21 ديسمبر، 2024 9:09 م

وعد “راند بول” لإقامة دولة للأكراد هل يتححق في رئاسة ” دونالد ترمب ” !؟

وعد “راند بول” لإقامة دولة للأكراد هل يتححق في رئاسة ” دونالد ترمب ” !؟

100 عام مرت على وعد بلفور عام 2017 , الذي وعد اليهود بإقمة وطن لهم في فلسطين , وها هي إسرائيل منذ عام 1948 أصبحت دولة قائمة قوية مهابة نووية تخيف ليس فقط العرب بل العالم بأسره , تكبر وتتوسع , وتشعر بالأمن والأمان والاطمئنان والسلام , خاصة بعد أن جعلت العرب والمسلمين المحيطين بها من كل حدب وصوب شعوباً وقبائل ودول متحاربة متقاتلة فيما بينها  , منهكة , مدمرة وخاوية على عروشها , حتى أن قادتها وساستنها .. أي إسرائيل باتوا يصرحون علناً بأن ما خططوا له منذ عام 1980 , وما حققوه منذ عام 2003 فاق كل دراساتهم وتصوراتهم وخططهم الحالية والمستقبلية التي أعدوها والتي في طور التنفيذ !؟. 
السؤال الذي يطرح نفسه بناء على تصريحات الساسة الأمريكان الجدد !, ومن خلال الدعم الأمريكي اللامحدود للأخوة الأكراد في سوريا والعراق وحتى في تركيا وغداً لا محالة في إيران بعد أن تنتهي وتحترق ورقة الملالي  !؟, ينذر بالإضافة للرهان الأمريكي الغربي على القرن الشيعي في منطقة الشرق الأوسط الجديد , بأن هنالك أيضاً رهان على لاعب جديد قوي لتركيع العرب والأتراك وحتى الفرس من خلال اللعب على الورقة الكردية القادمة بقوة في معادلة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير !, وهنا يبرز السؤال الأهم هل سيكون الكرد في العراق أو العالم عموماً ومستقبل وضعهم الاقليمي مادة المراهنة كما كانت قبل وبعد الانتخابات الامريكية الأخيرة التي تكللت بفوز الجمهوريين مادة النقاش والمفاوضات بين الحلفاء والخصوم على حدٍ سواء ؟، كما وعدهم أحد المرشحين من الحزب الجمهوري ألا وهو السيد ” راند بول ” الذي طرح هذه الفكرة خلال حملته الانتخابية بإقامة دولتهم وتحقيق حلمهم المنشود !, بالرغم من خسارة الأخير وذهاب أحلامه للوصول للبيت الأبيض أدراج الرياح , أو الورقة التي أراد أن يدغدغ من خلالها مشاعر اللوبي اليهودي – الصهيوني , لإقامة مثل هكذا دولة على حساب عدوهم الأزلي اللدود العراق منذ آلاف السنين والعثمانيون الجدد بزعامة أردوغان منذ 2003 !؟, والذي لا يهدأ لهم بال ولا يستقر لهم حال ولن يشعروا بالأمن والأمان والأستقرار إلا من خلال رؤيته .. أي العراق مقسم , ممزق , إلى عدة دويلات وكيانات أكبرها أصغر من دويلة إسرائيل نفسها , ومجتمعة أصغر من دولة كردستان الكبرى الواقعة بين أكبر دولتين اقليميتين كما هما ” تركيا و إيران ” !, فحسب رأي الكاتب التركي لقمان أوغلو .. تحرك قطار الكرد من محطة الذوبان في الدول القومية العربية او التركية او الفارسية الى محطات عدة أقربها الاقليم المستقل في فيدرالية وابعدها الكونفدرالية أو الدولة المستقلة . وتساءل الباحث عن سر رفض ايران وتركيا لقيام دولة كردية مستقلة في العراق وسخر من غباء الترك والفرس كيف لا يعلمون ان الدولة الكردية ستعود بالنفع الوفير على ايران وتركيا , وستكون دولة المناورة في العلاقات مع الدول العربية القريبة  ,مؤشرات في واشنطن تؤكد تحرك ذلك القطار الكردي ومروره على سكة لا تمر ببغداد هذه المرة قبل أن تمر في عواصم الدول الكبرى والاقليمية ايضا ً, وفي تركيا خصصت صحيفة “سوزجو” التركية مساحة كبيرة لخبر قالت فيه إن راند بول المرشح السابق فى انتخابات الرئاسة الأمريكية في 2016 قال إنه سيقوم بنفسه برسم حدود دولة كردستان وإنه يعد الكرد بدولة مستقلة , وحسب الصحيفة التركية ، فقد  أكد بول النائب في الكونجرس الأمريكي أحد المرشحين في انتخابات الرئاسة الأمريكية السابقة ضرورة السماح للكرد بتأسيس دولتهم الخاصة قائلا : سأقوم برسم حدود جديدة من أجل كردستان وأتعهد بإقامة دولة جديدة للكرد , وأضافت الصحيفة أن بول النائب عن الحزب الجمهوري ذكر للموقع الإخباري” بريتبرت نيوز “Breitbart News” أن المساعدات التي قدمتها أمريكا حتى اليوم ليست كافية , لافتًا إلى ضرورة تسليح الكرد بصورة أكثر من ذلك لمواجهة عصابات داعش وأفاد بول بأن الكرد أفضل مقاتلين ، مضيفا أن الأسلحة المرسلة للكرد تصل أولا إلى بغداد ثم يتم نهبها واستنزافها وبعد ذلك يُرسل ما تبقى منها للكرد، في اربيل  إلا أن المتبقي منها لا يعتبر القدر الكافي الذي يحتاجونه، ولذلك يجب إرسال الأسلحة بصورة مباشرة إلى الكرد في العراق
من خلال ما تقدم .. هل تشهد بداية القرن الحالي إقامة الدولة الكردية المنشودة بعد تركيع المنطقة بالكامل , وإنهاكها بالحروب والاقتتال الدائر على أقل تقدير منذ عام 2011 , بذريعة الربيع العربي المزعوم !, ومن ثم ظهور ما يسمى بدولة الخرافة ( الخلافة الداعشية ) !؟, وبعد حل وتفتيت وإنهاء دور خمسة جيوش عربية في دول كما هو في العراق وسوريا وليبيا واليمن وحتى مصر !, وهل سيندم العرب والمسلمون على عدم اعترافهم بإقامة الدولة الكردية , والسماح لهذا الشعب العريق كغيره من الشعوب في جميع أنحاء الكرة الأرضية بحق تقرير المصير لأمة كردية قومية فاق تعداد نفوسها الــ 60 مليون , كما ندموا ولم يسمعوا للغة العقل وللنصيحة التي قدمها لهم الرئيس التونسي الراحل ” الحبيب بورقيبة ” عندما نصحهم جداً مبكراً بالاعتراف بإسرائيل ككيان ضمن حدود الـ 67 !؟, وقبل أن تستفحل وتتغول وتكبر وتتمدد , بل باتت يوماً بعد يوم تقترب من تحقيق حلمها الموعود والتلمودي التوراتي المزعوم لتكون حدود دولتها العظمى مترامية الأطراف من الفرات إلى ” السيسي ” – النيل !؟؟؟. 
لماذا نبخس الشعب الكردي حقه !؟, ولماذا لا تبادر الشعوب العربية والإسلامية ولم يبادر قادة وزعماء العرب والمسلمين على مر العصور بكسب ود وأخوة الشعب الكردي المسلم , ليكون أخ وسند وسد منيع وعمق للعالمين العربي والإسلامي , بدل استعدائه وإعلان الحرب عليه وتوجيه الاتهامات له والتنكيل به وتهجيره وتشريده .. بل وإجابره على أن يرمي بنفسه في أحضان الشيطان الرجيم كما هي الصهيونية والماسونية الأمريكية والروس وغيرهم . أليس هنالك بعض الأقليات العرقية والإثنية الصغيرة جداً في أغلب دول العالم أصبحت دول قائمة بحد ذاتها !!!, وهنالك الكثير من الكيانات والإثنيات في الطريق ممن تطالب أيضاً بالإنفصال وحق تقرير المصير حتى في أوربا ..!؟