دأب بعض الساسة على الكذب, قبل كل دورة انتخابية, من أجل الحصول على عطف المواطن, متناسياً الماضي مُقدماً الأعذار, لإخفاقاته بتقديم ما وعد به الشعب.
ظهرت على الساحة العراقية, بعض الشخصيات التي امتهنت السياسة, كي تعوض ما فاتها من المراهقةِ الشاذة, ليعوضوها بمراهقة سياسية مشوهة المعالم, مليئة بالغش والاحتيال, جراء عدم وصولهم للنضج الفكري, والاستراتيجية الوطنية لخدمة المواطن.لم يكن بعض الساسة, يحلم أو يفكر مع نفسه, بامتلاك دراجة نارية, ليس كونه لا يملك ثمنها فقط, بل كونه لا يعرف أن يقوها أساساً, كان سابقاً لا يحلم أن يستمع له أحد, فهو لا يمتلك تلك المكنة, في الحوار والنقاش, للمنع الذي دَرَج عليه, كي لا يقع تحت طائلة القانون, وقد تم إدخال بعضهم دورات في التعامل, مع الوضع الجديد, كي يستطيع أن يساير حياته, ويصبحَ مقبولاً اجتماعياً.
ظَهرت بعد سقوط الطاغية, أحزابٌ وحركات وتجمعات, لم يكن لها تأريخ سياسي, يَتَّصفُ بالمعارضة للنظام السابق, بل ان بعضهم خَرَجَ للعمل, بسبب قلة الراتب إن حَصَلَ على وظيفة؛ حتى وصل بهم الحال, لمنافسة من يمتلكون تأريخاً ثرياً, يكاد أن يعانق الثريا, لتصرح إحدى النائبات, في البرلمان العراقي, فتصف بعض قريناتها بالدلّالات والملايات, فأي استخفاف بشعب, قد انتخب من لا يمتلك لياقة بكلامه؟.
أصبح من السهولة بعد سقوط الصنم, تكوين حزب جديد, فما أكثر الشعارات البراقة, والأهداف المزوقة, التي عفا عنها الزمن, فمن ” أمة عربية واحدة”, إلى وجوب اختيار العراقي العربي, إيحاء يخفي نبذ كل من قاسى الهجرة؛ وحارب نظام الطغيان, ليذهب ساسة الصدفة.تناسى ساسة الصدفة, أن ضغطة واحدة على الحاسوب, تُظهرُ تأريخهم؛ فقد طغوا بما سيطروا عليه, من الأموال العامة, فبنوا الفِلل وركبوا أفخم العجلات, ونسوا أن الخالق نصير المظلومين.