهذا الموضوع سيكون فيه خراب كبير للبلد”.
ودعا نائب رئيس الوزراء إلى “اختيار شخصية تهيئ لانتخابات ديمقراطية في العراق، وفيها الحد الأدنى المقبول من النزاهة”، مؤكدا “يجب أن يأتي شخص لم يركز سلطته في مؤسسات الدولة، ويحاول أن يمشّي مفوضية الانتخابات، وأن يمشّي قوائم الانتخابات، ولديه سيطرة عسكرية كبيرة”. وأشار اإلى أن “قادة القائمة العراقية لا يمانعون من قدوم شخص آخر من داخل الائتلاف الحاكم ليرأس الحكومة الحالية”.
وأكد أن “الكتل السياسية العراقية بما فيها أطراف من الائتلاف الحاكم ترى أيضا ضرورة تغيير المالكي، وأن بقاءه في هذا المكان فيه خطورة كبيرة، وهذا الإجماع هو من التحالف الكردستاني ومن العراقية ومن أطراف عديدة في التحالف الوطني الذي يعد المالكي جزءا منه”.
وكان السناتور الأميركي والمرشح الجمهوري السابق جون ماكين رجح، أمس الثلاثاء، انهيار الحكومة العراقية وتفكك العراق إلى ثلاث دول مختلفة، مشيرا إلى انتشار الميليشيات وفرق الموت في البلاد وتوتر متصاعد بين المناطق الكردية وباقي العراق وسط “هروب” نائب الرئيس العراقي إلى أربيل.
ويمر العراق بأزمة سياسية كبيرة هي الأولى بعد الانسحاب الأمريكي ونجمت عن إصدار مذكرة قبض بحق نائب رئيس الجمهورية القيادي في القائمة العراقية طارق الهاشمي على خلفية اتهامه بدعم الإرهاب وتقديم رئيس الوزراء نوري المالكي طلبا إلى البرلمان بسحب الثقة عن نائبه القيادي في القائمة العراقية أيضا صالح المطلك، بعد وصف لأخير للمالكي بأنه ديكتاتور لا يبني، الأمر الذي دفع القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي إلى تعليق عضويتها في مجلسي الوزراء والنواب، وتقديمها طلبا إلى البرلمان بحجب الثقة عن رئيس الحكومة نوري المالكي.