– ماهي مقومات العمل الوطني من أجل العراق ؟
– ماذا سيترك المحتل بعد رحيل قواته العسكرية ؟
– ماهو رأيكم بهذا الحل ؟
في دقائق من الصمت العميق, تداعت في الذهن أشرطة من وقائع الأحداث التي عاشها العراق, ويتمرغ في دياجيرها المظلمة, منذ جريمة الاحتلال الغاشم, حتى هذه اللحظة ,والتي كان فيها الخاسر الأعظم, هو الشعب العراقي !
ماكوفايدة !
ليس من المفيد استعراض مسلسل الخراب والدماروالهدر والفساد, الذي عشناه, حتى تعايش البعض مع ذلك المسلسل رغم استثنائيته وغرابته عن الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي ألفها وتطبع عليها المجتمع العراقي, في ظل الدولة المدنية الحديثة المؤسسة عام 1921, بل أن المثير في الأمر تعقد وتشابك تلك الظواهر الاستثنائية في الساحة السياسية ,من خلال جملة من العوامل, التي تجعل العراق على شفا تفجر شامل في الأوضاع, يزيد من مآسي وأوجاع وجوع الشعب العراقي !
وعندما كنا ننبه, مع غيرنا من الكتاب المستقلين ,إلى الحذر من الوقوع في شرك النتائج التي نراها واضحة, لاتقبل الاجتهاد, ولكن.. لاأحدا يريد قول الحقيقة, ربما كونها تتميز بحساسية خاصة, لجهة أنها تمس سياسات القوى النافذة في القرار السياسي حاليا, وقبل أن نؤشر تلك الحقيقة ,ينبغي لنا المرور على مايحيط بها من تداعيات وإرهاصات .يمكن لنا إجمالها بالتالي:
1: أن انسحاب جل القوات الأجنبية من العراق, قد أثار لدى القوى السياسية المتصارعة, شهية الاستحواذ على المزيد من المطالب في السلطة, وباتت كل جهة من هذه الجهات تعلن عن مطامعها وليس مطامحها في السلطة, عبر شتى الأساليب المشروعة وغير المشروعة قانونيا , متجاوزة النتائج الانتخابية, فارضة الأمر الواقع على الجهات الأخرى المناوئة.
2: لايمكن لنا أن ننظر إلى الصراعات بين الكتل السياسية بمعزل عن صفحات المخططات الأمريكية الإسرائيلية, التي تنفذ على مراحل, بالتنسيق مع الموساد الإسرائيلي, حيث يرافق ذلك تدخل مباشر من قبل السلطات الأمنية والمخابراتية الإيرانية, إلى جانب تدخلات أخرى, من قبل مخابرات جميع الدول المجاورة للعراق!
3: وصول جميع المراقبين, إلى حقيقة نوايا السيد نوري المالكي, المتمثلة في السيطرة النهائية على الحكم !وكل مايجريه من مناورات ,لاتنال من مركزية هدفه المشار إليه !
4: محاولة انتقال التيار الصدري والميليشيات الراديكالية, ك( بدر) و( العصائب) و( ثأر الله) ,وما الى ذلك من التنظيمات العاملة سريا لحد الآن في الأقل, الى الإعلان, عن ترتيب أوضاعها العسكرية, في مسعى يؤكد المراقبون أنه يستهدف النزول إلى قتال الشوارع, في مقابل الفئات العديدة, كا(لقاعدة) و(جيش الطريقة النقشبندية) و(جيش محمد ) ,وماالى ذلك, وبعض هذه الجهات تتلفع بالعباءة البعثية, فيما يمكن أن نقول أن بعضها يرتبط فعلا بتمويل وتخطيط بعثي !
5: وصول محاولات السيد علاوي, في الاضطلاع بدور نافذ في الحكومة, اعتمادا على استحقاقه الانتخابي الى طريق مسدود ! فراح يناور بوجود أو عدم وجود قائمته المتشظية في الوزارات المخصصة لها, مما جعل الرأي يميل إلى أن تلك القائمة ,لم تبنى على مبادئ سياسية مترافقة مع برنامج سياسيي للتغيير, والقائمة عبارة عن تجمع لشخصيات متناقضة في عقائدها السياسية لا يربطها رابط , وقد نجح نوري الملكي الذي نجد أنه لايطيق رؤية أي من شخصيات العراقية ,بدءا من السيد علاوي, حتى أخر فرد فيها , فكيف بهم وهم يجلسون أمامه حول طاولة مجلس الوزراء؟
6: شكلية استقلال القرار السياسي عن املاءات أو على الأقل إيحاءات الولايات المتحدة ,بتنفيذ ماترغب فيه من قرارات في نهاية الأمر, حتى باستخدام الصيغ التمويهية والالتفافية على رفض الشعب العراقي لتدخلها في الشؤون السياسية الهامة, حيث لم تكتف هذه الدولة المحتلة بالاحتلال والسيطرة على كافة المرافق التنفيذية والعسكرية, وقبل ذلك الاتفاقيات النفطية, وتوجيه حركة الاعمار الكسولة ,المكللة بهدر لم يماثله هدر في الأموال العراقية ,وأموال المساعدات الدولية, نتيجة للفساد في أحهزة التنفيذ الأمريكية التي ربّت فاسدين ومفسدين عراقيين, شكلوا أحد أعمدة البلاء الذي أبتلى به العراق !
7: عندما قررت الولايات المتحدة غزو واحتلال العراق, بعد إصدار ماسمي ب(قانون تحرير العراق), عملت وفق فرية (دونالد رامسفيلد) المعروفة, ب(الفوضى الخلاقة), ومانشهده منذ مايربوعلى ثماني سنوات, من صراعات ليس فيها الكثير من مقاييس ونواميس شرف العمل السياسي,أنما هي نتاج طبيعي لتلك الفرّية, التي يبدو أنها نجحت, في تكريس المحاصصة الطائفية والعرقية, ولبننة القضية العراقية ,حيث أصبح العراق مزرعة بصل, تفرخ فيه بين يوم ويوم آخر (زعماء وشخصيات ) ,ربما لايلتف حولهم مريدون لايزيدون على عدد أصابع اليد الواحدة ,ولكنهم يملأون الشارع السياسي ضجيجا وآراء وتهديدات, يرافق ذلك انفاق مستهجن للمال السياسي, الهابط من إيران والسعودبة, والدول المجاورة, وحتى من إسرائيل .
8: تشظي أكبر وأهم ( أئتلاف) سياسي يتمثل في ( الأئتلاف الوطني), وتوزعه الى كتل سياسية متعددة, كان الهدف منه بلا شك, هو تشتيت الأصوات الانتخابية, لكي تتعدد الجهات الواجهية لتنظيم واسع واحد, يمكن أن يسحب من الكتل الأخرى المقابلة, الكم الأكبر من الأصوات ! وهو ماحصل أيضا في ( العراقية ), التي تشظت هي الأخرى, إلى قوائم وكتل وشخصيات منفردة راحت تبحث عن مكاسب ومناصب في حكومة المالكي, بعد أن رفضت الوصاية المتمثلة في القرارات الانفرادية, لزعيم القائمة ,بالإضافة إلى حقيقة, أن هذه القائمة بدأت كوعاء مستوعب لكافة الأعراق والمذاهب المستقلة عن التيارات المذهبية والعرقية, لتنتهي إلى خليط غير متجانس من الشخصيات الطامحة والطامعة في الأغلب, بينهم الكثير من رؤساء العشائر ومنتحلي هذه الصفة, حاملين شعاراتهم ذات الطبيعة الطائفية, حيث تحولت القائمة في النتيجة, الى شتات طائفي, لم يتمكن من الوقوف أزاء حنكة ودراية ودهاء السيد المالكي, الذي يستند إلى تربية الحزب السري, المشبعة بالمناورة والحذر, واستنباط المواقف الظرفية والمعتمد على قاعدة عريضة من المؤيدين من أصناف متعددة بينهم الكثير من مريدي السلطان, وفيهم الأكثر من المدفوعين بمشاعرهم المذهبية ,الذين لم تنفع تجربة السنوات الثمان المريرة الماضية ,في لفت نظرهم إلى ضرورة تغيير ولاءاتهم لحزب (الدعوة ) , باتجاه, آخر يتمثل في( المشروع الوطني العراقي) المستقل عن التأثيرات المذهبية والعرقية, وخاصة تأثيرات الدول المجاورة المؤثرة في القرار.
8: تذبذب مواقف السيد مقتدى الصدر, حيال الكثير من الأمور الجوهرية في الحياة السياسية ,وميل تلك المواقف في كثير من الحالات إلى المساومة ,على تحقيق مكاسب خاصة للتيار الصدري ,على حساب مواقف معلنة للسيد مقتدى كتصريحاته الصريحة ,عبر وسائل الإعلام المختلفة, من أن السيد المالكي ( يكذب) ! وإذا به بعد أيام.. يتفق مع المالكي للتعاون السياسي . وغير ذلك كثير.. مما أفقد من كانوا يأملون في مواقف السيد مقتدى المعلنة, المعبر عنها بجميل الشعارات الأمل في يتحقق شيئا ماعلى طريق الاصلاح !
9: التمزق الذي بدأت ملامحه بالنضوج في جسد الدولة الواحد, من خلال موضة (الأقاليم) , التي تدعو إلى السخرية حقا , فقد سمعنا أن محافظات لاتتوفر لها مقومات تشكيل ( إقليم ), تعلن مابين ليلة وضحاها, تشكيل (إقليم) ,من دون أية دراسات سياسية أو اقتصادية, وخارج ألأطر الدستورية ,اعتمادا على مواقف انفعالية وطائفية! في الوقت الذي أعلنت ثلاثة أقضية ,من محافظة طلب مجلسها أعلان (الاقليم), ( ديالى ), عن المطالبين بذلك( الإقليم), والالتحاق ببغداد .. وتلك إحدى المهازل التي رأينا على مسرح السياسة العراقية( الكوميدي). كما أن العديد من مجالس المحافظات الأخرى, كانت قد أعدت نصوص بيانات إعلان (الأقاليم), وكأن القضية لاتعدو إصدار بيان من قبل خمسة أو أربعة أشخاص يتمتعون بعضوية مجالس المحافظات, لفصل محافظاتهم عن جسد الدولة المركزي ! ومن الطبيعي أننا لايمكن لنا النظر الى هذه الموضة (الأقاليمية) , بمعزل عن (مخطط التقسيم الناعم للعراق ) , الذي يجد القارىء الكريم ,مقالة لنا في أرشيفنا, نشرت منذ أشهر, تتناول خطوات هذا التقسيم, المعدة من قبل الدوائر المتخصصة الأمريكية والإسرائيلية ..وهؤلاء المنفذون لتلك المخططات, أما جهلة بمايحدث فعلا ! أوأنهم بيادق يحركها المحتل والموساد ,ويغذيها الحزبان الكرديان الشوفينيان, لتمزيق العراق, تحققا لأهداف قومية كردية, تعتبر تمزيق وأضعاف العراق, المقدمة الأساسية, لتحقيق الحلم القومي المتمثل بالدولة القومية الكردية ,المنطلقة من كردستان الجنوبية في العراق !
10: ليس لأحد من ثقاة الرأي السياسي ,الاّ أن يطلق صفة السذاجة ,على من يظن أن الولايات المتحدة ,عندما أجلت قواتها من العراق, قد قالت له ( با ي باي) !! وماهي أياما حتى تنساه ! حيث أن تجارب احتلالات أميركا, لمختلف الدول في تأريخها القديم والحديث, عندما تترك أي من البلدان, التي احتلتها , تترك لها قواعد وأسس ومستشارين وملاكات عاملة, بشكل دقيق ونشيط ,يعوض فعلا عن الاحتلال العسكري , وهو في النتيجة يؤمن الوجود (البولوتيكي) , لها في تلك الدول ..والعراق يعني للنفوذ الأمريكي السياسي والاٌقتصادي الكثير, خاصة وأن السلطات الأمريكية لاتستخدم اليوم من النفط العراقي الذي تستورده بأسعار تفضيلية ,الاّ الجزء اليسير, فيما تعمد الى خزن الكميات الأعظم منه تحت الأرض في ولاية ( مينسوتا) الامريكية ,كخزين أحتياطي قومي للولايات المتحدة ,وفي الوقت نفسه فأن سفارتها في العراق تضم أكثر من 16ألف منتسب كرقم معلن , لايمكن لأي عاقل أن يتصور براءة أنشطة هذه الآلاف من المنتسبين , من أعمال التجسس أو التخريب المادي والفكري خاصة ,وأن جيشا من الصحفيين والكتاب ومديري المحطات الفضائية ورؤساء التحرير وأعضاء المنظمات ( الإنسانية والثقافية ومنظمات التأهيل والتدريب ) الصورية , الذين أطلقت مصادرهم التنظيمية و الإعلامية ,من خلال المنح المالية ,التي قدمها ( بول بريمر), بدأت بمليون دولار ,لتتصاعد في بعض الأحيان إلى 5 ملايين دولار ..من هنا فأن هؤلاء جميعهم جنود بملابس مدنية ,ولكن عقولهم مبرمجة باتجاه خدمة الأهداف الأمريكية النهائية !
وقبل أن ننته من كل ذلك ,نقول ..لايمكن للعراق التعافي في ظل هذه الظروف السياسية, مالم يجري أحداث التغيير الأساس, المتمثل بإسقاط مرتكزات هذه العملية السياسية الكسيحة, العاجزة عن استيعاب حركة التأريخ , ومتطلبات البناء الاقتصادي والاجتماعي, وذلك من خلال العمل السياسي الدقيق, المكتسب للشرعية الدولية وفق القانون الدولي, الذي أتاح لدول العالم عبر الأمم المتحدة مساندة التغييرات الحاصلة في ليبيا ومصر وتونس واليمن .. وفي القضية العراقية الموضوع أيسر بكثير ولايتطلب سوى تدخل من الأمم المتحدة, عبر قرار دولي, ينص على إجراء انتخابات مبكرة ,بأشراف دولي مباشر, يحرم كافة العاملين منذ ثماني سنوات في العمل السياسي, الذين لم يتحصل الشعب العراقي من نشاطهم واضطلاعهم بقيادة العملية السياسية أية فائدة ,بل جعلوا العراق وبعد ثماني سنوات على شفير حرب أهلية, لاأحد يستطيع التنبؤ بحجم أخطارها ,ومآسيها على الشعب العراقي ! حيث يتيح ذلك كتابة دستور جديد, يضطلع به مجلس نواب منتخب ,بشكل صحيح وفق مبدأ الترشيح الفردي المطلق عن العراق, لانتخاب رئيس للجمهورية وأعضاء لمجلس النواب, يجري تكليف وزراء الحكومة, من قبل رئيس الجمهورية المنتخب جماهيريا, فيما يرشح مجلس النواب رئيس الوزراء , الذي يحظى أيضا بثقة رئيس الجهورية المنتخب .ويجري الانتخاب للعراق كله كقائمة واحدة ,تأتي بوجوه جديدة ,القول الفصل في انتخابهم وتوزيرهم صندوق الأقتراع ! عند ذلك لن تكون هناك محاصصة عرقية أو طائفية ولن يكون هناك أي من التأثرات المذهبية والعرقية والمناطقية, وسيجعل القانون فوق رقاب الجميع, فلا تحيا أية دولة , مالم تجعل القانون سيدها الفصل,والذي لانتمناه أن يخرج ألينا من تهزه الغيرة العراقية, وتؤثر فيه سطورنا, ليعلمنا باتخاذ مقالتنا مضمونا لنداء إجماع وطني, بقي مشروع صياغته متداولا, ومثار مناقشات بين شخصيات سياسية ووزراء سابقون ورؤساء حركات وطنية معروفة , لأشهر ماضية من الأعداد لأصداره فحسب ! يحمل مضامين واقعية للتغيير السياسي في العراق. من دون أن يصل المتنادون لإصدار ذلك البيان ( الآلياذة) ! الى نتيجة ما !!!..ماهكذا هو العمل السياسي أيها الأخوة شرفاء العراق ! النوايا وحدها لاتكف, ولاتضع ( في السكلة ركي) .. العمل السياسي خاصة في المسائل الكبرى يتطلب (ديناميكية ) وليس بضع دقائق أمام ( النت), أو مقابلات تلفزيونية نتأنق لها قبل التصوير..أنه يتطلب أداء وتفرغا وشجاعة ,فمن يمتلكها فليتقدم..ومن لايمتلكها فالكلام الحلو مفيد في أنعاش الروح المعنوية ولكنه لايترجم الى أفعال تؤدي الى التغيير , (وقل أعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ).
..الموضوع مطروح أمام من يريد أن يعمل بصدق وشرف من أجل العراق وليس لأولئك المزايدون المكتفون بالشعارات والإطناب الإعلامي, وابتزاز ( الدول المانحة), دور في كل هذا الذي ندعو أليه ..
اللهم ربي أني بلغت فأشهد
*****
عصفورتنا الخبيثة قالت ..!
*السيد طارق الهاشمي لن يمثل أمام محكمة كردية, أو بغدادية , سيبقى هاربا في الشمال, ثم ينتقل الى(الأردن), بعد أن يحكم غيابيا , وستنته قضيته وفق قاعدة ( لافالب ولامقلوب ), المهم أنهم ..هججوه !
* وجوه يجري إعادة تلميعها, لتأخذ أماكن وجوه أخرى, في الحصص الحكومية المقسمة , فسلام الزوبعي, يستعد ليأخذ مكان رافع العيساوي, ومحمود المشهداني, الذي أتخذ من بيت الجعفري ( خرّي مرّي ) ,سيعد ليأخذ مكان صالح المطلك , ووزراء العراقية ( المبطلين ) سوف لايجدون مكاتب لهم !
*كتلة ( الموطن) ..( المجلس الإسلامي العراقي ) سابقا, باشرت أعمال التدريب العسكري لطلائعها!
[email protected]