18 ديسمبر، 2024 11:00 م

السيد العبادي ، يا برودك يا أخي !

السيد العبادي ، يا برودك يا أخي !

شاهدتُ هذا الصباح ، برنامجا على القناة الألمانية يقدّمه الإعلامي المعروف (يُسري فودة) ، عن الدول الفاسدة في العالم ، ولكي تكون الدراسة منهجية في مجال الفساد ، كان العراق كنظام  (كالعادة) أنموذجا سيئا ومخجلا وعارا كالعادة في هذا المجال ، فكان محور البرنامج ، لكونه أسوأ من أسوأ 20 دولة فاسدة في العالم !.
للفساد أذرع وتفرعات كالشجرة الخبيثة ، تنتهي عادة نهايات سائبة ، فينجوا الفاسدون بفعلتهم كالعادة أيضا ، اي كالمثل العراقي (شليلة وضايع راسها) ، ونحن نعرف أن الفساد رأس كل آفة وكارثة وأزمة ، إنه والإرهاب صنوان يغذي أحدهما الآخر ، حتى بتّ أعتقد أن الأرهاب ضرورة يجب إدامته ، والقليلون جدا ممن يريدون تقصي الحقائق في هذا المجال ، سيجد من يوبّخه ، بإن هذا ليس في وقته ، لأننا نخوض حربا مقدسة ضد داعش نيابة عن العالم (كالعادة) أيضا ! ، وفي هذا المجال كان تصريح (ترامب) لهذا اليوم (أن داعش أوجده أوباما ونظامه) ! ، ونحن نعرف أن (كلينتون) الشيطانة هي عرّابة هذا التوجّه ، وتصريح (كيري) القبيح أبدا ( راهنّا على داعش ، لأسقاط الأسد) !! .
كان المسؤول عن إعداد هذا التقرير ذكيا ، فمن بين التشابك المليء باشواك الفساد ، إختار وزارة التربية ، وحسب البرنامج التلفزيوني ، فقد تم رصد مبلغ 200 مليون دينار لبناء المدارس ، وقد أوكل التنفيذ إلى البريطاني (فيصل الخضيري) ! ، الذي يملك مصرف دار السلام للإستثمار في عهد وزير التربية السابق (محمد تميم) ، وبعد التلكؤ لم يُنجز من المشروع سوى 15% رغم سحب معظم المال من المصرف المذكور  ، وبالفعل ، ففساد هذه الصفقة وصل إلى حيّنا السكني المتواضع ، فقد هُدّمت مدرسة ، كان بإمكانها أن تأوي فلذات أكبادنا لمائة عام مقبلة لرصانة وقوة هيكلها ، وبُنيت مكانها مدرسة ، وليس بعيدا عنها ، هُدّمت مدرسة أخرى ، ولم تُبنَ مكانها أخرى ، فتحوّلت ساحتها إلى مكب نفايات بإرتفاع 4 أمتار ! .
قادت التحقيقات مراسل (DW) إلى عمّان (كالعادة أيضا) ! ، وتمكن بصعوبة من إجراء مكالمة مع محامي (آل الخضيري) ، مستفسرا عن سبب عدم إكمال بناء المدارس ، وسبب إفراج المصرف عن كل هذه الأموال بشكل لا يتناسب كليا مع حجم الإنجاز ، فقال المحامي إن كل السحوبات أصولية ! ، وهذا يتنافى كليا مع عشرات الوثائق  والكتب الرسمية ، هكذا رُميت الكرة في ملعب المصرف ، وأنتهت نهاية سائبة هي الأخرى ! .
سيدي رئيس الوزراء ، لله درّك وكان الله في عونك ، فإذا كان هذا يحصل في وزارة التربية التي من المفترض أن تكون بعيدة كل البعد عن الفساد ، لأنها المؤسسة المسؤولة عن إفشاء التربية (كما يدل عليها أسمها) ، والتعليم ، والأخلاقيات ، وتنشئة الأجيال ! ، فماذا عن الوزارات الأخرى والسيادية منها ؟ ، سيدي لقد وعدتنا بالإصلاحات ، ولم نشهد ولادة واحد منها ، وعدتنا بإزالة الحواجز الكونكريتية ، لكن العقلية (المتخلّفة) أوجدت حواجزا جديدة ! حتى إختنقنا ، ففي بغداد الجديدة ، فتحوا متنفس شارع مركز شرطة (الألف دار) اسبوعا فقط وأغلقوه ، ليغرق طريق الجسر المؤدي إلى بغداد الجديدة بالأزدحام ، أغلقوا تقاطع (سينما البضاء) ، فتزايدت وتيرة الإنفجارات أكثر وكانت حصيلة الشهداء أكثر لتكدّس سياراتهم ! ، وعدتنا بضرب الفساد بيد من حديد ، لكنها تحوّلت إلى ريشة !، ولم نكحّل عيوننا بتقديم أحد هذه الحيتان الى العدالة ! ، إلى درجة إن الناس يترحمون منذ زمن بعيد على أيام (صدام) ، الحاكم الأسوأ في التاريخ ، على حد قول السيد (رحيم العكيلي) أحد ضيوف برنامج (DW) ! .
كل ذلك وتظهر في وسائل الإعلام وأنت تتحدث ببرود وإبتسامة ! ، وأنت تترأس نظاما أخزى حتى الشياطين ! ، نعلم أنك سليل عائلة كرّادية كريمة ، وأن تحصيلك العلمي العالي والحقيقي في أرقى العلوم ، نعلم أنك مُحاصر حزبيا وسياسيا ، وتحيط بك الغيلان والحيتان ، فمتى تكسر طوق الحصار هذا ؟ هل أن البرود هو أحد أسلحتك ؟ فأين أسلحتك الأخرى التي لم نرها ؟ ، نرجوا أن تكون أكثر سخونة ! .